جنيف: حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الإثنين من أنّ هجوماً إسرائيلياً على رفح سيوجّه ضربة قاضية لبرامج المساعدات في غزة، حيث لا تزال المساعدات الإنسانية "غير كافية على الإطلاق".

وقال غوتيريش في كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، إنّ هجوماً شاملاً على المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر "لن يكون فقط مروّعاً بالنسبة لأكثر من مليون مدني فلسطيني لجأوا إلى هناك، بل سيكون بمثابة المسمار الأخير في نشع برنامج مساعداتنا".

وتأتي تصريحاته بعد أن كرر رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الأحد عزمه على شن هجوم برّي على مدينة رفح المكتظّة في جنوب القطاع، بهدف تحقيق "النصر الكامل" في الحرب مع حركة حماس.

وبحسب نتانياهو فإنّ التوصّل إلى اتّفاق هدنة لن يؤدّي سوى إلى "تأخير" الهجوم على مدينة رفح التي يتجمّع فيها ما يقرب من مليون ونصف مليون مدني على الحدود المغلقة مع مصر، وفق أرقام الأمم المتحدة.

في 7 تشرين الأول/أكتوبر، شنّ مقاتلون من حماس هجوما على جنوب إسرائيل خلّف 1160 شخصا، معظمهم مدنيون، وفقا لإحصاء أجرته وكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

ردّاً على هجوم حماس، تعهّدت إسرائيل "القضاء" على الحركة، وشنّت هجوما كبيرا على غزة أودى بـ 29,789 شخصا حتى الآن، غالبيتهم العظمى نساء أطفال، حسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

وتقول إسرائيل إنّ 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 ماتوا، من إجمالي 250 شخصا خطفوا في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

شدد غوتيريش الإثنين على أن"لا شيء يمكن أن يبرر تعمّد حماس قتل وجرح وتعذيب وخطف مدنيين واستخدام العنف الجنسي - أو إطلاق صواريخ عشوائيا باتجاه إسرائيل".

وأضاف "ولا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني"

وبحسب غوتيريش فإن "المساعدات الإنسانية لا تزال غير كافية على الإطلاق".

وتابع "اكرر دعوتي لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن".

وأعرب عن أسفه لأنه على الرغم من دعواته الملحة لمجلس الأمن الدولي من أجل اتخاذ جميع التدابير اللازمة "لوقف إراقة الدماء في غزة ومنع التصعيد"، إلا أنه فشل في التحرك.

و استخدمت الولايات المتحدة، أكبر حليف لإسرائيل، حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي ثلاث مرات حتى الآن لمنع المجلس من الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.

وحذر غوتيريش من عواقب عدم تحرك المجلس بشأن غزة، وفشله كذلك في التحرك بشأن الحرب في أوكرانيا بسبب الفيتو الروسي،

وحذر من أن هذا التقاعس "أدى إلى تقويض سلطته بشدة، وربما بشكل قاض".

وأضاف أن "المجلس بحاجة إلى إصلاح جدي لبنيته وأساليب عمله".