كانت لفتة رياضية غريزية ظلت خالدة في الفولكلور الأولمبي، ولكن بالنسبة لبطل الوثب الطويل الألماني لوز لونغ، فإن هذه البادرة ستكون لها عواقب وخيمة.
عندما قفز جيسي أوينز لمسافة تزيد عن ثمانية أمتار ليحصل على الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية عام 1936، قفز لونغ - أبرز منافسيه - إلى الحفرة الرملية في برلين لعناقه وتهنئته.
تعرف على التاريخ المثير للجدل لنقل الشعلة الأولمبية
فرنسا تحيي التراث عبر تنظيم دورة أولمبية تجمع بين الرياضة والفنون
وفي وقت لاحق، وفي تناقض صارخ مع الفكرة الملتوية لألمانيا النازية حول التفوق الآري، وقبل عقود من أن تثير حركة الحقوق المدنية تغييرًا جذريًا في الولايات المتحدة، قام كل من أوينز ولونغ بالجري سويا حول الملعب بعد انتهاء المسابقات بحسب التقليد الشرفي الخاص بالرابحين. كانا رياضيان أحدهما أبيض والثاني أسود يركضان يدا بيد.
ولم يكن الجميع يصفق. ففي أعلى المدرجات، شاهد الزعيم النازي أدولف هتلر ما يحدث باستنكار.
وبينما كانا يقفان على منصة التتويج، حيث أدى لونغ التحية النازية لفترة طويلة، وقام أوينز بتحية العلم الأمريكي ذي النجوم والأشرطة لدولة لم تكن مستعدة بعد لقبوله بالكامل كواحد من مواطنيها، لم يكن كلا الرياضيين على علم بما يخبئه القدر.
كان أوينز ولونغ، المولودان في عام 1913، في ذروة قدراتهما الرياضية عندما تنافسا في برلين.
ولكن هذا هو المكان الذي انتهت فيه أوجه التشابه. كانت بداياتهما ورحلتاهما إلى الأولمبياد متناقضة.
كان أوينز من أيقونات القرن العشرين، وقد رُويت قصة أوينز على نطاق واسع. لقد كان حفيدًا للعبيد السابقين وأصغر 10 أطفال في عائلة من المزارعين في ألاباما.
وعندما كان طفلاً، كان يقطف القطن مع بقية إخوته، لكن قدرته الرياضية ظهرت بوضوح بعد انتقال العائلة إلى كليفلاند حيث التحق بالمدرسة وهو في التاسعة من عمره.
لقد أُطلق عليه لقب جي سي، وهو اختصار لجيمس كليفلاند، ولكن بعد أن أخطأ معلمه في فهمه، تم تسجيله باسم جيسي وظل الاسم عالقًا.
وحصل أوينز على منحة دراسية رياضية للالتحاق بجامعة ولاية أوهايو حيث أصبح، تحت وصاية المدرب لاري شنايدر، واحدًا من أعظم العدائين الذين عرفهم العالم على الإطلاق.
وفي منافسات المضمار والميدان في جامعة ميشيغان عام 1935، حطم أوينز ثلاثة أرقام قياسية عالمية وعادل رقمًا آخر، كل ذلك في غضون ساعة واحدة، كما سجل رقمًا جديدًا قدره 8.13 مترًا في الوثب الطويل وهو الرقم الذي سيصمد لمدة 25 عامًا.
وعلى عكس منافسه، تمتع لونغ بتربية متميزة، حيث ولد في عائلة من الطبقة المتوسطة في لايبزيغ. كان والده كارل يمتلك صيدلية في وسط المدينة، بينما كانت والدته جوانا معلمة لغة إنجليزية مؤهلة وتنحدر من عائلة أكاديمية محترمة، كان من بينها العالم جوستوس فون ليبغ، المعروف بمؤسس الكيمياء العضوية.
ونشأ كارل لودفيغ هيرمان لونغ، الذي أصبح يُعرف اختصارا باسم لوز، مع إخوته الأربعة في الريف خارج المدينة حيث أقاموا بطولات ألعاب القوى العائلية في حديقتهم الخلفية الكبيرة.
وانضم لونغ إلى نادي لايبزيغ الرياضي عام 1928، حيث تدرب تحت إشراف المدرب جورج ريختر، الذي ساعده على تطوير أسلوب الإبحار في الهواء باستخدام قوته كلاعب قفز عالي، على عكس أوينز الذي سخر سرعته كعداء.
