تل أبيب: يلتقي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء المسؤولين الإسرائيليين بعد جولة شملت دولا عدة في المنطقة سعيا لمنع توسّع الحرب الجارية في قطاع غزة الى جبهات أخرى، فيما شهد جنوب القطاع المحاصر الليلة الماضية قصفا عنيفا.

ووصل بلينكن إلى تل أبيب مساء الإثنين. ومع دخول الحرب بين حركة حماس وإسرائيل شهرها الرابع، أعلن الجيش الإسرائيلي الانتقال إلى مرحلة جديدة من العمليات العسكرية تشمل تنفيذ عمليات أكثر استهدافا في وسط قطاع غزة وجنوبه.

والتقى بلينكن صباحا الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوغ وسيلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، كما يجتمع مع حكومة الحرب ووزيري الدفاع والخارجية. ويجري في وقت لاحق محادثات مع أحد أبرز وجوه المعارضة والعضو في حكومة الحرب بيني غانتس.

في السعودية، قال بلينكن إنه بحث تطبيع العلاقات مع إسرائيل، بعدما علّقت الرياض المفاوضات بهذا الشأن بعد أسبوع على اندلاع الحرب في قطاع غزة. وعن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، قال "لا يزال هناك اهتمام واضح هنا في مواصلة هذا. لكن ذلك سيتطلب وقف النزاع في غزة. كما يتطلب التوصل الى مسار عملي يؤدي الى إنشاء دولة فلسطينية".

وأضاف بلينكن الذي زار الإمارات قبل السعودية، أن واشنطن ستعمل مع دول المنطقة من أجل إعادة إعمار قطاع غزة وإرساء الاستقرار فيه.

وقال "اتفقنا على العمل معا لتنسيق جهودنا من أجل مساعدة غزة على الاستقرار والتعافي، والتوصل الى مسار سياسي للفلسطينيين والعمل على سلام طول الأمد".

وتابع أن قادة المنطقة "مستعدون للقيام بالالتزامات الضرورية لاتخاذ القرارات الصعبة من أجل لاتقدم نحو هذه الأهداف، ولإعطاء دفع لهذه الرؤية في المنطقة".

وشدّد على ضرورة أن تبذل إسرائيل "المزيد من الجهود لحماية المدنيين" في غزة.

وزار بلينكن أيضا في إطار الجولة الحالية تركيا والأردن وقطر.

وأعلن الجيش الإسرائيلي دخول الحرب في غزة مرحلة جديدة. وقال المتحدث باسمه دانيال هاغاري لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن هذه المرحلة تتضمن تقليص عدد الجنود على الأرض وعدد الضربات الجوية، مشيرا إلى أنه سيتم خفض عديد القوات المنتشرة اعتبارا من كانون الثاني/يناير.

وصرح هاغاري خلال مؤتمر صحافي الاثنين "رغم أنه لا يزال هناك إرهابيون وأسلحة في الشمال، إلا أنهم لا يتحركون ضمن إطار عسكري منظم"، مشيرا إلى أن القوات "ستقوم بعملياتها من الآن فصاعدا بشكل مختلف في هذه المنطقة (...) لتعميق إنجازاتنا".

وأضاف "نركّز حاليا على وسط قطاع غزة، في منطقة المخيمات، وعلى جنوب قطاع غزة، في منطقة خان يونس. لا تزال هناك عمليات معقدة مع معارك عنيفة في الوسط والجنوب"، مؤكدا أن "المعارك ستستمر خلال العام 2024".

استهدافان في لبنان وسوريا
أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس أن قصفا إسرائيليا عنيفا استهدف الليلة الماضية منطقة خان يونس ومدينة رفح في جنوب قطاع غزة.

وارتفعت حصيلة القصف الإسرائيلي على القطاع المحاصر إلى 23084 قتيلا منذ بدء العمليات العسكرية ردّاً على هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. وغالبية القتلى والجرحى من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

وتسبّب هجوم حماس غير المسبوق بمقتل 1140 شخصاً في إسرائيل، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية. وخطف خلال الهجوم قرابة 250 شخصا، لا يزال 132 منهم محتجزين رهائن في قطاع غزة، وفق الجيش الإسرائيلي.

وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح الثلاثاء مقتل أربعة جنود، ما يرفع إلى 180 عدد العسكريين الذين قتلوا منذ بدء العمليات البرية في غزة في 27 تشرين الأول/أكتوبر.

ودوّت صفارات الإنذار الإثنين في وسط إسرائيل وجنوبها وبالقرب من الحدود مع لبنان التي تشهد تبادل إطلاق نار شبه يومي مع حزب الله المدعوم من إيران والمتحالف مع حماس.

وأعلن حزب الله الإثنين أن مسيرة إسرائيلية قتلت القيادي العسكري في الحزب وسام حسن طويل في غارة استهدفت سيارته.

وذكر مصدر أمني لبناني طلب عدم نشر اسمه أن طويل "كان يتولى مسؤولية قيادية في إدارة عمليات حزب الله في الجنوب".

وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته أنه ضرب "مواقع عسكرية" لحزب الله في لبنان، من غير أن يعلّق حتى الآن على مقتل القيادي في حزب الله.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الإثنين "القضاء" على قيادي "محوري" في حركة حماس هو حسن عكاشة في سوريا، معرفا عنه بأنه "كان مسؤول عمليات إطلاق القذائف الصاروخية لحماس من داخل الأراضي السورية نحو إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة".

وقتل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في بيروت الأسبوع الماضي في ضربة نسبت إلى إسرائيل.

وتتصاعد المخاوف من انفجار الوضع على نطاق واسع في الشرق الأوسط على وقع التوتر على الحدود اللبنانية، والضربات الإسرائيلية في لبنان وسوريا، والهجمات المتزايدة على القوات الأميركية في العراق، وهجمات المتمردين الحوثيين اليمنيين على سفن في البحر الأحمر.

سياسة تجويع
تعهدت إسرائيل "القضاء" على حماس بعد هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر. ودمّر القصف الإسرائيلي أحياء بأكملها في قطاع غزة وأجبر 85 في المئة من السكان على الفرار، ويعاني سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون تقريبا من أزمة إنسانية كارثية، بحسب الأمم المتحدة.

وتحذّر المنظمات الدولية من كارثة صحية في غزة مع عدم تلقي القطاع سوى مساعدات نادرة رغم صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي بهذا الصدد.

وانضم مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، أكبر منظمة للدفاع عن الحقوق المدنية للمسلمين في الولايات المتحدة، الإثنين إلى منظمة "بتسليم" الحقوقية الإسرائيلية للتنديد بـ"سياسة تجويع معلنة" تتبعها الدولة العبرية في قطاع غزة.

ومن المتوقع أن يضغط بلينكن على إسرائيل لحملها على الالتزام بالقانون الإنساني الدولي واتخاذ "تدابير فورية" لإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وتبدي واشنطن، الحليف الرئيسي لإسرائيل، مخاوف متزايدة حيال تزايد عدد الضحايا المدنيين.

وتسبّبت الحرب في قطاع غزة بتصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة إلى مستوى غير مسبوق منذ حوالى عشرين عاما.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الإثنين مقتل ثلاثة فلسطينيين في طولكرم بنيران القوات الإسرائيلية، فيما أعلنت الشرطة الإسرائيلية مقتل ثلاثة رجال وجرح اثنين آخرين في عملية لتوقيف "إرهابي مطلوب" قرب هذه المدينة.