لم يكتشف طفلان روسيان جنسيتهما الحقيقية إلا على متن الطائرة التي أعادتهما إلى موسكو، وذلك بعد أكبر عملية تبادل للسجناء بين الغرب وروسيا منذ الحرب الباردة، حيث كان والداهما يعملان بالتجسس لصالح موسكو.

كان "أرتيم فيكتوروفيتش دولتسيف" و"آنا فاليريفنا دولتسيفا" متنكرين في هيئة زوجين أرجنتينيين، يعيشان في سلوفينيا عندما سُجنا هناك.

وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي، ديميتري بيسكوف، إن الطفلين لا يتحدثان كلمة واحدة باللغة الروسية ولا يعرفان من هو الرئيس فلاديمير بوتين، ويسألان والديهما عمن كان يستقبلهم عند وصولهم.

بوتين (يمين) وعائلة الجاسوسين الروسيين
EPA

وفي المجموع، تم تبادل 24 شخصا مسجونين في سبع دول مختلفة يوم الخميس.

كان 16 سجينا غربيا محتجزين في سجون روسية، وثمانية سجناء روس محتجزين في الولايات المتحدة، النرويج، ألمانيا، بولندا، وسلوفينيا.

وكان من بينهم مراسل وول ستريت جورنال، إيفان غيرشكوفيتش.

وحظيت الأسرة الروسية المكونة من أربعة أفراد بترحيب حار، حيث تلقت السيدة دولتسيفا وابنتها الزهور وعناقا حارا من الرئيس بوتين.

وقال الرئيس لطفلي الجاسوسين: "طاب مساؤكم"، وهو يحييهم باللغة الإسبانية.

وكما ذكرت وسائل الإعلام الأرجنتينية، بأن الزوجين كانا معروفين باسم "ماريا ماير" و"لودفيغ غيش"، ووصلا إلى سلوفينيا حاملين جوازات سفرهما الأرجنتينية في عام 2017.

أسس الزوج شركة ناشئة في مجال تكنولوجيا المعلومات باسمه المستعار، وكان لدى الزوجة معرض فني على الإنترنت.

واستخدمت الأسرة عاصمة سلوفينيا، ليوبليانا، كقاعدة لهما ولم يتم القبض على الزوجين من قبل الشرطة السلوفينية إلا في عام 2022، بتهمة التجسس.

وقبيل إتمام صفقة تبادل السجناء، حُكم على دولتسيف ودولتسيفا بالسجن 19 شهرا لكل منهما، بعد إقرارهما بالذنب في تهم التجسس الأربعاء الماضي. ولكن نظرا لاعتقالهما في عام 2022، فقد تم إطلاق سراحهما لانقضاء هذه المدة في الاحتجاز وأُمرا بمغادرة سلوفينيا، كما ذكرت وكالة أسوشيتد برس.

ولم يتم إعادة جاسوسي الكرملين وطفليهما إلى روسيا إلا يوم الخميس، خلال عملية تبادل الأسرى واسعة النطاق بين روسيا والغرب.

وقال الكرملين إن حياة الطفلة صوفيا، البالغة من العمر 11 عاما، وغابرييل البالغ من العمر 8 سنوات، واللذين ولدا في الأرجنتين، تغيرت بعد ذلك ولم يعرفا أنهما روسيان إلا عندما انطلقت الطائرة من أنقرة إلى مطار فنوكوفو في موسكو.

وقال بيسكوف: "سأل ابنا العميلين السريين والديهما أمس عمن استقبلهم"، مضيفا: "لم يعرفا حتى من هو بوتين".

وأضاف المتحدث باسم الكرملين أن هذه هي الطريقة التي يعمل بها العملاء السريون، "يقدمون هذه التضحيات من أجل عملهم وتفانيهم في وظيفتهم".