وأثبتت الشراكة مع ريختر أنها مثمرة، حيث حطم لونغ الرقم القياسي الألماني في الوثب الطويل في عام 1933 ليصبح بطلًا وطنيًا، وكان عمره 20 عامًا فقط. وقبل شهرين فقط من دورة الألعاب الأولمبية في برلين، سجل لونغ رقمًا قياسيًا أوروبيًا جديدًا في الوثب الطويل بلغ 7.82 مترًا وذلك في طريقه إلى أولمبياد برلين، وكان ذلك لقبه الوطني الثالث.
وبينما كان كل من أوينز ولونغ يصنعان المجد في المضمار، كانا أيضًا يتنافسان على المشهد السياسي خارجه.
ففي الولايات المتحدة، كانت هناك ضغوط متزايدة لمقاطعة ألعاب برلين في ضوء القصص حول معاملة اليهود في ألمانيا في ظل النظام النازي الجديد.
وأيد أوينز في البداية الدعوات لمقاطعة الألعاب، حيث قيل إنه قال للجمعية الوطنية لتقدم الملونين "إذا كانت هناك أي أقليات في ألمانيا تتعرض للتمييز، فيجب على الولايات المتحدة الانسحاب".
لكنه وافق في نهاية المطاف على الحضور بعد مناشدات مدربه وتأكيدات من اللجنة الأولمبية الأمريكية، التي أرسلت وفدا إلى ألمانيا لتقييم الظروف ومناقشة سياسة الدولة المضيفة بشأن مشاركة الرياضيين اليهود.
وبالعودة إلى ألمانيا، كان الضغط السياسي الذي تمارسه الدولة على الرياضيين يتزايد.
وتقول جوليا كيلنر لونغ، حفيدة لوز الوحيدة: "كان الرياضيون ممثلين للرايخ الألماني - داخل وخارج المضمار - وليسوا أفرادًا عاديين".
جاء انضمام لونغ إلى المنتخب الوطني في عام 1933، وهو نفس العام الذي تم فيه تعيين هتلر مستشارًا لألمانيا.
ومن المستبعد أنه لم يكن على علم بما هو متوقع منه، فقد أوضحت لافتة معلقة في ساحة التدريب: "يفكر رياضيو سباقات المضمار والميدان في أولمبياد 1936، ويجب ألا نخيب آمال زعيمنا أدولف هتلر".
كان هتلر حاضراً في الاستاد الأولمبي في برلين حيث خاض أوينز ولونغ واحدة من أعظم نهائيات الوثب الطويل في الألعاب الأولمبية.
وبعد معركة قوية، نجح لونغ في معادلة مسافة أوينز البالغة 7.87 مترًا في محاولته قبل الأخيرة، مما أسعد جماهير الفريق المضيف.
لكن أوينز بذل قصارى جهده عندما كان في أمس الحاجة إليها، حيث رد بمسافة 7.94 مترًا، ليبتعد عن لونغ مرة أخرى.
وارتكب لونغ خطأ في محاولته الأخيرة، لكن أداءه كان جيدًا بما يكفي للحصول على الميدالية الفضية وأول ميدالية أولمبية في الوثب الطويل لألمانيا.
وصنع أوينز المزيد من التاريخ بقفزته النهائية البالغة 8.06 متر مسجلاً رقماً قياسياً أولمبياً سيصمد لمدة 24 عاماً.
وبعد أن وضع خيبة أمله جانبًا، قفز لونغ بشكل غريزي إلى حفرة الرمل لمعانقته وتهنئته.
في تلك اللحظة، وحيدًا وسط حشد يقدر أكثر من 100 ألف شخص يشاهدون المنافسات، قال أوينز لمنافسه: "لقد أجبرتني على تقديم أفضل ما لدي".
تجاوز أوينز ولونغ الرقم القياسي الأولمبي السابق خمس مرات.
وقال لونغ في مقابلة مع صحيفة نويه لايبزيغر تسايتونغ في مسقط رأسه: "الأمر أشبه بقصة خيالية، القفز لفترة طويلة في هذا الطقس".
ومضى قائلا : "لم يسعني إلا أن أركض إليه، لأكون أول من يهنئه ويعانقه".
