سيقود زعيم حزب التجمع الوطني اليميني في فرنسا، جوردان بارديلا، تكتلاً برلمانياً من أحزاب أقصى اليمين في البرلمان الأوروبي باسم "وطنيون من أجل أوروبا".

جاء الإعلان عن ذلك بعد يوم واحد من إعلان نتائج الانتخابات التشريعية الفرنسية المبكرة، التي أسفرت عن هزيمة حزب بارديلا، إذ حل ثالثاً بعد تحالف اليسار وتحالف الرئيس ماكرون، مما يبعده عن السلطة والمشاركة في تشكيل الائتلاف الحكومية المُتوقع.

وفي خطاب أدلى به بعد الانتخابات الفرنسية، أعلن بارديلا أن أعضاء البرلمان الأوروبي من حزبه سوف ينضمون إلى "مجموعة كبيرة" من شأنها "التأثير في موازين القوى في أوروبا، ورفض تدفق المهاجرين، والقوانين العقابية المتعلقة بمخالفة قوانين حماية البيئة، وتقويض سيادتنا".

وأضاف بارديلا، الاثنين، أن تكتل "وطنيون من أجل أوروبا" البرلماني يقدم "أملاً لعشرات ملايين الأوروبيين الذين يقدرون هويتهم، وسيادتهم، وحريتهم"، متعهداً بالتعاون "من أجل استعادة المؤسسات وإعادة توجيه السياسات لخدمة أمتنا وشعوبنا".

وكان رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، وزعيم حزب الحرية اليميني في النمسا هربرت كيكل، وزعيم الحزب الشعبوي "أنو" أندريه بابيش، قد أعلنوا إطلاق تكتل "وطنيون من أجل أوروبا" في يونيو/ حزيران الماضي.

وقال أوربان إنهم وقعوا على "بيان وطني" يعد "بالسلام والأمن والتنمية" بدلا من "الحرب والهجرة والركود" الذي جلبته "النخبة في بروكسل".

وفي غضون أسبوع، أعلنت أحزاب من اليمين وأقصى اليمين في 12 دولة أوروبية أنها ستنضم إلى هذا التكتل، بما في ذلك حزب شيغا البرتغالي، وحزب فوكس الإسباني، وحزب في في دي الهولندي بزعامة خيرت فيلدرز، وحزب الشعب الدنماركي، وحزب فلامس بيلانغ البلجيكي.

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر مفوضية الاتحاد الأوروبي في بروكسل
Reuters
مدينة بروكسل البلجيكية هي المقر الرئيسي للاتحاد الأوروبي

كما أعلن الانضمام إلى التكتل صباح الاثنين، حزب الجبهة الوطنية وحزب الرابطة الشعبوية اليميني في إيطاليا، ليصل إجمالي أعضاء المجموعة إلى 84 عضواً.

وكانت معظم هذه الأحزاب تنتمي إلى تكتل "الهوية والديمقراطية"، والتي من المرجح أن تختفي الآن.

ومع وجود 30 من أعضاء البرلمان الأوروبي من حزب التجمع الوطني، يكون الحزب الفرنسي هو أكبر شريك في التكتل الجديد.

ويعد هذا التكتل ثالث أكبر تكتل في البرلمان الأوروبي بعد حزب الشعب الأوروبي الذي يمثل يمين الوسط، وحزب الاشتراكيين والديمقراطيين الذي ينتمي إلى يسار الوسط.

ومن أبرز الغائبين عن تكتل "وطنيون من أجل أوروبا" حزب إخوان إيطاليا، الذي تتزعمه رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، والذي ينتمي إلى تحالف المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين، وحزب البديل من أجل ألمانيا، الذي أصبح بلا مأوى سياسياً بعد سلسلة من الاضطرابات والفضائح التي عصفت به في وقت سابق من هذا العام.

وقال توم فان غريكن، رئيس حزب فلامس بيلانغ من أقصى اليمين في بلجيكا، إن "الأحزاب اليمينية والوطنية والقومية" التي يشكلها التكتل الجديد "لديها قواسم مشتركة أكثر من العوامل التي يفرقها".

ومع ذلك، تختلف الأحزاب المشاركة في هذا التكتل في بعض القضايا الرئيسية، خاصة فيما يتعلق بموقفها من حلف شمال الأطلسي ودعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا.

وأُجريت الانتخابات الأوروبية في 9 يونيو/ حزيران الماضي، والتي أسفرت عن مكاسب للأحزاب اليمينية المتشددة والقومية، على الرغم من أن أداء يمين الوسط كان جيداً أيضاً، حيث احتفظ بمكانته كأكبر تجمع وتمكن من الحصول على مقاعد.

وكان حزب التجمع الوطني من قصص النجاح في تلك الليلة. فقد فاز بأكثر من 30% من الأصوات، أي ضعف ما حصل عليه حزب النهضة الذي يتزعمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

ودفع هذا ماكرون إلى الدعوة لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة. وبينما فاز حزب الجبهة الوطنية في الجولة الأولى في 30 يونيو/ حزيران، فقد خسر أمام ائتلاف يساري وأمام تحالف ماكرون في الجولة الثانية، التي جرت في 7 يوليو/ تموز.