قال ممرض في غزة لبي بي سي إن زوجته وأطفاله الستة – بينهم أربعة توائم - قُتلوا في هجوم على وسط قطاع غزة.
يقول الممرض أشرف العطار: "لقد أُبيدت عائلتي بأكملها في لحظة"، مضيفاً: "لم يبق لي شيء".
ويروي العطار - الذي يعمل في المستشفى الأوروبي في غزة - أن منزل عائلته في مدينة دير البلح تعرض للقصف الجوي في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد الماضي، وقد نجا العطار الذي أصيب بجروح طفيفة.
لم تتحدث إسرائيل عن هذا الهجوم بالتحديد، لكنها قالت إن قواتها كانت تعمل في المدينة، وتقول إسرائيل إنها تستهدف فقط المقاتلين في الجماعات المسلحة.
- أول إصابة مؤكدة بشلل الأطفال في غزة منذ ربع قرن
- إلى أي مدى يستطيع أهل غزة تحمل الأوضاع المعيشية الكارثية الحالية؟
وقُتل في الغارة زوجة أشرف العطار - هالة خطاب والتي تعمل معلمة - مع أطفالهما الستة - صبي يبلغ من العمر 15 عاماً، وفتاة تبلغ من العمر عاماً واحداً، وأربعة توائم يبلغون من العمر 10 سنوات.
وفي حديثه لبرنامج "غزة اليوم" الذي يبث عبر بي بي سي عربي، قال الممرض إنه في حوالي الساعة السادسة من صباح يوم الهجوم، كان يستعد كعادته للذهاب إلى العمل عندما "سمع صوت المنبه وفقد وعيه فجأة".
يقول العطار، بعدما استعاد وعيه، إنه عانى من "ألم شديد"، وإن منزله كان "في حالة دمار".
كانت جميع جدران المبنى السكني الذي يقطنون فيه مدمرة.
ويقول الممرض: "ناديت بيأس على أطفالي وزوجتي، ولكن كان الأوان قد فات، لقد قُتل أطفالي الستة، بمن فيهم أربعة توائم، وزوجتي على الفور في الهجوم".
ويضيف أن الهجوم فاجأهم على حين غرة، حيث كانت العائلة قد أمضت الليلة السابقة "تستمتع بمسلسل تلفزيوني معاً"، في محاولة "للهروب من واقع الحرب القاسي".
وتقول والدة أشرف العطار - جدة الأطفال الستة - إنها "لا تستطيع فهم" سبب قصف منزلهم.
وتضيف الجدة: "يعمل ابني أشرف ممرضاً في المستشفى الأوروبي، لقد كرس نفسه لمساعدة المرضى"، وتوضح: "لم يكن لدينا أي علاقات مع أي منظمات".
وتشير الجدة إلى أن ابنها وزوجته عانيا "وقتاً عصيباً للغاية" في تربية أطفالهما، ولا سيما التوائم الأربعة، قائلة: "واجه الأطفال مشاكل صحية شديدة في شهورهم الأولى، وكادوا يموتون".
وتضيف والدة أشرف العطار: "لقد أحضرنا لهم أسطوانات الأكسجين داخل المنزل حتى لا يختنقوا، وخضع أحدهم، وهو همام، لعملية فتق".
ويقول الممرض أشرف إن زوجته هالة كانت "متفانية" في مساعدة النازحين.
ويشير إلى أنها كانت تعمل في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة تقدم الدعم للاجئين الفلسطينيين.
والآن يقول أشرف إنه مضطر للتكيف مع الحياة التي كان من الممكن أن يعيشاها سوياً.
ويقول أشرف: "لقد عملت بلا كلل لإعالة أسرتي ومشاهدة أطفالي يكبرون، وكنت أحلم بمنحهم مستقبلاً أفضل - منزل كبير وسيارة وهواتف محمولة".
ولكن الآن "كل تلك الأحلام تبددت".
ويضيف: "أطالب بالعدالة لعائلتي"، وهو أمر يتعهد بمتابعته من خلال "أي محكمة دولية".
ويتابع بالقول: "لقد ارتكبت إسرائيل ظلماً فادحاً، لقد أُبيدت عائلتي بأكملها في لحظة، ولم يتبق لي أي شيء".
- ماذا يعني تقليص المساحة الآمنة إلى 11% فقط من غزة؟
- قصة شاب من غزة أصبح رمزا للعمل الخيري بعدما تحققت أمنيته بأن يموت دون أن يتحول لأشلاء
لم يعلق الجيش الإسرائيلي على هذه الغارة الجوية بالتحديد، لكنه قال في بيان صدر يوم الاثنين الماضي، إنه كان يعمل في ضواحي دير البلح "للقضاء على الإرهابيين، وتدمير المجمعات القتالية فوق الأرض وتحتها".
وتقول إسرائيل إنها تستهدف فقط مقاتلي الجماعات المسلحة، وتلقي باللائمة حول قتل المدنيين على حركة حماس - حيث تقول إن حماس تضع المقاتلين والأسلحة والأنفاق والصواريخ في المناطق السكنية.
وشنّ مقاتلو حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، هجوماً على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي واحتجاز 251 آخرين داخل القطاع بحسب السلطات الإسرائيلية.
وردت إسرائيل بشن هجوم عسكري واسع النطاق على غزة، حيث أسفرت الحرب المستمرة حتى الآن عن مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني، وفق وزارة الصحة في غزة.
التعليقات