اعتقلت الشرطة البريطانية العشرات بعد اتساع نطاق اضطرابات بسبب احتجاجات على هجوم ساوثبورت، امتدت إلى عدة مناطق في المملكة المتحدة.
وألقت الشرطة القبض على أكثر من مئة شخص وسط لندن مساء الأربعاء الماضي بعد اشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن في وايتهول بالقرب من داونينغ ستريت أثناء مظاهرة.
واندلعت أعمال شغب أيضا في هارتلبول حيث تم اعتقال ثمانية أشخاص وإصابة العديد من الضباط وإضرام النار في سيارة للشرطة.
ومن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، مع كبار قادة الشرطة الخميس لتقديم "دعمه الكامل" لهم في مواجهة الاضطرابات المستمرة.
وألقى دال بابو، كبير المفتشين وقائد قوات الأمن المسلحة السابق في شرطة العاصمة، باللوم في الاضطرابات على الانتشار "غير المسؤول" للمعلومات المضللة عن هوية المشتبه به المتهم في عملية الطعن.
وقال بابو في حديثه لبرنامج توداي على راديو 4 في بي بي سي إن الشرطة اتخذت قراراً "غير مسبوق" بتأكيد أن المشتبه به "ولد في هذا البلد".
وفي لندن، شوهد المتظاهرون وهم يطلقون شعلات مضيئة، في اتجاه بوابات داونينغ ستريت وتمثال ونستون تشرشل.
وسُمع المتظاهرون وهم يرددون هتافات مثل "أوقفوا القوارب" و"أنقذوا أطفالنا" بينما كانوا يرمون الضباط بزجاجات وعلب.
وأكدت الشرطة أن المتظاهرين لم يلتزموا بالشروط التي وُضعت لتنظيم هذا الاحتجاج.
وقالت شرطة العاصمة إنها اعتقلت عدداً من المتظاهرين لارتكابهم الجرائم؛ بما في ذلك الاضطرابات العنيفة والاعتداء على عامل طوارئ وخرق شروط الاحتجاج مساء الأربعاء الماضي.
وأضافت، في بيان أصدرته في هذا الشأن أنها نشرت ضباطاً "لضمان احتواء الفوضى"، مؤكدةً أن بعضهم "عانوا من إصابات طفيفة".
وقالت شرطة كليفلاند إن العديد من الضباط أصيبوا أيضاً في هارتلبول بعد اندلاع أعمال عنف في المدينة.
واعتقلت الشرطة ثمانية أشخاص بتهمة الإخلال بالنظام العام بعد أن ألقى متظاهرون زجاجات وبيض على الشرطة، كما أضرموا النار في سيارة شرطة.
وقال المفتش العام دايفيد ساذرلاند عن اعتقالات كليفلاند: "في هذه المرحلة نعتقد أن الاحتجاج مرتبط بالحادث الذي وقع في ساوثبورت في وقت سابق من هذا الأسبوع".
- الشرطة الأسترالية تعلن طعن الأسقف الآشوري "عملا إرهابيا"
- ما الذي نعرفه حتى الآن عن حادثة طعن مركز ويستفيلد للتسوق في سيدني الأسترالية؟
- مقتل إسرائيلي وإصابة آخر في عملية طعن، ومقتل أربعة فلسطينيين بالضفة الغربية
- ما تفاصيل طعن أسقف عراقي الأصل على يد عربي في كنيسة بأستراليا؟
وقالت قوات أمن العاصمة إنها "تتوقع اعتقال المزيد من الأشخاص في الأيام المقبلة".
وتم الإبلاغ عن أعمال شغب في ألدرشوت. وقالت عضوة البرلمان البريطاني عن دائرة ألدرشوت أليكس بيكر إن الاحتجاج السلمي "انحدر إلى سلوك مخيف" في فندق في بلدة هامبشار.
وأضافت أن "هذه الأحداث تفاقمت بسبب قدوم أشخاص من خارج مجتمعنا عازمين على إثارة اضطرابات".
وأكدت: "نحن جميعاً ندعم حقنا في الاحتجاج السلمي، لكننا لن ندعم من يأتون إلى مدننا بنية إثارة المتاعب وتقسيم المجتمع".
وفي مانشستر، قُبض على رجلين بتهمة إثارة الشغب والاعتداء على أحد عمال الطوارئ.
وقالت الشرطة في مانشستر إنها فرقت المتظاهرين في منطقة نيوتن هيث بعد "إلقاء أشياء تجاه القوات والعامة".
وتأتي اضطرابات الأربعاء الماضي بعد اضطرابات وقعت بالقرب من مسجد في ساوثبورت مساء الثلاثاء الماضي حيث تعرض المبنى للهجوم.
وتعرض ضباط شرطة ميرسيسايد أيضاً للرشق بالحجارة وأضرمت النيران في سيارة شرطة.
وبدأت هذه الاضطرابات بعد تعرضت أليس داسيلفا أغواير البالغة من العمر تسع سنوات، وبيبي كينغ البالغة من العمر ست سنوات، وإليسي دوت ستانكومب البالغة من العمر سبع سنوات، لهجوم "وحشي" بالسكين في ساوثبورت يوم الاثنين الماضي أثناء حضور درس للرقص.
وأصيب ثمانية أطفال بجروح جراء الطعن بسكين، خمسة منهم في حالة حرجة بينما يعاني شخصان بالغان من جروح خطيرة.
وأعلنت مؤسسة "ألدر هي" للأطفال التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية الخميس عن خروج اثنين من الأطفال المصابين من المستشفى.
وأضافت المؤسسة أن الأطفال الخمسة الباقين ما زالوا يتلقون العلاج في المستشفى وأنهم "حاليا في حالة مستقرة".
وفي وقت مبكر من صباح الخميس، وجهت شرطة ميرسيسايد اتهامات إلى صبي يبلغ من العمر 17 سنة بارتكاب ثلاث جرائم قتل وعشر جرائم شروع في قتل وحيازة سلاح أبيض.
ومثل المراهق، الذي لا يمكن الكشف عن اسمه لأسباب قانونية، أمام محكمة مدينة ليفربول الخميس.
وأعلن خلال الجلسة أن المتهم سيظهر أمام محكمة ليفربول في وقت لاحق الخميس.
وأكدت شرطة ميرسيسايد أن الشاب البالغ من العمر 17 سنة ولد في كارديف لأبوين روانديين، ويبدو أنه لا توجد صلات معروفة له بالإسلام، وأنهم لا يحققون حالياً في الهجوم باعتباره مرتبطاً بالإرهاب.
ومن المقرر أن يستقبل رئيس الوزراء البريطاني الخميس كبار قادة الشرطة في داونينغ ستريت لمناقشة الاضطرابات الناجمة عن ذلك.
وقالت الحكومة إن الاجتماع "سيوفر لهم الدعم الحكومي الكامل في أعقاب الحوادث المتعددة التي تضمنت أعمال عنف شديد واضطرابات في شوارعنا".
وأضاف بيان الحكومة في هذا الشأن: "من المقرر أن رئيس الوزراء سوف يؤكد أن الأحداث المروعة في ساوثبورت هذا الأسبوع بمثابة تذكير بشجاعة عمال خدمات الطوارئ لدينا والعمل المهم للغاية الذي يقومون به للحفاظ على سلامة الجمهور".
وتابع "في حين يجب حماية الحق في الاحتجاج السلمي بأي ثمن، فمن الواضح في أن المجرمين الذين يستغلون هذا الحق من أجل زرع الكراهية والقيام بأعمال عنيفة سوف يواجهون القوة الكاملة للقانون".
التعليقات