إيلاف من لندن: بعد فوضى غير مسبوقة شهدها مجلس العموم البريطاني، على وقع قرارات تتعلق بوقف إطلاق النار في غزة، اعتذر رئيس المجلس مجددا اليوم الخميس.

ودعا نحو 59 نائبا غالبيتهم من حزب المحافظين والحزب الوطني الاسكوتلندي إلى حجب الثقة عن رئيس مجلس العموم البريطاني ليندسي هويل، بسبب الفوضى التي رافقت عملية التصويت على وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

تفاصيل
وتعود تفاصيل القصة، إلى أنه في إجراء غير مألوف، في جلسة البرلمان يوم الأربعاء، اختار رئيس مجلس العموم السير ليندسي هويل جميع تلك التعديلات للتصويت عليها بشأن قرار وقف اطلاق النار، وهي مقدمة من الحزب الوطني الاسكوتلندي وحزب العمال والحكومة، ليخالف العرف بأنه لا يمكن لحزب معارض تقديم تعديل على مقترح تقدم به حزب آخر. وعادة ما يجري اختيار التعديل الحكومي.

وكان قرار هويل يعني أن أعضاء البرلمان من حزب العمال يمكنهم التصويت على خطة حزبهم دون أن يضطروا للوقوف في وجه قادتهم من خلال التصويت لدعم تعديل الحزب الوطني الاسكتلندي.

تكرار الاعتذار
واليوم الخميس، وفي حديثه في القاعة بعد أن أخبره زعيم وستمنستر في الحزب الوطني الاسكتلندي أن الحزب يشعر أن فترة وجوده في الرئاسة يجب أن تنتهي، كرر السير ليندساي اعتذار الليلة الماضية عن كيفية تطور النقاش حول غزة.

وقال: "أنا نادم على ذلك، وأعتذر للحزب الوطني الاسكتلندي وللمجلس، لقد ارتكبت خطأً، نحن نرتكب أخطاء، وأنا أعترف بأخطائي".

وكشف أيضًا أنه عقد اجتماعات مع الشرطة أمس بشأن التهديدات الموجهة إلى النواب. وقال: "كل عضو يهمني في هذا المجلس".

وأضاف: "لا أرغب أبدًا في المرور بموقف ألتقط فيه هاتفًا وأجد صديقًا قد قُتل من أي جانب. أنا أيضًا لا أريد الهجوم على هذا المجلس."

أمور مخيفة
وقال السير ليندساي "إن تفاصيل الأشياء التي وصلت إلي مخيفة للغاية".

واستشهد رئيس المجلس بقلقه على السلامة عند شرح قراره المثير للجدل باختيار تعديل حزب العمال بشأن اقتراح وقف إطلاق النار الذي قدمه الحزب الوطني الاسكتلندي الليلة الماضية.

وتنص الاتفاقية على أنه كان ينبغي عليه فقط اختيار التعديل الحكومي للمناقشة والتصويت، وقد أثار اختيار حزب العمال أيضًا غضبًا كبيرًا واقتراحًا بحجب الثقة عن موقفه.

وكان مجلس العموم وافق على اقتراح الحزب الوطني الاسكتلندي بصيغته المعدلة من قبل حزب العمال، والذي يدعو إلى "وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية"، ولكن لم يكن هناك تصويت.

اعتذار الأربعاء
اعتذر ليندسي هويل رئيس مجلس العموم في نهاية المطاف وقال إنه اتخذ قراره للسماح للمشرعين بالتصويت على عدد من الرؤى المختلفة لأنه كان قلقا إزاء أمنهم بعدما واجه بعضهم تهديدات بالعنف بسبب مواقفهم من الحرب.

وكان الحزب الوطني الاسكتلندي قد بادر إلى طرح النقاش في البرلمان بتقديمه لمقترح يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار. وطرح حزب العمال وحزب المحافظين تعديلات.

وفي خضم الفوضى، تمت الموافقة شفهيا على تعديل حزب العمال من دون تصويت رسمي تُسجل فيه آراء المشرعين. وطالب بعض المشرعين بإجراء التصويت مجددا لأنهم لم يعبروا عن آرائهم.

وفي حين أن نتيجة التصويت لن تكون ملزمة للحكومة البريطانية ولن تتم مراقبتها عن كثب في إسرائيل أو من قبل حماس، إلا أنها يمكن أن تسبب مشاكل لكير ستارمر زعيم حزب العمال الذي يحرص على تصوير حزبه على أنه موحد ومنضبط وجاهز للسلطة.