غزة: قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الخميس إنها ستضطر على الأرجح لوقف عملياتها في الشرق الأوسط، بما في ذلك في غزة، بحلول نهاية شباط (فبراير) ما لم يُستأنف التمويل.

وأوقفت مجموعة من الدول، منها الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا، تمويلها عقب مزاعم بأن بعض موظفي أونروا متورطون في هجوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الذي نفذته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

تحذير لازاريني
وقال فيليب لازاريني، المفوض العام لأونروا، في بيان إن "الوكالة ما زالت أكبر منظمة مساعدات في واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية حدة وتعقيدا في العالم".

وأضاف "إذا استمر تعليق التمويل، سنضطر على الأرجح إلى وقف عملياتنا بحلول نهاية فبراير شباط، ليس فقط في غزة لكن أيضا على امتداد المنطقة".

وبعد هجوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخصًا واحتجاز 253 كرهائن، شنّت إسرائيل حملة عسكرية أدت إلى نزوح معظم سكان غزة، وتدمير جانب كبير من المنازل والبنية التحتية المدنية وإلى نقصٍ حاد في الغذاء والمياه والأدوية.

وحثّت جماعات الإغاثة ووكالات الأمم المتحدة الأخرى الجهات المانحة على مواصلة دعم أونروا.
وحذّر مدير منظمة الصحة العالمية الأربعاء من "عواقب كارثية" على سكان غزة إذا توقف التمويل.

ادعاءات اسرائيلية
ولطالما دعت السلطات الإسرائيلية إلى تفكيك الوكالة قائلة إن مهمتها تجاوزها الزمن كما أنها تذكي المشاعر المعادية لإسرائيل، وهو ما نفته أونروا بشدة.

وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء دعوته لإنهاء تفويض أونروا واستبدالها بوكالات مساعدات أخرى تابعة للأمم المتحدة أو غير تابعة للأمم المتحدة.

غالانت وليفي
ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأونروا بأنها "وجه آخر لحماس"، عندما تحدث لوفد زائر من السفراء لدى الأمم المتحدة، بحسب بيان صادر عن مكتبه.

وكرر متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية دعوة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاستبدال الأونروا بوكالات إغاثة أخرى، وحث الدول على بدء العمل في هذا الشأن.

وقال المتحدث إيلون ليفي في إفادة "الأمم المتحدة لديها بالفعل وكالات إغاثة لها خبرة في الإغاثة الطارئة في مناطق الصراع. ومع ذلك، مُنعوا حتى الآن من العمل من غزة بسبب احتكار الأونروا".

وأضاف "هذه البدائل القابلة للتطبيق يتعين تطويرها الآن ليتسنى توزيع المساعدات بشكل فعال ومهني بدلا من توجيهها عبر وكالة لا يتعرّض لها الإرهابيون فحسب، بل تفشل في القيام بعملها".

نشأة الوكالة
تأسست أونروا بقرار من الجمعية العامة في عام 1949 لرعاية اللاجئين الذين فروا أو طُردوا من منازلهم والذين بلغ عددهم 700 ألف فلسطيني مع قيام دولة إسرائيل.وتشغل الوكالة 30 ألف فلسطيني لتقديم الاحتياجات المدنية والإنسانية لنحو 5.9 مليون من نسل هؤلاء اللاجئين، في قطاع غزة والضفة الغربية وفي المخيمات الواسعة في الدول العربية المجاورة.