يتذكر أفراد طائفة السيخ ما تعرضت له عائلاتهم خلال الفترة الأكثر وحشية في تاريخ عقديتهم.

فقبل 40 سنة، اقتحمت القوات المسلحة الهندية المعبد الذهبي في أمريتسار، في إقليم بنجاب، لإخراج الإنفصاليين السيخ، الذين كانوا يطالبون بوطن مستقل، اسمه خالصتان.

وقتل 400 شخص، بينهم 87 جنديا، في عملية النجم الأزرق، التي أمرت بها رئيسة الوزراء، أنديرا غاندي. لكن السيخ يشككون في هذه الأرقام، ويؤكدون أن عدد القتلى بلغ الآلاف.

واتهم السيخ، عبر العالم، القوات الهندية بتدنيس معبدهم المقدس، وأدى التوتر إلى تمرد مسلح استمر لأكثر من 10 سنوات.

ويروي السيخ، في كل مكان، كيف أن أحداث يونيو/حزيران 1984 تركت فيهم جراحا غائرة لا تندمل.

رسال سينغ متطوع بمعبد السيخ في لوتن، ويعمل في التجارة في بريدفرشير، وقد قُتل والده، نيرلما سينغ شولا صاهيب، في نوفمبر/تشرين الثاني 1990.

يقول سينغ: "اعقتل والدي، ونقل إلى مركز الشرطة، حيث تعرض للتعذيب الشديد. كان الأمر مأساويا، تعرض للتعذيب الوحشي".

ويضيف الرجل أن عائلته "لا تزال تعاني حتى اليوم".

ويتابع: "الألم لا يزال حاضرا، غياب والدي ترك فراغا لا يمتلئ. تعرض للتعذيب والقتل. ترك غصة في القلب".

ويقول: "بعدما قتل والدي، أصبحت عائلتي مشردة، تنتقل من مكان لآخر. بعد 40 عاما، لا تزال عائلتي تتألم، ولم تتحقق لنا العدالة".

ويضيف: "أتغلب على الألم بداخلي بأن أكون والدا صالحا، أحاول أن أمنح أولادي ما افتقدته في طفولتي".

ويتابع: "كل حضن، وكل كلمة تشجيع، وكل لحظة أقضيها معهم، بالنسبة لي خطوة نحو التعافي".

المعبد الذهبي، يوما قبل عملية النجم الأزرق في 1984
Getty Images
المعبد الذهبي، يوما قبل عملية النجم الأزرق في 1984

ويقول غورجيت سينغ، من لوتن، إن عمه، برامجيت سينغ، كان شرطيا، قتل في بنجاب في التسعينيات.

ويضيف أن: "الأبرياء كانوا يُستهدفون، ويُعرضون للتعذيب لمجرد ارتدائهم العمامة، أو إطلاقهم اللحية".

ويتابع: "كانت الشرطة مرارا تتحرش بالنساء لأسباب ملفقة".

وقال إن عمه أصبح هو نفسه هدفا للتحرش، بعدما حاول حماية مجموعة من النساء من ظلم زملائه.

وأضاف: "بدأوا يستهدفون عائلته، من بينهم والدي، الذي كان أيضا شرطيا".

وتابع: "اضطر عمي إلى الهروب من القرية. لكنهم عثروا عليه، وعذبوه في السجن لمدة 10 أيام، ثم قتلوه في أحد الحقول، وصوروا الحادثة على أنها محاولة هروب".

وقال إن عائلته كلها تعرضت للاعتقال، بمن فيهم الأطفال والجد والجدة.

وكانت إحدى أفراد العائلة حاملا في شهرها التاسع، وحرمت من الرعاية الطبية، فسقط جنينها.

ويقول سينغ: "بعد 40 عاما من الكفاح من أجل العدالة، لم نحصل على شيء حتى اليوم".

ويضيف: "حتى الأحزاب السياسية لم تتدخل".

ويتابع: "كان إقليم بنجاب في حالة من الانفلات والخطر. عائلتي تشردت، ولم تستطع ثلاثة أجيال منها العيش في ظروف عادية".

ينشط هارجيندر سينغ في منظمة "الجذور السيادية" التي توفر المواد التعليمية في عقيدة السيخ، وتهتم بالتاريخ السياسي في إقليم بنجاب، منذ زمن المهراجا رانجيت سينغ.

يقول: "ونحن نحيي ذكرى الهجوم المأساوي على سري داربار صاهيب، في أمريتسار، فإننا نتذكر آلاف القتلى، بينهم رجال ونساء وأطفال".

ويضيف: "جيل كامل أبيد عن آخره، وتركت عائلات السيخ في ألم مزمن".

ويتابع: "ولا ملاذ لنا اليوم، ولا نجد من يسمع نداءنا، من أجل العدالة. ذكرى قتلانا تطالبنا بأن نسعى إلى بلاد مستقلة، لا نواجه فيها القمع، الذي تعرضنا له في الهند".