إيلاف من بيروت: لا أخطر من إدخال المهاترات السياسية إلى قلب المدارس. الخبر السيء هو أن هذا يحصل دائمًا في لبنان، حيث لا يفرّق المدرّس بين واجبه الأخلاقي في التعليم وميوله الشخصية التي يحاول فرضها على تلاميذه.

ففي إحدى أشهر مدارس جبل لبنان، حصل ما هو أكثر من مستهجن: معلّمة تطرد تلميذًا لأنه – ببساطة - رفض تلبية رغبتها بالتبرّع لحزب الله، وفقًا لتقرير نشره موقع "العربية"، ما أثار الغضب في مناطق لبنانية عدة.

ونقل الموقع عن والد التلميد قوله إن هذه المعلّمة "معروفة" بمناصرتها التيار الوطني الحر، وهو تيار مسيحي أسسه رئيس الجمهورية السابق ميشال عون ويرأسه اليوم النائب جبران باسيل، وهو متحالف مع حزب الله ويروّج لنظرياته في المقاومة والممانعة، "وما شاكل".

وقال الأب إن هذه المعلمة "طلبت من طلاب الصفوف المتوسطة مساعدة حزب الله مادياً، لأنه يدافع عن لبنان ويخوض الحرب ضد العدو الإسرائيلي"، فرفض ابنه هذا الأمر. فنهرته المعلّمة، ووبخته أمام رفاق صفه، وقالت له في سورة غضبها: "أنت لست لبنانيًا".

"فكر غريب"
أبلغ الأب مديرة المدرسة بما حصل، طالبًا اتخاذ الإجراء الملائم بحقها، فوعدته بألا يتكرر الأمر. وقال لموقع "العربية" إن هذه المعلمة تحاضر أمام طلابها بأن حزب الله مقاومة وعلينا مساعدته، وإنها ليست الحادثة الأولى.

اضاف: "هذه المعلمة تخبر طلابها دوماً أن الفضل في ازدهار منطقة البترون الشمالية وتصنيفها وجهة أولى للسياحة في العالم العربي يعود إلى باسيل. وحين عارضها طالب وقال لها إن البترون لكل لبنان، وبّخته"، آسفًا لانتشار "فكر غريب" في المدارس يروج لحزب الله "القوي الذي سيتغلّب على أعدائه في الداخل والخارج"، وخائفًا من أن ينقلب الأمر على ابنه فيعاقب لأنه تجرأ على رفض طلبها.

يبدو أن هذه المعلمة لم تسمع جيدًا عون حين انتقد أخيرًا فتح حزب الله جبهة الجنوب ضد إسرائيل تضامناً مع غزة، قائلًا: "لسنا مرتبطين بمعاهدة دفاع مع غزة"، ولم تسمع باسيل يقول بالفم الملآن: "لسنا مع وحدة الساحات".