إيلاف من بيروت: أعلنت موسكو أنها بصدد تعديل عقيدتها النووية ردًا على التحركات الغربية بشأن الصراع في أوكرانيا. هذا الإعلان، الذي وصفه المراقبون بالأكثر حسما حتى الآن، يأتي في ظل تزايد الاتهامات الروسية للغرب باستخدام أوكرانيا كوسيلة لشن حرب بالوكالة ضدها. ورغم أن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، لم يكشف عن تفاصيل التغييرات المرتقبة، إلا أن التصريحات تشير إلى أن العمل على التعديلات في مرحلة متقدمة.

وأكد ريابكوف، في تصريحاته لوكالة "تاس" للأنباء، أن روسيا تمضي قدماً في إدخال تصحيحات على عقيدتها النووية. هذه التعديلات تأتي في سياق الرد على "مسار التصعيد الذي ينتهجه خصومنا الغربيون"، حسب قوله. العقيدة النووية الروسية الحالية، والتي تم تحديدها بموجب مرسوم أصدره الرئيس فلاديمير بوتين عام 2020، تسمح باستخدام الأسلحة النووية في حال تعرض روسيا لهجوم نووي أو تهديد وجودي من قبل الأسلحة التقليدية.

الوثائق المسربة: عتبة منخفضة
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية في شباط (فبراير) الماضي عن وثائق روسية سرية تعود إلى ما بين عامي 2008 و2014، توضح المعايير التي تحدد استخدام الأسلحة النووية التكتيكية. هذه الوثائق تشير إلى أن روسيا قد تخفض عتبة استخدام هذه الأسلحة إذا لم تحقق الأهداف المرجوة من خلال الوسائل التقليدية، مما يزيد من مخاوف التصعيد النووي.

تصاعد التوترات الدولية
يأتي هذا الإعلان في وقت حساس للغاية، حيث تتزايد المخاوف من انزلاق النزاع في أوكرانيا إلى مواجهة نووية، خصوصًا مع تأكيد الخبراء أن العتبة التشغيلية لاستخدام الأسلحة النووية التكتيكية في روسيا قد تكون أقل مما كان يُعتقد سابقًا. الأسلحة النووية التكتيكية الروسية، المصممة للاستخدام في ساحات المعركة الأوروبية والآسيوية، تمثل تهديدًا خطيرًا للاستقرار الدولي، إذا ما قررت روسيا استخدامها كرد فعل على التصعيد الغربي.

أبعاد التعديل النووي
لم يوضح ريابكوف ما ستشمله التغييرات في العقيدة النووية، لكن التصريحات تشير إلى استعداد موسكو للقيام بخطوات حاسمة في ظل استمرار التصعيد مع الغرب. هذه التعديلات المحتملة قد تعيد صياغة الاستراتيجية النووية الروسية في التعامل مع التهديدات الدولية، ما قد ينعكس على توازن القوى العالمي ويزيد من حدة التوترات الجيوسياسية.

التفاعل الدولي
من المتوقع أن يثير هذا الإعلان قلقاً واسعاً على المستوى الدولي، حيث يعيد الحديث عن استخدام الأسلحة النووية إلى الواجهة في وقت يشهد فيه العالم توترات متزايدة. مع تزايد الضغط الغربي على روسيا بسبب الصراع في أوكرانيا، يبقى السؤال حول ما إذا كانت هذه التعديلات ستدفع بالصراع إلى مستويات أكثر خطورة.