قد تتغير الطريقة التي تستعد بها الجيوش لحروب المستقبل وتخوضها بشكل جذري مع تعلم الآلات بشكل متزايد التفكير من خلال سيناريوهات معقدة على المستويين التكتيكي والاستراتيجي

إيلاف من الرياض: إدخال الذكاء الاصطناعي التوليدي في المناورات، وعمليات المحاكاة واسعة النطاق التي يستخدمها الخبراء وصناع السياسات والجيش لتطوير الإستراتيجية في حالة الحرب، قادر على تحسين عملية صنع القرار للمشاركين في أي معركة. وهذا شيء ظهر في الكتابة الخيالية عن حروب مستقبلية متخيلة ولكن يتم النظر فيه أيضًا الآن، بحسب موقع "بزنس إنسايدر".

قال ياسر أتالان، زميل البيانات المساعد في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن الذكاء الاصطناعي "يمكنه تشكيل المناورات وفي الواقع مستقبل الحرب بأكمله، وسوف يسمح لصناع السياسات والمخططين بمعرفة ما هي نقاط الضعف، وما هي الفرص، وما هي التحديات"، وذلك في مقالة شارك أتالان في كتابتها مع بنجامين جنسن ودان تادروس، تتضمن بعض أكبر المشكلات التي تعاني منها المناورات تكلفتها وشفافيتها وإمكانية الوصول إليها.

فرص مختلفة
تركز الألعاب التي تقوم على الاستراتيجيا العسكرية على جودة اللاعبين، وبدلاً من الاعتماد بشكل مباشر على لاعبين بشريين يجلسون حول طاولة اللعبة، يمكن محلل القرن الحادي والعشرين استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لتحريك عملاء اللعبة. قال أتالان إنه من خلال التحفيز الصحيح وتنظيم البيانات، يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة اللاعبين بوجهات نظر مختلفة من حلفاء مختلفين، وتوفير توزيع الاحتمالات ونقاط البيانات الأخرى في المناورات العسكرية. أضاف: "الأمر يتعلق باللاعبين، والفرق المختلفة، وأصحاب المصلحة، لمعرفة ما هي مجموعة خيارات السياسة الخاصة بهم، وما هي الفرص والتحديات المحتملة".

بدأ الجيش الأميركي في التركيز بشكل متزايد على الحاجة إلى المناورات في عام 2015، وعلى مر السنين، كان هناك اهتمام متزايد بالإمكانيات التي يتيحها الذكاء الاصطناعي. في فبراير 2023، على سبيل المثال، سمح الجيش الأميركي للذكاء الاصطناعي بقيادة طائرة مقاتلة بنجاح والانخراط في محاكاة قتال جو-جو.

وخلصت دراسة أجراها معهد آلان تورينغ في لندن في عام 2023 إلى أن "المناورات والمحاكاة لا تزال أدوات حاسمة لصناع القرار في مجال الدفاع، ويمكن استخدامها لتدريب الأفراد على الصراعات المستقبلية، وتقديم رؤى حول القرارات الحاسمة في القتال، ومفاوضات السلام، والحد من الأسلحة، والاستجابة لحالات الطوارئ".

مستحيل استبدال البشر
للذكاء الاصطناعي حدوده أيضًا. وجدت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة راند أن الذكاء الاصطناعي "قد لا يعمل بشكل جيد في إحدى المناورات إذا كانت البنية التحتية الرقمية للعبة مقيدة أو إذا لم يتمكن الذكاء الاصطناعي من التفاعل بشكل مباشر مع النماذج الحسابية وعمليات المحاكاة اللازمة".

أثارت خبيرة ألعاب الحرب إيفانكا بارزاشكا أيضًا مخاوف من أن الذكاء الاصطناعي قد يحجب تفسيرات الأفعال، مما قد يؤدي إلى استنتاجات خاطئة. قالت: "المشهد الحالي للمناورات التي تتمحور حول الإنسان، جنبًا إلى جنب مع خوارزميات الذكاء الاصطناعي، يواجه تحديًا ملحوظًا في 'الصندوق الأسود'، حيث لا يزال السبب وراء نتائج معينة غير واضح".

أضافت بارزاشكا أن هذا الغموض، إلى جانب التحيزات المحتملة في بيانات تدريب الذكاء الاصطناعي وتصميم المناورات، يسلط الضوء على الحاجة الملحة للحوكمة الأخلاقية والمساءلة في هذا المجال المتطور'.

في الوقت الحالي، قال أتالان إنه من الصعب على الذكاء الاصطناعي أن يشارك بمفرده في المناورات لأنه لا يستطيع أداء 'التفكير الاستراتيجي'، الذي قد يأخذ في الاعتبار مدارس فكرية مختلفة. لذا، تستعد شركات مثل أوبن آي لإنشاء 'وكلاء مستقلين' قادرين على أداء المهام بمفردهم. وعلق أتالان: "مستحيل استبدال البشر".