روما: تتواصل المفاجآت في قضية الإيطالي جوليو ريجيني الذي لقي مصرعه في مصر قبل 8 سنوات، حيث أكد القضاء الإيطالي الاثنين 18 آذار (مارس) 2024 أن الشرطة المصرية ألقت القبض على ريجيني اعتقادا منها بأنه جاسوس بريطاني ونقلته إلى مقر أمني حيث تعرض للتعذيب والقتل.

وحسب ممثل الادعاء سيرجيو كولايوكو في الجلسة الثانية للمحاكمة فإن "الصورة العامة التي ظهرت هي صورة لشبكة أحكمها المتهمون ببطء حول ريجيني بين سبتمبر 2015 و25 يناير 2016". وتتهم إيطاليا أربعة من أفراد الأمن المصريين بخطف وقتل ريجيني، طالب الدراسات العليا في جامعة كامبريدج البريطانية، في القاهرة عام 2016. ويوم الثلاثاء 20 شباط (فبراير) 2024 بدأت في روما محاكمة جديدة في القضية، وفقاً لتقرير "مونت كارلو".

في كانون الثاني (يناير) 2016، تعرض جوليو ريجيني (28 عاما) للاختطاف في القاهرة على أيدي مجهولين، قبل أن يتم العثور بعد بضعة أيام على جثته في إحدى ضواحي العاصمة المصرية.

وكان طالب الدكتوراه في جامعة كامبريدج يعد بحثا جامعيا عن النقابات المصرية، وهو موضوع يعتبر حساسا للغاية في مصر.

وفق تقرير اللجنة البرلمانية الإيطالية الخاصة، فإن "المسؤولية عن اختطاف جوليو ريجيني وتعذيبه وقتله تقع مباشرة على عاتق الأجهزة الأمنية في جمهورية مصر العربية، وبخاصة على أفراد في جهاز الأمن الوطني".

الرباعي المتهم
والمتهمون الأربعة هم جميعا ضباط في جهاز الأمن الوطني، وهم: اللواء طارق صابر، والعقيدان آسر كامل محمد إبراهيم وحسام حلمي، والرائد إبراهيم عبد العال شريف.

وكانت محاكمتهم في روما توقفت فور بدئها، بعدما رأت المحكمة أنه من غير الممكن إثبات أنهم أبلغوا بالإجراءات المتخذة ضدهم. ورفضت مصر مرارا تقديم تفاصيل تسمح للسلطات الإيطالية بالاتصال بهؤلاء المتهمين.

من جهتهم، يعتقد المحققون الإيطاليون أن ريجيني خطف وقتل بعد الاشتباه بأنه جاسوس أجنبي.

وقال كولايوكو "بسبب هذا النشاط، اقتنع المتهمون خطأ بأن ريجيني كان جاسوسا إنجليزيا، أُرسل لتقديم التمويل لنقابات مقربة من جماعة الإخوان المسلمين".

وقال ممثل الادعاء إن ريجيني تعرض "لتعذيب مروع" على مدار أسبوع ثم قتل عمدا، مضيفا أن تفاصيل معاناته سيتم الكشف عنها في جلسة لاحقة.

تسميم العلاقات بين القاهرة وروما
أدت هذه القضية إلى تسميم العلاقات بين القاهرة وروما، خاصة وأن إيطاليا طالما اتهمت السلطات المصرية بعدم التعاون، أو حتى بتوجيه المحققين الإيطاليين نحو أدلة مزورة.

وفي كانون الأول (ديسمبر 2020، برأ مكتب المدعي العام المصري ضباط الشرطة الأربعة، ولم يتخذ أي إجراء قانوني في هذه القضية، لعدم وجود اشتباه بتورطهم فيها.

لكن، خلال الفترة الأخيرة، يبدو أن الدفء بدأ يعود تدريجيا إلى علاقة البلدين، من بين المؤشرات على ذلك، زيارة رئيسة الوزراء جورجا ميلوني إلى القاهرة الأحد 17 مارس 2024 ضمن وفد أوروبي وقع "شراكة استراتيجية" بمليارات اليورو مع مصر.

في المقابل، ندد الحزب الديمقراطي، المعارض الرئيسي من يسار الوسط في إيطاليا، بالزيارة. وقالت زعيمة الحزب إيلي شلاين "لن نبرم صفقات مع أنظمة مثل النظام في مصر الذي ظل لسنوات يحمي قتلة جوليو ريجيني".

ويبدو أن العدالة الإيطالية صممت على المضي في مسارها، بصرف النظر عن التقارب أو تقاطع المصالح بين البلدين، وبدأت جلسات المحاكمة بالفعل منذ حوالي الشهر.