وجذب رد فعل لونغ المتهور انتباه السلطات الألمانية.
فبعد فترة وجيزة من الألعاب الأولمبية، كتبت والدته جوانا ملاحظة في مذكراتها حول تحذير من رودولف هيس، نائب الفوهرر في الحزب النازي آنذاك.
وكتبت أن لونغ "تلقى أمرًا من أعلى سلطة" بعدم معانقة أي شخص أسود مرة أخرى.
وقد وصفه النظام النازي بأنه "ليس لديه وعي عنصري".
ومن الواضح أن هذا العناق أثار غضب النازيين، الذين غالبًا ما استخدموا صورًا قوية لتعزيز أيديولوجيتهم الخاصة، وكانوا يخشون من كيف يمكن أن تؤدي صداقة أوينز ولونغ إلى تقويض دعايتهم.
وفي هذا الصدد، كانوا على حق.
وبعد مرور 90 عامًا تقريبًا، أصبحت صداقة أوينز ولونغ واحدة من أكثر القصص الأولمبية ديمومة.
وتقول كيلنر لونغ: "لقد لامست لفتة اللطف والإنصاف قلوب الكثير من الناس، لقد استمتع لوز وجيسي معًا بصداقة خاصة في ذلك اليوم، مما أظهر للعالم أن الصداقة والاحترام هما أهم الأشياء في الرياضة والحياة، بغض النظر عن الخلفية أو لون البشرة".
وكان ستيوارت رانكين، حفيد أوينز، مندهشا بنفس القدر من أهمية الحدث.
وقال: "كثيرًا ما أقول إنه من بين كل إنجازات جدي في الألعاب الأولمبية لعام 1936، فإن الصداقة غير المتوقعة التي أقامها مع لوز لونغ هي الشيء الذي أشعر بالفخر به والأكثر إعجابًا به".
وأضاف قائلا: "بالنسبة لهما، فإن تكوين تلك الصداقة، في ظل تلك الظروف، في ذلك الملعب، في مواجهة هتلر، كان ذلك أمرًا استثنائيًا".
ستكون هذه هي المرة الوحيدة التي يتنافس فيها أوينز ولونغ ضد بعضهما البعض.
ومضى أوينز ليضيف لقبي 200 متر وسباق 100x4 متر إلى انتصاراته في سباق 100 متر والوثب الطويل وسيحصل على 4 ميداليات ذهبية من العاصمة الألمانية.
لكنه أثار غضب السلطات برفضه المنافسة في تجمع في السويد بعد الألعاب مباشرة، وبدلاً من ذلك عاد إلى وطنه للاستفادة من شهرته الجديدة ومجموعة من الفرص التجارية.
وسيؤدي ذلك القرار إلى منع أوينز من المنافسة من قبل الاتحاد الرياضي الأمريكي مما ينهي مسيرته الرياضية فعليًا.
وقد حظي أوينز باستقبال الأبطال في حفل خاص في نيويورك لدى عودته إلى الوطن، لكن حادثة وقعت في حفل أقيم على شرفه في فندق والدورف أستوريا أثبتت أنه على الرغم من مجده الأولمبي، لم يتغير شيء.
فعند وصوله إلى الفندق، قام الحارس بتوجيه أوينز بعيدًا عن الردهة إلى مدخل جانبي قيل له إنه مخصص للتجار والسود.
لقد كان ذلك بمثابة تذكير صارخ بالانقسام العميق الجذور والتحيز العنصري في قلب المجتمع الأمريكي.
ستكون هذه هي المرة الوحيدة التي يتنافس فيها أوينز ولونغ ضد بعضهما البعض.
ومضى أوينز ليضيف لقبي 200 متر وسباق 100x4 متر إلى انتصاراته في سباق 100 متر والوثب الطويل وسيحصل على 4 ميداليات ذهبية من العاصمة الألمانية.
لكنه أثار غضب السلطات برفضه المنافسة في تجمع في السويد بعد الألعاب مباشرة، وبدلاً من ذلك عاد إلى وطنه للاستفادة من شهرته الجديدة ومجموعة من الفرص التجارية.
وسيؤدي ذلك القرار إلى منع أوينز من المنافسة من قبل الاتحاد الرياضي الأمريكي مما ينهي مسيرته الرياضية فعليًا.
