حتى مصرعه يوم أمس في حادث طائرة، كان هناك اعتقاد سائد بأن الرئيس الإيراني الراحل ابراهيم رئيسي هو المرشح الأوفر حظاً لخلافة المرشد الأعلى آية الله خامنئي الذي يبلغ من العمر 85 عاماً.

ولم يدحض رئيسي أبداً الشائعات حول تطلعاته إلى أن يصبح المرشد الأعلى المقبل، وأشار العديد من تحركاته في مرحلة ما إلى أنه يتم إعداده لهذا الدور.

وقد شغل قبل رئاسته الجمهورية، مناصب عدة في القضاء وكذلك منصب نائب رئيس مجلس الخبراء.

ورغم خسارته في الانتخابات الرئاسية لعام 2017، عيّنه المرشد الأعلى رئيساً للسلطة القضائية.

وعام 2021، تولى رئيسي رئاسة إيران في وأصبح الرئيس الثامن للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

كيف يتم اختيار المرشد الأعلى؟

مجلس الخبراء يعين المرشد الأعلى ويمكنه نظرياً عزله
AFP
مجلس الخبراء يعين المرشد الأعلى ويمكنه نظرياً عزله

يتم اختيار المرشد الأعلى (آية الله خامنئي هو الثاني فقط منذ الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979) من قبل هيئة مؤلفة من 88 رجل دين وتعرف الهيئة باسم مجلس الخبراء.

ويتم انتخاب أعضاء مجلس الخبراء من قبل الإيرانيين كل ثماني سنوات، ولكن يجب أن يحظى المرشحون لهذه الهيئة بموافقة مجلس صيانة الدستور.

ويتم اختيار أعضاء مجلس صيانة الدستور، بشكل مباشر أو غير مباشر من قبل المرشد الأعلى.

ومن هنا فإن المرشد الأعلى له نفوذ كبير في كلا الهيئتين.

وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، عمل علي خامنئي على ضمان انتخاب المحافظين في المجلس الذين سيتبعون توجيهاته بشأن اختيار خليفته.

وبمجرد انتخابه، قد يظل المرشد الأعلى في هذا المنصب مدى الحياة.

ووفقاً للدستور الإيراني، يجب أن يتمتع المرشد الأعلى بمرتبة آية الله، ويعني ذلك أن يكون شخصية دينية شيعية بارزة.

ولكن عندما تم اختيار علي خامنئي لم يكن من آيات الله، لذلك تم تغيير القوانين لتمكينه من استلام المنصب.

لذلك، من الممكن تغيير القوانين مرة أخرى حسب المناخ السياسي عندما يحين وقت اختيار مرشد جديد.

ما أهمية ذلك؟

المرشد الأعلى هو رأس هيكل السلطة السياسية في إيران
ANADOLU AGENCY
المرشد الأعلى هو رأس هيكل السلطة السياسية في إيران

يتمتع المرشد الأعلى بالسلطة المطلقة في إيران. وله القول الفصل في أهم القضايا، ويضع سياسات وتوجهات البلاد تجاه العالم الخارجي.

وتعد إيران أقوى دولة شيعية في العالم، وفي ظل قيادة علي خامنئي، سعت إلى تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط.

قد لا يغير موته مجرى التاريخ في المنطقة فحسب، بل يمكن أن يتردد صداه في جميع أنحاء العالم.

وأدى العداء بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل، على سبيل المثال والذي غذته إلى حد كبير كراهية آية الله خامنئي الشخصية لكليهما إلى سنوات من التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.

إن آلية إختيار الخليفة ترجح أن يكون للمرشد القادم نفس توجهات خامنئي.

من قد يكون المرشد الأعلى القادم؟

الحرس الثوري بقيادة اللواء حسين سلامي ، قوة عسكرية وسياسية واقتصادية رئيسية في إيران
AFP
الحرس الثوري بقيادة اللواء حسين سلامي، قوة عسكرية وسياسية واقتصادية رئيسية في إيران

من مصلحة التيارات السياسية المختلفة في الجمهورية الإسلامية أن يكون لها دور اختيار المرشد المقبل، لكن لا توجد شخصية قوية واحدة يمكنها التصرف كصانع للملوك وتجنب نشوب أزمة.

وفي ظل افتقار المرشد الحالي لنفس الولاء السياسي الذي كان يتمتع به سلفه، بنى خامنئي نفوذه من خلال شبكة من العلاقات الشخصية مع الموالين له وعدد كبير منهم اعضاء في أهم جهاز في البلاد وهو الحرس الثوري.

ومن المرجح أن يحاول الحرس الثوري منع أي مرشح يعتبره غير مناسب من الوصول الى المنصب.

وعلى الرغم من رواج شائعات حول قائمة سرية للغاية بأسماء المرشحين، فلا أحد يعرف من هم المدرجون فيها كما لم يدعي أحد أنه يعلم بها.

كانت الروايات تقول إن المرشح المفضل لعلي خامنئي قد يكون إما ابنه مجتبى أو الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.

ويُعتقد أيضاً أن سلف رئيسي في رئاسة مجلس القضاء، صادق لاريجاني، والرئيس السابق حسن روحاني، لديهما تطلعات لتولي المنصب.

من هو مجتبى خامنئي؟

ولد ابن المرشد الأعلى مجتبى خامنئي، البالغ من العمر 51 عاماً، في مدينة مشهد الدينية، وهو رجل دين مثل والده لكنه شخصية يحيط بها الغموض.

تم تسليط الأضواء عليه خلال الحملة القمعية العنيفة ضد الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها في عام 2009. ويعتقد أنه كان مسؤولاً بشكل شخصي عن حملة القمع.

وعلى الرغم من أن علي خامنئي ليس ملكاً ولا يمكنه ببساطة نقل السلطة إلى ابنه، إلا أن مجتبى يتمتع بسلطة كبيرة داخل الدوائر المتشددة لوالده، بما في ذلك في مكتب المرشد القوي، الذي يشرف على الهيئات الدستورية.

وإذا حصل على دعم الحرس الثوري، فقد يلعب ذلك دوراً في العملية القانونية لترجيح الكفة لصالحه.