إيلاف من واشنطن: كعادتها لا تظهر أميركا بوجه واحد، فالتنوع في الآراء، وتباين ردات الفعل هو السمة الغالبة، فقد تجاوزت حفاوة استقبال الكونغرس الأميركي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو كافة التوقعات، بل ضرب هذا الاستقبال بعض الأرقام القياسية التي تثير الدهشة، مثل عدد مرات التصفيق له أثناء إلقاء كلمته (الاربعاء).

ولكن في المقابل قالت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة، إن ننتانياهو ألقى بالخطاب الأسوأ لأي ضيف أجنبي تحدث في الكونغرس، وقاطعت هي وعدد كبير من الديموقراطيين كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بل إن بعضهم ظهر بالكوفية الفلسطينية.

بالعودة إلى ما حدث، فقد حظي الخطاب الذي ألقاه نتانياهو، يوم الأربعاء، أمام أعضاء الكونغرس الأميركي، بترحيب واسع وتصفيق حاد من الحضور، وشملت كلمته رؤيته لقطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب، والتحالف الذي تسعى إسرائيل لتشكيله في المنطقة لمواجهة إيران، وغيرها من الملفات.

وكان اللافت خلال الجلسة، هو التصفيق الحاد من النواب الأميركيين لكلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي، والذي وصل إلى عدد قياسي أحصاه موقع "سكاي نيوز" وقدره بـ81 مرة في الكلمة التي جاءت في نحو 52 دقيقة منذ دخوله إلى القاعة وسط احتفاء واسع.

يعني هذا أن معدل التصفيق لنتنياهو داخل الكونغرس، كان مرة كل نحو 40 ثانية بشكل متقطع، وشهد مشهد دخول نتانياهو من قاعة الكونغرس وصولا إلى المنصة الرئيسية لإلقاء كلمته أكبر فترة للتصفيق، بلغت نحو 3.13 دقائق، حتى إعلان رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون منحه الكلمة.

بيلوسي: إنه أسوأ خطاب لشخصية أجنبية
ولم يكن التصفيق الحار لنتانياهو هو الوجه الوحيد لأميركا في استقباله، بل كانت هناك مقاطعات له، بل وانتقادات تصل إلى حد التقليل بصورة تامة من كلماته، فقد أشارت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب السابقة، إلى أن كلمة نتانياهو هي الأسوأ لضيف أجنبي تحدث في الكونغرس.

وأضافت بيلوسي :""كان الخطاب الذي قدمه بنيامين نتانياهو في قاعة مجلس النواب، هو أسوأ عرض لأي شخصية أجنبية رفيعة المستوى تمت دعوتها وتكريمها بشرف مخاطبة الكونغرس الأميركي".

وأشارت تقارير أميركية إلى أن ما يقرب من نصف الديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ قاطعوا خطاب نتانياهو، احتجاجا على استمرار الحرب في غزة.

من بين المقاطعين رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي (ديمقراطية من كاليفورنيا)، وعضو الأغلبية السابق في مجلس النواب جيم كلايبورن (ديمقراطي من ولاية ساوث كارولينا)، والنائب ألكساندريا أوكاسيو كورتيز (ديمقراطية من نيويورك).