إيلاف من الفجيرة: استلهم "المشاؤون" من أرسطو في اليونان القديمة أفكارهم، وبإلهام منه أيضاً نظمت جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية فعالية "نمشي ونفكر" ضمن مبادرة "المشاؤون"، مساء الخميس، في حديقة سارية العلم بالفجيرة، بحضور خالد الظنحاني رئيس مجلس إدارة الجمعية، ونخبة من المثقفين والإعلاميين وأعضاء الجمعية.

المبادرة التي حملت عنوان "التوجهات العامة للاتحاد لعام 2024.. رؤية استشرافية لمستقبل الإمارات"، قال في مستهلها الظنحاني، يرافقه مثقفون وإعلاميون، إنَّ المبادرة "تثقيفية في المقام الأول"، شارحاً أنها أطلقت قبل أربع سنوات، باستلهام من المدرسة المشائية لفلاسفة اليونان عندما كانوا يتحاورون ويتفكرون ويناقشون الأفكار والرؤى والمعارف الفلسفية أثناء المشي.

التفكير الإبداعي
يقوم جوهر المبادرة على حث التفكير الإبداعي الخلاق أثناء المشي، أما عناوين جولة الأمس فكانت ثلاثة، أولها النقاش حول محور الشخصية الإماراتية، وثانيها الإمارات كدولة تبحث عن التقدم والتطور وتعزيز الاستدامة، وآخرها التعليم بصفته عنواناً للتقدم. وقد بدأت الفقرات بالمشي في أرجاء حديقة العلم، بعدها جلس الحضور مجتمعين في جلسة تضمنت طرح محاور الأفكار التي تم التفكير فيها أثناء المشي.

أدار الحديث سعيد محبوب، مدير مبادرة "المشاؤون" بالجمعية، وتناولت فاخرة بن داغر، النائب الأول لرئيس الجمعية، محور الشخصية الإماراتية، وتحدثت الدكتورة هدى الدهماني عن التعليم، فيما ركز الدكتور حمد البقيشي المدير التنفيذي للجمعية على دولة الإمارات وبحثها الدائم عن الجديد، بينما تحدثت المهندسة فاطمة الحنطوبي عن الاستدامة. وخرج المشاركون بعدد من التوصيات، أبرزها، أهمية تعميم مبادرة "المشاؤون" وتعزيز حضورها في مجتمع دولة الإمارات، باعتبارها مبادرة خلاقة تهدف إلى تعزيز التفكير الإبداعي من خلال المشي، ما يسهم في إثراء الحراك الفكري، وإيجاد الحلول المبتكرة لتحديات العصر، بعيداً عن النمطية والتقليدية.

القوة الناعمة
وأوصى المجتمعون بوجوب إطلاق مشروع وطني يقضي بإدراج مهن ثقافية مثل شاعر، تشكيلي، مسرحي، موسيقار، فنان، ضمن التصنيف المهني لدولة الإمارات، وإطلاق مشروع "صناعة النجوم" في الشعر، والكتابة الإبداعية، والمسرح، والفن التشكيلي، والغناء والموسيقى، كخطوة مهمة لدعم استراتيجية "القوة الناعمة" لدولة الإمارات، ما يسهم في ترسيخ هذه التجارب محلياً، وعبورها الحدود نحو العالمية.


المشاركون خلال الفعالية في حديقة سارية العلم بالفجيرة

وركزت التوصيات على أهمية إطلاق منصة وطنية تفاعلية للقيم الإماراتية، وتوعية الأجيال الجديدة بجوانب الشخصية الإماراتية في الواقع والعالم الافتراضي عن طريق الزيارات الميدانية للمدارس والجامعات، وتفعيل المنصات الرقمية من خلال تقديم محتوى في سمات الشخصية الإماراتية لتصل إلى شريحة كبيرة من أفراد المجتمع، وتعريف المجتمع بالشخصيات الإماراتية التي تركت بصمة في مختلف المجالات لتكريسهم قدوات إيجابية.

جائزة "السنع"
وشددت التوصيات على أهمية إطلاق جائزة "السنع" التي تستهدف الشخصية الإماراتية الفاعلة في عملها ومجتمعها بشهادة أفراد المجتمع، والعمل على تحويل التعلم المستمر إلى مهارة راسخة، وأن يكون التعلم المستمر مسعى لكل الإماراتيين والمقيمين في الدولة، وأن يصبح مجتمع الإمارات مركزاً للتعلم وموطناً لاكتساب المهارات الجديدة، فضلاً عن تخصيص مبادرات مجتمعية للحفاظ على الأشجار المعمرة، وتكثيف المبادرات والفعاليات الفردية والمؤسساتية التي تسهم في استدامة الموارد الطبيعية خصوصاً في مجالات الزراعة والغذاء.