إيلاف من القاهرة: أصبحت الخيام المكتظة على شاطئ البحر المتوسط في غزة، هي الملاذ الأخير لسكان القطاع هرباً من الموت الذي يطاردهم في كل مكان، وسط تحذيرات القوات الاسرائيلية التي تخنق الحياة في كل مكان على الأراضي الغزاوية.

الفلسطينيون يتجمعون عند شاطئ البحر المتوسط، بينما تواصل القوات الإسرائيلية القتال مع حركة حماس في وسط وجنوب القطاع، وأعلن مسؤولون من الصحة الفلسطينية عن مقتل 17 شخصا على الأقل في ضربات جوية الثلاثاء.

وأصدرت إسرائيل في الأيام القليلة الماضية عدة أوامر إخلاء في أنحاء غزة، وهو أكبر عدد من الأوامر منذ بداية الحرب، مما أثار غضب الفلسطينيين والأمم المتحدة ومسؤولي الإغاثة بسبب تقليص المناطق الإنسانية وغياب المناطق الآمنة، وفقاً لتقرير "سكاي نيوز".

أين وعود وقف إطلاق النار؟
وما زالت محادثات وقف إطلاق النار مستمرة في القاهرة دون مؤشرات تذكر على إحراز تقدم ملموس فيما يتعلق بالقضايا الرئيسية محل الخلاف بين الجانبين والتي تشمل السيطرة على ممرين في القطاع بمجرد توقف القتال.

غزة تبلغ مساحتها 40 كيلو متراً، ويعيش على أرضها أكثر من مليوني إنسان، مما يجعل الوضع أكثر كارثية في وقت الحرب، ومن المعروف أن قطاع غزة، هو المكان الأكثر تكدساً بالسكان في العالم.

وقال سكان وأسر نازحة في مدينة خان يونس بجنوب القطاع ودير البلح في الوسط، حيث يتركز معظم السكان الآن، إنهم اضطروا للعيش في خيام مكتظة على الشاطئ.

نموت ترقباً لقرار عودة الحياة
وقالت آية (30 عاما)، وهي نازحة من مدينة غزة تعيش مع عائلتها الآن في غربي دير البلح "ما ظل إلا يجيبوا سفن مشان المرة اللي جايه لما يقولوا انزحوا ننط على السفن، الناس حاليا على الشط يعني جنب البحر".

وأضافت لوكالة "رويترز": "كل يوم بيحكوا عن وقف إطلاق النار، وفي الآخر كل الكلام بيتبخر وبيسقط كأنه غبار، هل المفاوضين بيعرفوا إنه كل يوم زيادة فيه عائلات بتموت؟ هل العالم بيعرف إنه كل يوم بيكلفنا أرواح؟".

17 قتيلا في هجمات إسرائيلية
وقال مسؤولون من الصحة الفلسطينية إن 9 فلسطينيين قتلوا في ضربات إسرائيلية بمخيمي البريج والمغازي، وهما من أقدم 8 مخيمات للاجئين في غزة، كما قتل 5 أشخاص في ضربة أخرى بخان يونس، ولاقى 3 آخرون حتفهم في ضربة ثالثة برفح.

وبحسب وزارة الصحة في غزة، قتل أكثر من 40 ألف فلسطيني في الحرب، وتقول وكالات الإغاثة الإنسانية إن القطاع المزدحم تحول إلى أنقاض، ونزح معظم سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة عدة مرات، ويواجهون نقصا حادا في الغذاء والدواء.