ماذا يريد نتنياهو؟ وكيف ترددت أصداء حرب غزة في أجواء الانتخابات البريطانية الأخيرة؟ وماذا نعرف عن "فلسطين الصغرى"، موضوعات نتناولها في عرض الصحف اليوم.

ونستهل جولتنا، من معاريف الإسرائيلية، والتي نشرت مقالا لأستاذ الفلسفة السياسية والقانون الدستوري بجامعة حيفا، أوري سيلبرشايد، رأى فيه أن كل المؤشرات تدل على أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا ينوي إنهاء الحرب في غزة.

ولفت سيلبرشايد إلى أن نتنياهو لا ينكر ذلك، مشيرا إلى ما أكدّه مراقبون كثيرون بينهم جنرالات إسرائيليون متقاعدون، أن نتنياهو يرفض وضْع خطة تستهدف إيجاد بديل لحركة حماس في غزة.

وقال سيلبرشايد إن نتنياهو يسعى إلى بقاء إسرائيل في قبضة حكومة يمينية للأبد، بما يؤمّن بقاءه هو في السلطة.

ولكي يضمن نتنياهو ذلك، بحسب الكاتب، كان لابد من إيجاد أعداء خارجيين وأشياء أخرى، ولهذا حرص نتنياهو منذ عودته إلى السلطة في عام 2009، على "تقوية" جبهة حماس، و"سيفعل كل شيء لكي تبقى الحركة الفلسطينية قائمة، إذ ينبغي أن تظل حماس ماثلة كعدو خارجي أبدي".

وأضاف سيلبرشايد: "كما عكف نتنياهو على إضعاف جبهة السلطة الفلسطينية لمصلحة تعزيز جبهة حماس حتى في الضفة الغربية، وذلك بهدف تقويض أية قوة رئيسية يمكن (بل وينبغي) أن تكون جزءا من بديل مدني وعسكري لحماس في قطاع غزة".

وتابع الكاتب بالقول إن "الدائرة المقرّبة من نتنياهو خشيتْ أن يقف الجمهور الإسرائيلي على حقيقة نوايا نتنياهو، فعمدت إلى تشويه سُمعة رئيس الأركان، ناسبةً إليه تدبير خطة تستهدف الإبقاء على حماس كقوة حاكمة رئيسية في قطاع غزة"

ونوّه سيلبرشايد إلى أن إسرائيل تحت قيادة نتنياهو "لا تسعى إلى الاستفادة من انتصاراتها النسبية على الأرض في غزة بحيث تروّج لحكومة بديلة لحماس، ولتطبيع علاقات محتمل مع السعودية، أو للتوصل لتحالف دفاعي مع أنظمة سُنيّة معتدلة ضد إيران".

وأكد سيلبرشايد: "هذا بالضبط ما يريده نتنياهو، والحرب في الجبهة الشمالية تخدم نفس الغرض".

وقال الكاتب: "لمّا كان التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المختطفين من شأنه أن يضع نهاية للحرب، وهو ما تحتاجه إسرائيل، فإن نتنياهو يقف عائقاً دون التوصل إلى مثل هذا الاتفاق".

"لا يمكن حصر الاهتمام بغزة على فئة ديموغرافية بعينها"

ننتقل إلى صحيفة الغارديان البريطانية، والتي نشرت مقالا للكاتبة السودانية نسرين مالك، أكدت فيه أن أصداء الحرب في غزة تتردد في مختلف أنحاء العالم.

ونفت نسرين فكرة أن المسلمين فقط هم الذين يهتمون لما تتعرض له غزة، وفكرة أن هؤلاء المسلمين في دول العالم المختلفة يتعاطفون مع غزة على حساب انتماءاتهم الوطنية.

ورصدت الكاتبة اتهامات لعدد من المرشحين المستقلين الفائزين في الانتخابات البريطانية الأخيرة بانتهاج "سياسات متطرفة" لمجرد أنهم ركزوا في حملاتهم الانتخابية على الحرب في غزة.