وقد حظي أوينز باستقبال الأبطال في حفل خاص في نيويورك لدى عودته إلى الوطن، لكن حادثة وقعت في حفل أقيم على شرفه في فندق والدورف أستوريا أثبتت أنه على الرغم من مجده الأولمبي، لم يتغير شيء.
فعند وصوله إلى الفندق، قام الحارس بتوجيه أوينز بعيدًا عن الردهة إلى مدخل جانبي قيل له إنه مخصص للتجار والسود.
لقد كان ذلك بمثابة تذكير صارخ بالانقسام العميق الجذور والتحيز العنصري في قلب المجتمع الأمريكي.
لم ينافس لونغ مرة أخرى بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، وبدلاً من ذلك ركز على حياته المهنية كمحام.
وقُتل شقيقه الأصغر هاينريش أثناء القتال، وبعد أن دمرته الخسارة، حاول لونغ رسم مسار لعائلته خلال الحرب.
تزوج غيزيلا في عام 1941، وأنجبا ابنًا - والد جوليا - في نوفمبر/ تشرين الثاني من ذلك العام، وأطلق عليه اسم كاي هاينريش، على اسم أخيه الفقيد.
وبحلول ذلك الوقت، كان لونغ قد تم تجنيده في الجيش، وقام في البداية بواجبات بعيدًا عن خط المواجهة.
ومع ذلك، في عام 1943، تم نقل لونغ إلى صقلية مع فوج البطارية العاشر المضاد للطائرات. وبعد شهر، أرسل رسالته الأخيرة إلى غيزيلا، التي كانت في هذا الوقت حاملًا بابنها الثاني، وولفغانغ ماتياس.
وتقول كيلنر لونغ: "في الرسالة، وصف لوز التخييم في مرج زهور جميل محاط بالجبال، في مكان هادئ، وكان ذلك آخر اتصال له مع عائلته، وفي اليوم التالي، 30 مايو/ آيار من عام 1943، ولد فولفغانغ. ولسوء الحظ، لم يتمكن لوز من رؤيته أبدًا".
هبطت قوات الحلفاء في صقلية في 10 يوليو/ تموز من عام 1943، كجزء من عملية لتحرير إيطاليا. وبعد 4 أيام، أصيب لونغ في ساقه بشظية، أثناء انسحاب القوات الألمانية، ونزف حتى الموت.
وتلقت غيزيلا إخطارًا في 30 يوليو / تموز بأن زوجها مفقود أثناء القتال، ويُفترض أنه مات. ولم يتم التأكد من التفاصيل إلا بعد 7 سنوات أخرى وتم العثور على قبره في القسم الألماني في المقبرة العسكرية الأمريكية في غيلا.
اختار أوينز عدم التجنيد للخدمة العسكرية أثناء الحرب، ولم يتم تجنيده أيضًا.
ولكن، بعد منعه من المشاركة في المسابقات الرياضية الرسمية ومع نفاد العروض التجارية بسرعة، كان عليه أن يجد طرقًا غير تقليدية لدعم أسرته.
كان يتنافس مع العدائين المحليين ويجعلهم يتقدمون عليه 10 أو 20 ياردة قبل أن يهزمهم بسهولة، وكان أيضا يتسابق مع الدراجات النارية والسيارات والخيول.
وقال أوينز: "يقول الناس إنه أمر مهين بالنسبة لبطل أولمبي أن يركض ضد حصان، ولكن ماذا كان من المفترض أن أفعل؟ لقد حصلت على 4 ميداليات ذهبية، لكن لا يمكنك أن تأكل 4 ميداليات ذهبية".
بعد التنقل بين عدد من الوظائف الوضيعة، بدأت الأمور تتحسن بالنسبة لأوينز في الخمسينيات من القرن الماضي عندما وجد عملاً كمتحدث تحفيزي. بدأ عمله الخاص في مجال العلاقات العامة وأصبح شخصية مرغوبة، حيث كان يسافر حول العالم كسفير رياضي.
وخلال رحلة إلى ألمانيا عام 1951، مع فريق هارلم غلوبتروترز لكرة السلة، تواصل أوينز مع عائلة لونغ حيث التقى بكاي واصطحبه إلى مباراة غلوبتروترز في هامبورغ كضيف شرف.
