إيلاف من لندن: عشية الذكرى الثانية للغزو الروسي، حذرت بريطانيا الأمم المتحدة من ضرورة إدراك تكلفة التخلي عن دعم أوكرانيا.

وحذر وزير الخارجية البريطاني اللورد ديفيد كاميرون في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي، الأمم المتحدة من عواقب سحب الدعم لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.

نقص ذخيرة
يأتي التحذير، في الوقت الذي تواجه فيه أوكرانيا نقصا حادا في الذخيرة، حيث تكافح الدول الأوروبية للعثور على مخزونات كافية لإرسالها إلى كييف، وتعثر المساعدات العسكرية الأميركية بقيمة 60 مليار دولار (47 مليار جنيه استرليني) بسبب الخلافات السياسية في الكونغرس.

وقال اللورد كاميرون: "بعد عامين، أدرك أن البعض يريد إعادة التفكير. هناك شعور بالإرهاق، وهناك مشاكل أخرى، وقد يبدو الحل الوسط جذابا، لكن هذا خطأ. علينا أن ندرك تكلفة الاستسلام".

ونوه وزير الخارجية إلى ما كان قاله بوتين من أنه لن يكون هناك سلام حتى تتحقق أهداف روسيا، وفي مقابلته الأخيرة، تجنب بشدة التأكيد على رضاه عن الأراضي التي تم الاستيلاء عليها من أوكرانيا في الوقت الحاضر.

بوتين بلطجي
وقال كاميرون: "هذا ليس رجلاً يسعى إلى التسوية، بل هو بلطجي إمبريالي جديد يعتقد أن القوة هي الحق". وأضاف أنه إذا حقق بوتين "فوزا ما، فإن بقية العالم سيعاني أيضا".

وقال إنه كان حذر من مخاطر فلاديمير بوتين في عام 2008، عندما كان زعيماً للمعارضة، ودخلت القوات الروسية أوسيتيا الجنوبية في جورجيا.

وتحدث عن كيف حين كان رئيسا للوزراء في عام 2014 عندما دخل "رجال بوتين الخضر الصغار" شبه جزيرة القرم.

وقال وزير الخارجية البريطاني للأمم المتحدة: "قلت إننا إذا لم نقف في وجه بوتين، فإنه سيعود ليطلب المزيد".

واضاف: "الآن، بعد أن حاولنا وفشلنا في احتلال أوكرانيا بأكملها، أصبح الدرس المستفاد من هذا التاريخ واضحا. إذا لم نقف في وجه بوتين، فسوف يعود للحصول على المزيد".

وقال: إنه يعتقد أن العالم "بدأ بشكل صحيح في الاستيقاظ على تهديد بوتين".

ومضى اللورد كاميرون في انتقاد "الادعاء غير التاريخي" للزعيم الروسي بأن وجود أوكرانيا "مناهض لروسيا"، وهو ادعاء يتعارض مع مبدأ تقرير المصير - أحد أسس الأمم المتحدة".

مزاعم روسيا
وانتقد وزير الخارجية المزاعم الروسية بأن الدول الغربية "تسعى بطريقة أو بأخرى إلى تقطيع أوصال روسيا" - وهي "كذبة مركزية" في الصراع حيث أمضى هو وزعماء آخرون سنوات في محاولة بناء علاقات مع موسكو.

وقال "لقد فعلنا ذلك لأننا نؤمن إيمانا راسخا بأن روسيا آمنة ومستقرة تعيش في سلام مع جيرانها، هو في مصلحتنا ومصلحة العالم".
وأكد كاميرون: "إنها لمأساة أن بوتين يفضل العودة إلى القرن التاسع لتبرير العدوان بدلا من تبني هذا العرض بمسار مختلف".

ومضى الوزير البريطاني ليشرح سبب اعتقاده أنه "يجب أن نبقى أقوياء". وقال إن "انتصار" بوتين في أوكرانيا "لن ينتهي عند هذا الحد".

وأضاف اللورد كاميرون: "يمكن لبوتين بسهولة أن يطبق تشويهاته للتاريخ في أماكن أخرى، مثل مولدوفا أو دول البلطيق، وسيتشجع آخرون على اللجوء إلى القتال عندما يناسبهم ذلك، لن تكون أي دولة مع جار كبير عدواني آمنة."

وختم اللورد كاميرون خطابه بالقول: "لذا، نعم، يجب أن نقف إلى جانب أوكرانيا - ولكن ليس فقط من أجل أوكرانيا، وليس فقط من أجل أوروبا، ولكن من أجل العالم ومبدأ بسيط. أمن الحدود، حرمة الأمم، مبدأ تقرير المصير".

وأكد: "معركة أوكرانيا هي معركتنا ومعركة العالم، ويجب على العالم أن يبقى قويا".