وشددت نسرين على أن "الناخبين يمكن أن تكون لهم مبادئ يهتمون بشأنها دون أن يعني ذلك أنهم متطرفون".

وألقت الكاتبة باللائمة على "المناخ السياسي في بريطانيا"، مشيرة إلى وجود إصرار على التعامل مع مشاعر الإحباط لدى البعض إزاء ما يقع في غزة على اعتبار أن تلك المشاعر "متطرفة" أو قاصرة على "أقليات متطرفة" في آرائها.

وعلى الرغم من إظهار استطلاعات الرأي، أن غالبية الشعب البريطاني تدعم وقف إطلاق النار في غزة، إلا أن الساسة -ولا سيما في قيادة حزب العمال- يصرّون على تجاهل نتائج هذه الاستطلاعات.

وقالت الكاتبة إن المرشحين المستقلين الذين فازوا في الانتخابات البريطانية لم يحصلوا على مقاعدهم في البرلمان فقط لأن مسلمين بأعداد كبيرة في دوائر انتخابية محددة أعطوهم أصواتهم، ولكن لأن ناخبين غير مسلمين كذلك صوّتوا لهم، فضلا عن أن كثيرين في عدد من الدوائر أحجموا عن التصويت بشكل نهائي.

وفي ذلك، أشارت نسرين إلى خسارة المرشّح جورج غالوي، المعروف بمناصرته للقضية الفلسطينية، في تلك الانتخابات، مؤكدة أن نجاح أي مرشح يتطلب توسيع قواعده الشعبية والفئات التي يخاطبها.

وقالت الكاتبة إنه "لو أُجري استطلاع للرأي حول غزة في أنحاء بريطانيا، بما شهدته من مظاهرات حاشدة، لاتّضح بجلاء صعوبة حصْر الاهتمام بغزة على فئة ديموغرافية واحدة".

"فلسطين الصغرى"

مسيرة داعمة للفلسطينيين
Reuters
مسيرة داعمة للفلسطينيين في سانتياغو، عاصمة تشيلي

ونختتم جولتنا من صحيفة الشرق الأوسط اللندنية التي نشرت مقالا للكاتب اللبناني سمير عطا الله تحت عنوان "فلسطين الصغرى".

وقال الكاتب إن "الانتصار الفلسطيني في غزة قد لا يكون حاسماً، ولكنه في تشيلي أصبح مؤكدا"، مشيرا إلى اكتساح فريق الكرة الفلسطيني للمباريات في كل أمريكا اللاتينية.

وتساءل عطا الله: "مَن يحمله قلبه على أن يغلب فريق فلسطين، بينما يُباد أهله في غزة؟" على حد تعبيره.

ولفت الكاتب إلى أن نحو نصف مليون مهاجر فلسطيني يعيشون منذ أوائل القرن الماضي في تشيلي، حيث "يفلحون في الأعمال ويبرعون في السياسة ويضعون قضية الوطن الأم قبل كل شيء".

ورصد عطا الله ما وصفه بالـ "حضور البارز" للفلسطينيين في تشيلي في جميع المجالات، قائلا إن الرأي العام في تشيلي يتضامن "مع غزة دون تردد".

وأكد الكاتب أن الحرب في غزة "هذه المرّة، لم تُبق أحدا على الحياد، بعدما شاهد العالمُ في كل مكان حرب الإبادة المتمادية والمستمرة" على حدّ تعبيره.

ولفت عطا الله إلى أن البعض يطلق على تشيلي اسم "فلسطين الصغرى"، مشيرا إلى أن الجالية الفلسطينية في تشيلي تضم سياسيين وأدباء وفنانين وأساتذة جامعيين.

ورصد الكاتب مثلا شعبيا في تشيلي يقول: هنا "في كل قرية شرطي وكاهن وفلسطيني".

وأشار عطا الله إلى أن الجاليات الفلسطينية بدأت تبرز في المجالات السياسية في عدة بلدان أخرى مثل السلفادور، حيث الرئيس من أصل فلسطيني.