في عام 1964، شارك كاي في فيلم وثائقي، عودة جيسي أوينز إلى برلين، حيث قام الاثنان بإعادة إنشاء صورة لأوينز ولونغ مستلقين على جانب المضمار في الاستاد الأولمبي في برلين.
تقول كيلنر لونغ: "كان كاي معجبًا بجيسي كثيرًا، بالكاريزما التي يتمتع بها، وتواضعه، وموهبته الطبيعية ونجاحه كرياضي".
وحصل أوينز على وسام الحرية الرئاسي في عام 1976، قبل وفاته بسرطان الرئة بعد 4 سنوات، عن عمر يناهز 66 عامًا.
وحصل بعد وفاته على الميدالية الذهبية للكونغرس في عام 1990. وفي عام 2016، دعا الرئيس باراك أوباما آنذاك أقارب أوينز إلى البيت الأبيض لحضور حفل استقبال حُرم جيسي والأعضاء السود الآخرين في الفريق الأولمبي الأمريكي لعام 1936 من حضوره.
وواصلت زوجته، روث، إرثه، حيث أدارت مؤسسة جيسي أوينز قبل أن تمرر الراية إلى بناتهم - غلوريا ومارلين وبيفرلي - ومؤخراً إلى أحفادهما الخمسة.
وعلى مر السنين، ظلت عائلتا لونغ وأوينز على اتصال.
وأشعلت جوليا كيلنر لونغ، مع حفيدة أوينز جينا، الشعلة الأولمبية في حفل خاص في استاد برلين عام 2004. ثم قدمت مع مارلين ميداليات الوثب الطويل عندما أقيمت بطولة العالم لألعاب القوى في برلين عام 2009.
وأصبح رانكين وكيلنر لونغ صديقين مقربين بعد لقاء صدفة في ميونيخ عام 2012، وقد عملا معًا مؤخرًا على فيلم وثائقي عن جديهما.
وتقول كيلنر لونغ: "العلاقة بين العائلتين تعني الكثير بالنسبة لي، وأنا فخورة بعلاقتنا".
ويضيف رانكين: "أنا وجوليا نمزح كثيرًا ونفكر في جدينا وهم ينظران إلى الأسفل ويبتسمان ويشعران بسعادة غامرة لأن العائلتين ما زالتا مرتبطتين على الرغم من مرور السنين".
في حين أن حقيقة الصداقة بين أوينز ولونغ عزيزة على العائلتين، إلا أن الرابطة الخاصة بينهما قد اتخذت حياة خاصة بها عبر الإنترنت.
وتتضمن إحدى الأساطير المتكررة على نطاق واسع رسالة يُفترض أن لونغ كتبها إلى أوينز من "الرمال الجافة والدم الرطب" في شمال إفريقيا. ويدعو أوينز للعودة إلى ألمانيا للعثور على ابنه إذا فشل لونغ في العودة إلى الوطن.
ويقول أحد سطور تلك الرسالة: "أخبره يا جيسي، كيف كانت الأوقات عندما لم تفرقنا الحرب، أخبره كيف يمكن أن تكون الأمور بين البشر على هذه الأرض".
مؤثرة هي هذه الرسالة بشكل كبير، ولكن من المؤكد تقريبا انها غير صحيحة.
فلونغ لم يخدم قط في شمال أفريقيا، ولم تر أي من العائلتين مثل هذه الرسالة وتتساءل كلتاهما عن احتمالية كتابتها.
ومع ذلك، تدرك كيلنر لونغ الرسالة القوية التي يستمر الناس في تلقيها من قصتهما.
وتقول: "إنها توفر الأمل والإلهام للناس في جميع أنحاء العالم، في الأوقات التي لا تزال فيها العنصرية والإقصاء سائدة للأسف، أصبحت هذه القصة أكثر أهمية من أي وقت مضى".
ويقول رانكين: "أعتقد أن مثال لوز في الروح الرياضية يجب الحفاظ عليه وإبقائه عالياً إلى الأبد".
واضاف قائلا: "إن علاقة جدي مع لوز هي بالتأكيد علاقة لم يكن ليتنبأ بها أبدًا، ولكن لأنها حدثت، فقد وفرت منظورًا مفعمًا بالأمل لجدي إن قوة لوز وشخصيته لا توصف تقريبًا، ولكنها توضح كيف أنه لا يزال بإمكانك العثور على الخير في أكثر الأماكن غير المتوقعة".
التعليقات