إيلاف من دبي: بعد حربين كبيريتن، في أوكرانيا في عام 2022، وفي غزة في عام 2023، سأل موقع "أتلانتيكو" الفرنسي أستاذ العلوم السياسية بمعهد "باريس للدراسات السياسية" دوف زيراه عن الحرب التالية، موقعًا ووقعًا، فقال إن ما جرى في 7 أكتوبر الماضي "شكل انتصاراً إيرانياً في المنطقة، بعرقلتها تقاربًا إسرائيليًا سعوديًا"، لكنه رأى أن ردة الفعل الإسرائيلية ووصول حاملات الطائرات الأميركية إلى المتوسط والخليج العربي "وضع نظام الملالي في وضع حرج، بين إظهار التضامن مع حماس، والسماح لحزب الله باستفزاز إسرائيل وللحوثيين بإطلاق الصواريخ على السفن في البحر الأحمر، والحصر على ضمان عدم تجاوز خطوط حمراء معينة، لأنهم لا يريدون إشعال المنطقة وتعريض مراكزهم النووية للخطر".

صراع مفتوح
يضيف زيراه: "لا يفترض بالهجمات التي يشنها الإرهابيون اليمنيون أن تتحول إلى صراع مفتوح، لكن اللعب بالنار يؤدي إلى خواتيم غير سعيدة".

بحسبه، طول مضيق باب المندب 103 كيلومترات، ويقع بين جيبوتي واليمن، وهو نقطة حاسمة في أقصر طريق بحري بين آسيا وأوروبا، يعبره 15 في المئة من النقل البحري العالمي. والحوثيون جزء من شبكة نسجتها إيران منذ 20 عامًا في استراتيجيتها لقيادة العالم الإسلامي. يقول: " قامت إيران بتمويل وتدريب حزب الله في لبنان، واستغلت الحرب الأهلية في سوريا للحصول على موطئ قدم هناك بشكل مباشر وغير مباشر من خلال هذه الميليشيا اللبنانية، ومدت مخالبها إلى حماس…".

يضيف: "دعونا لا ننسى دور الصين الذي ينبغي أن يهدئ الأمور"! فمؤكد أن بكين تدعم إيران، وتساعدها على الالتفاف على العقوبات، وترعى التقارب بين الرياض وطهران، "لكنها تحتاج إلى هذا الطريق البحري لضمان تصدير بضائعها. وهذا الاهتمام بالمنطقة يفسر وجود المنشآت العسكرية الصينية في جيبوتي"، كما يقول، مضيفًا: "سيجد الصينيون صعوبة في قبول الإغلاق المحتمل لهذا الطريق البحري، أو تمديد فترات تسليم منتجاتهم في أوروبا أو زيادة أسعار التأمين البحري".

مبدأ أساسي
بحسب زيراه، في هذه الأوقات التي تتسم بالتشكيك في القانون الدولي، "دعونا نتذكر أن مبدأ حرية الحركة عبر المضيق يشكل مبدأ أساسيا. أدى تأميم قناة السويس في 27 يوليو 1956 إلى حرب سيناء؛ أدت قرارات جمال عبد الناصر في مايو 1967 بإغلاق مضيق تيران ومغادرة قوات حفظ السلام من سيناء إلى حرب الأيام الستة، وفي كلتا الحالتين، اعتبرته إسرائيل سبباً للحرب".

يقول لموقع "أتلانتيكو": "ربما يأتي الحريق في عام 2024 من لبنان؛ إذا رفض حزب الله احترام القرار 1701 والانسحاب إلى ما وراء الليطاني، فإن إسرائيل قد تأخذ المبادرة العسكرية وتبدأ الحرب. وقد يتدهور الوضع في القرن العربي إذا تدخل التحالف الذي يقوده الأميركيون في اليمن"، علمًا أن انتشار الحرب على إحدى هاتين الجبهتين قد يؤدي إلى التحرك ضد إيران.. فهل يكون مضيق باب المندب "القشة التي تقسم ظهر البعير في عام 2024".

يؤكد زيراه إن مشكلة الشرق الأوسط تختلف عن مشكلة أوكرانيا، "فحتى لو كان جميع الرؤساء الأميركيين منذ باراك أوباما يريدون تصفية حسابات حروب بوش الابن في أفغانستان والعراق، والانسحاب من الشرق الأوسط، فإن ذلك لم يمنع دونالد ترامب من نشر اتفاقات أبراهام أو جو بايدن من دعم إسرائيل بشكل فعال منذ 7 أكتوبر".

المصدر: "أتلانتيكو"