وافقت قوات الدعم السريع على إطلاق سراح أكثر من أربعمائة شخص من الأسرى والمحتجزين وتسهيل وصول المساعدات للمتضررين في المناطق التي تسيطر عليها بالإضافة إلى التعاون مع هيئة وطنية معنية بحماية المدنيين.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك بين قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو ورئيس الوزراء الأسبق عبد الله حمدوك عقب اجتماع عقد في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا.

وطبقا لبيان مشترك، فإن قوات الدعم السريع وافقت أيضا على التعاون مع لجنة حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة بشأن الانتهاكات التي رافقت الحرب وتسهيل عودة المواطنين إلى مناطقهم مع توفير حماية لهم من قبل قوات الشرطة.

وفيما يتعلق بقضايا إنهاء الحرب، فقد قال مراسلنا للشؤون السودانية من القاهرة محمد محمد عثمان إن الجانبين اتفقا على تشكيل جيش قومي يتكون من كل الفصائل بما فيها قوات الدعم السريع مع عدم مشاركة القوات الأمنية في العمل السياسي.

ونص الاتفاق الذي أطلق عليه اتفاق أديس ابابا على إطلاق عملية سياسية عقب نهاية الحرب تشارك فيها كل القوى السياسية ما عدا حزب الرئيس المعزول عمر البشير (المؤتمر الوطني).

وكان حمدوك الذي يترأس تنسيقية القوي المدنية قد تقدم بخطابات لكل من قائدي الدعم السريع والقوات المسلحة لكن لم يصدر تعليق رسمي من الجيش السوداني بخصوص الاجتماع مع حمدوك.

عبدالله حمدوك
Getty Images
رئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك

وكانت مجموعة دول الإيغاد، قد اقترحت عقد لقاء بين قائد الجيش السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) وكان مقرراً أن يتم الخميس الماضي. لكن هذا اللقاء المقترح أثار جلبة وارتباكاً كبيرين.

فبعد أن أرسلت إيغاد دعوات إلى البرهان وحميدتي لعقد اللقاء، ووافق الطرفان، أجلته وزارة الخارجية الجيبوتية، وهي الرئيس الحالي للمنظمة، وقالت في بيان إن " أسبابا فنية حالت دون انعقاد اللقاء الذي كان مقررا بين الطرفين".

ولم تقدم مزيدا من التفاصيل، لكنها أكدت أن اللقاء سيعقد في وقت لاحق في شهر يناير/ كانون الأول الجاري.

وكانت هنالك حركة دؤوبة من جانب البرهان استعدادا للقاء حميدتي، في بورتسودان، التي أصبحت عاصمة بديلة للبلاد، بعد أن انتقل اليها رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش البرهان، إذ أجرى سلسلة من الاجتماعات والتحضيرات، ولكن وزارة الخارجية السودانية، ودون سابق إنذار، أصدرت بيانا قالت فيه إنها تلقت خطابا من الخارجية الجيبوتية يفيد بتأجيل اللقاء.

وأضافت أن البرهان كان مستعدا للسفر للقاء حميدتي من أجل إنهاء معاناة السودانيين، لكن الخارجية تأسفت لما وصفته بمماطلة قوات الدعم السريع.

غير أنه كان لدى قوات الدعم السريع رواية مختلفة. إذ قال عضو وفد التفاوض والمستشار القانوني للدعم السريع محمد المختار لـبي بي سي إن "الايغاد فعلا أرسلت لنا الدعوات ونحن وافقنا من حيث المبدأ، ولكن موعد ومكان اللقاء لم يحددا.. ونحن مستعدون للقاء بشرط ان يأتي البرهان بصفته قائدا للجيش".

سودانيون نازحون على متن شاحنات من ود مدني
Getty Images
أكثر من 300 ألف نازح فروا من مدينة ود مدني بولاية الجزيرة

وكانت قوات الدعم السريع قد سيطرت خلال الأيام الأخيرة على مدينة ود مدني في ولاية الجزيرة والتي تعتبر ثاني أكبر مدينة في السودان، وذلك عقب انسحاب الفرقة الأولى مشاة في الجيش السوداني من المدينة، في خطوة وصفها سودانيون بالخيانة، بينما أعلن الجيش فتح تحقيق.

ويعيش السودان حرباً أهلية منذ الخامس عشر من أبريل/ نيسان الماضي عندما اندلع قتال بين القوات المسلحة السودانية بقيادة البرهان من جهة وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي من جهة أخرى.

وأدت الحرب إلى مقتل أكثر من 12 ألف شخص، بحسب مشروع بيانات مواقع وأحداث الصراع المسلح، وهي منظمة غير حكومية متخصصة بجمع بيانات النزاعات في العالم.

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن الحرب المندلعة في السودان منذ أكثر من ثمانية أشهر ونصف قد أدت إلى نزوح أكثر من 7.2 مليون نسمة، نصفهم تقريباً من الأطفال، عن منازلهم ولجأوا إلى أماكن داخل البلاد وخارجها.

وزاد العدد الإجمالي للنازحين داخل السودان بحوالي 300 ألف شخص وهم من نزحوا مؤخراً من ود مدني والمناطق المحيطة بها في ولاية الجزيرة بحثاً عن الملاذ والسلامة في ولايات أخرى منذ 15 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.