إيلاف من بيروت: توعد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي الأربعاء، باستخدام جيشه "كل الأدوات والقدرات" التي يملكها في حال اندلاع حرب في المنطقة الشمالية (الحدود مع لبنان). في المقابل، تعهد مسؤول كبير بميليشيا "حزب الله" اللبنانية الموالية لإيران بالرد على القصف الإسرائيلي الذي أودى بحياة 4 أشخاص على الأقل.

إسرائيل تستعد لحرب
وأجرى هاليفي تقييماً للوضع على الجبهة الشمالية، وشدد على أن العملية الإسرائيلية لن تنتهي "دون إعادة سكان المنطقة الشمالية" إلى منازلهم "مع مستوى عالٍ للغاية من الأمان" على حد قوله. وقال لضباط الاحتياط في المنطقة: "وظيفتكم التفكير في الجاهزية للحرب. إنها مهمتنا الأولى، ولا أحد يختلف معنا على هذه المسألة، ونركز حالياً على الجاهزية للحرب في المنطقة الشمالية".
وتابع رئيس الأركان: "تركيزنا ينصب حالياً على الاستعداد للحرب في الشمال، وإذا لم تنته الأمور بالوصول إلى الحرب، فإنها لن تنتهي بالمساوة على الإنجازات". وقال إن "حزب الله" ليس موجوداً بالقرب من السياج الحدودي، متعهداً بـ"دفعه وكل قدراته" بعيداً عن الحدود إلى أن تصبح المنطقة "أكثر هدوءاً هنا".

وذكر هاليفي أمام عدد من رؤساء البلديات في شمال إسرائيل أن "الطريق لا يزال طويلاً"، لتغيير الوضع الأمني على الحدود مع لبنان، في ظل الهجمات اليومية التي تشنها جماعة "حزب الله".

حزب الله يتعهد بالرد
بدوره، قال رئيس المجلس التنفيذي لـ"حزب الله" هاشم صفي الدين إن "العدوان" الذي حصل الأربعاء، في الجنوب اللبناني والذي سقط جراءه عدد من المدنيين والأطفال، "لا يمكن أن يمر دون رد على الإطلاق، حتماً سيكون هناك رد، وهذا الرد سيكون بالمستوى المطلوب والمناسب".

وقال صفي الدين إنه "إذا كان البعض يتخيل أن بإمكانه أن يحقّق أهدافاً وغايات عجز عن تحقيقها في 2006 أو خلال سنوات المعادلات بين 2006 و2023، وأنه بإمكانه أن يحقّق هذا الغايات الآن، نقول له أنت مخطئ مرة أخرى، لن يتمكن العدو أن يحقق أياً من هذه الأهداف، ما زلنا هذه المقاومة القوية المقتدرة الحاضرة في كل الجبهات".

قصف إسرائيلي
وميدانيا، استهدفت مساء الأربعاء طائرة مسيرة إسرائيلية مبنى في مدينة النبطية فيما ذكر الإعلام اللبناني وقوع غصابات. واضاف أن الغارة استهدفت شقة سكنية في مبنى مكون من ثلاثة طوابق بالمدينة، حيث أطلقت صاروخا موجها "أحدث أضرارا فادحة وتسبب بوقوع إصابات بين سكان المبنى". وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن الغارة تسببت أيضا في إلحاق أضرار ببعض المركبات والمباني المجاورة.

وفي وقت سابق، قتل 4 مدنيين وأصيب 9 آخرون في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان. وبحسب الإعلام المحلي فإن القتلى هم سيدة وفتى وطفل في بلدة الصوانة، كما سقط قتيل و9 جرحى مدنيين في بلدة عدشيت، جنوب لبنان، إضافة إلى حدوث "أضرار كبيرة".

هجوم صاروخي
وذكرت صحيفتا "تايمز أوف إسرائيل" و"هآرتس" أن الهجوم الصاروخي من لبنان ضرب منطقة صفد بشمال إسرائيل، نقلا عن وكالة أنباء "العالم العربي".
وأفادت "هآرتس" نقلا عن الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الصاروخي من لبنان على الشمال "استهدف قاعدة عسكرية".
وقالت قناة (آي 24 نيوز) إن 3 من الجرحى حالتهم متوسطة و4 إصاباتهم بسيطة.

ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر، تشهد الحدود اللبنانية-الإسرائيلية تبادلاً يومياً للقصف بين حزب الله وإسرائيل، ما أثار خشية دولية من توسّع نطاق التصعيد ودفع مسؤولين غربيين إلى زيارة بيروت والحض على التهدئة. ويعلن الحزب استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية، دعماً لغزة و"إسناداً لمقاومتها".

ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف "بنى تحتية" للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود.

ومنذ بدء التصعيد، قتل نحو 228 شخصاً في جنوب لبنان غالبيتهم مقاتلون من حزب الله و27 مدنياً، ضمنهم 3 صحافيين، وفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس. وفي إسرائيل، أحصى الجيش مقتل 9 جنود و6 مدنيين.

ودفع التصعيد عشرات آلاف السكان على جانبي الحدود إلى النزوح من منازلهم.