إيلاف من بيروت: بينما تصارع إسرائيل الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة ووضع حد للحرب، أكبر عقبة في وجه هذا المسار تتمثل في رأس حربة اليمين المتطرف في إسرائيل: إيتامار بن غفير الذي صنع اسمًا لنفسه منذ أصبح وزيرًا للأمن القومي الإسرائيلي قبل عام، ويرجع ذلك جزئيًا إلى إعلان أن اليهود هم المالكون الشرعيون لأرض إسرائيل.

تقول "وال ستريت جورنال" الأميركية إن بن غفير "يتمتع بما يكفي من الدعم في الائتلاف الحاكم في إسرائيل لتقويض حكم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ويقول إنه على استعداد لاستغلال ذلك"، محذرًا من أنه سيعارض أي صفقة مع حماس من شأنها إطلاق سراح آلاف الفلسطينيين المحتجزين بتهمة الإرهاب، أو إنهاء الحرب قبل هزيمة حماس بالكامل.

هذه خطتي لغزة
قال بن غفير للصحيفة الأميركية:"نتنياهو يقف على مفترق طرق، وعليه أن يختار أي اتجاه سيسلك"، معلقًا بذلك على دعم الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين المحادثات الرامية إلى إنهاء الحرب بسرعة من خلال اتفاق تفرج بموجبه حماس والجماعات المسلحة الأخرى عن الرهائن المتبقين وتستأنف المفاوضات المستمرة منذ عقود لإقامة دولة فلسطينية. فالمسارات المختلفة تمثل خيارًا محرجًا لنتنياهو ، الذي يخاطر الآن بزيادة العزلة الدولية لإسرائيل إذا واصل الحرب، أو يحتمل أن يفقد السلطة إذا سحب بن غفير المشرعين الستة من حزب القوة اليهودية الذي يتزعمه من الائتلاف الحاكم.

وبن غفير طرح خطته لغزة، ومن شأنها إعادة ملء القطاع الساحلي المدمر بالمستوطنات الإسرائيلية، وهي تهدف إلى تشجيع سكان غزة على الهجرة الطوعية إلى أماكن حول العالم، بتقديم حوافز نقدية لهم. ووصف ذلك بأنه "الشيء الإنساني الحقيقي" الذي يجب القيام به. وقال إنه يعلم أن الفلسطينيين سيكونون منفتحين على هذه الفكرة من خلال المناقشات مع الفلسطينيين في الضفة الغربية والمواد الاستخباراتية التي تلقاها بصفته وزيرًا في الحكومة الإسرائيلية، رافضًا الإفصاح عما تقوله تلك المواد، فيما تشير استطلاعات الرأي والمناقشات العامة واسعة النطاق بين الفلسطينيين إلى أن مثل هذه الخطة ستلقى معارضة ساحقة من سكان غزة، الذين يخشى العديد منهم أن تؤدي الحرب الإسرائيلية إلى تهجيرهم بشكل دائم واستبدالهم بمستوطنين يهود. كما تلقى هذه الخطة معارضة أميركية وعربية شديدة.

أضاف أن عقد مؤتمر عالمي يمكن أن يساعد في العثور على دول مستعدة لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين، فيما

يفضل ترامب
وفي موقفه الحاد من الإدارة الأميركية، قال بن غفير للصحيفة: "أعتقد أن إدارة بايدن تعرقل المجهود الحربي الإسرائيلي، وأن المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب سيطلق يد إسرائيل لقمع حماس"، مستمرًا بذلك في مخالفة الأعراف السياسية التقليدية بتوجيه الانتقاد المباشر للرئيس الأميركي جو بايدن، في وقت تعتمد فيه إسرائيل بشكل كبير على المساعدات الدفاعية الأميركية.

تابع بن غفير: "بدلاً من أن يقدم لنا بايدن دعمه الكامل، ينشغل بتقديم المساعدات الإنسانية والوقود لغزة، وكل هذا يذهب إلى حماس. ولو كان ترامب في السلطة اليوم، لكان سلوك الولايات المتحدة مختلفا تماما".

المصدر: "وال ستريت جورنال"