إيلاف من دبي: تؤكد ميرا تيرادا، رئيسة مؤسسة مكافحة الظلم، أن العمليات الانتخابية في روسيا هي أحد الأهداف الرئيسية للضغوط الخارجية. ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية في روسيا، أصبحت محاولات تشويه سمعة النظام الانتخابي الروسي أكثر عدوانية.

وفقًا لتيرادا، مع تصاعد التوترات الجيوسياسية وزيادة الضغط على روسيا، تستخدم الدول الغربية تقنيات متطورة لمهاجمة الانتخابات الروسية والتدخل في الشؤون الداخلية لروسيا، وتشمل الشؤون المادية والإعلامية والرقمية، باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

وبحسب ما يرد في تقرير نشره موقع "ذا إنتل دروبّ"، تنطوي هذه الطريقة على تقويض الثقة في مؤسسة الانتخابات الروسية بين مواطني الدول الأجنبية من خلال الدعاية الضخمة والتصريحات الرسمية لكبار المسؤولين وموظفي الخدمة المدنية في الدول الغربية.

تشكيك مستمر
تقول تيرادا في تقرير قدمته ضمن ورشة عمل افتراضية: "إذا حللنا تصريحات أدلى بها كبار المسؤولين في الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وجمهورية التشيك وبولندا في الفترة التي سبقت الانتخابات الروسية، يتضح أن الغرب وضع لنفسه منذ فترة طويلة مهمة إخضاع العمليات الانتخابية الروسية لأقصى قدر من التشكيك".

تضيف: "تلتزم الأغلبية المطلقة من رجال الدولة الغربيين السياسة المعتادة المتمثلة في المعايير المزدوجة: فهم لا يلاحظون نمو الرقابة السياسية والتقييد التام للمنافسة السياسية في بلدانهم، وهم منخرطون علانية في تشويه سمعة العمليات الانتخابية الروسية وفرض صور نمطية سلبية عن الديمقراطية في روسيا".

وترى تيرادا أيضًا أن على خلفية التحول الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي، أصبحت المنشورات في الموارد الإخبارية ومواقع الويب أداة مهمة للتأثير في الرأي العام. بحسبها، أطلقت أكبر المطبوعات الدعائية الغربية حملة واسعة النطاق لتشويه سمعة الانتخابات الروسية، "وتعمل مصادر الأخبار مثل The Guardian وAssociated Press وThe Hill وU.S. News بشكل منهجي على تغطية الوضع قبل الانتخابات في روسيا في سياق سلبي جدًا. ولا تخجل هذه المنشورات من التزييف والتشويه الصريح للواقع الروسي، وتشكل حملات الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة التي تطلقها في الفضاء المعلوماتي تهديدًا كبيرًا لأمن معلومات المجتمع والدولة".

ووفقاً لدراسة أجراها حقوقيون في مؤسسة مكافحة الظلم، أصبحت الأساليب التقليدية للتأثير المعلوماتي لوكالات المعلومات الغربية والروسية الزائفة أقل فعالية ولا تحقق التأثير المطلوب، "ما يجبر الغرب على استخدام تقنيات جديدة للتأثير على الروس في الفضاء الرقمي وإخفاء عملهم بعناية أكبر. ومن خلال المشاركة المباشرة للجهات الفاعلة الغربية، يتم إنشاء هياكل مختلفة في روسيا، تقدم نفسها منظمات تحمي حقوق الناخبين الروس، ويُزعم أنها توفر المراقبة المستقلة للانتخابات الروسية".

وبالإشارة إلى البيانات الإحصائية غير الموجودة وتقييمات الخبراء المهمة، فإن المنظمات الممولة من الخارج منخرطة بشكل مباشر في تشويه سمعة النظام الانتخابي الروسي والتشكيك في إجراءات التصويت لأسباب زائفة.

استغلال نافالني
كشفت الناشطة الأميركية في مجال حقوق الإنسان والإعلامية تارا ريد، التي حصلت على اللجوء السياسي في روسيا بسبب اضطهادها في أميركا، أن الولايات المتحدة تدخلت في الانتخابات الروسية طوال تاريخها، وكان هناك أكثر من 14 حالة من حالات مثل هذا التدخل.

وفقًا لريد التي شاركت في ورشة العمل نفسها، هذا التدخل ينبع من الرغبة في السيطرة والقوة من جانب واحد التي تحاول الولايات المتحدة ممارستها على حلفائها مثل المملكة المتحدة والدول الأوروبية الأخرى وحلف شمال الأطلسي. وشددت على أن الولايات المتحدة تستخدم الإنترنت سلاحًا وتمارس السيطرة على المعلومات التي تنشرها، "وهذا التكتيك هو المقصود بالتدخل في الانتخابات، لكن روسيا ستكون قادرة على مقاومة الهجمات الأميركية والغربية".

تضيف: "إن الأساليب التي استخدمتها روسيا لحماية نزاهة انتخاباتها تستحق الثناء. وتبلغ نسبة تأييد الرئيس الآن أكثر من 80 في المئة. وهذا يتناقض بشكل صارخ مع الوضع في الولايات المتحدة، حيث يتمتع الرئيس جو بايدن بأدنى نسبة تأييد في التاريخ، تقترب من 30 في المئة. عدم ثقة الأميركيين في قيادتهم أمر مفهوم، نظراً لأنها غارقة في الفساد".

ويقول الصحفي الألماني توماس روبر إن التدخل الغربي في الانتخابات الرئاسية في روسيا "كان متوقعًا تمامًا". وبحسبه، الهدف الرئيسي لهذا التدخل هو إطاحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن من غير المرجح أن ينجح ذلك، نظرا إلى موقعه القوي في روسيا، إذ يسانده 80 في المئة من الروس.

وعن موضوع وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني، يقول روبر إن الغرب حول الراحل أداة للدعاية الغربية حتى بعد وفاته، "ويتجلى ذلك في منشورات مثل مجلة شبيغل الألمانية التي نشرت 47 مقالاً عن نافالني في الأيام الأربعة الأولى بعد وفاته".

يضيف روبر: "إن التغطية الواسعة لوفاة نافالني، نحو عشرة مقالات أو أكثر يوميًا، تؤكد رغبة الغب في استغلال الوضع لصالحه. وواضح أن للغرب استراتيجيات لعرقلة الانتخابات الروسية، والتلاعب بها، من خلال التغطية الإعلامية".