إيلاف من الرباط: في تكرار لممارسات سابقة، فجر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من جديد غضب المغاربة، بعد إظهاره، خلال مؤتمر صحفي الاربعاء ، خريطة للعالم العربي، لا يظهر فيها المغرب مقسوما إلى شطرين هذه المرة، بحيث يفصل بين شماله وجنوبه خط (كما فعل سابقا)، وإنما تم وضع عبارة "الصحراء الغربية" على منطقة الأقاليم الجنوبية للمملكة، رغم اعتراف إسرائيل بالسيادة المغربية على الصحراء.

وأجمعت ردود الفعل، التي غصت بها مواقع التواصل الاجتماعي، على وصف تصرف نتانياهو بأنه "استفزاز" و"استفزاز يتكرر"، مشددين على أن الأمر يتعدى كونه خطأ أو سهوا،وأن ما وقع لا يحتمل أي تبرير أو تعليل، بدليل أنه يحدث للمرة الرابعة، وتكرر مرتين في أقل من أربعة أشهر.

توضيح

نشر حساب "رئيس وزراء دولة إسرائيل" تغريدتين بخصوص الخريطة التي تم عرضها، والتي تضع عبارة "الصحراء الغربية" فوق الأقاليم الجنوبية للمملكة.

وجاء في التغريدة الأولى، التي نشرت الخميس على الساعة 7 و44 دقيقة: "من المهم الإشارة إلى أنه على الخريطة المعروضة في مكتب رئيس الوزراء، يظهر اسم المغرب فقط على المنطقة المحددة بأكملها. تؤكد إسرائيل من جديد اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء الغربية".

وجاء في التغريدة الثانية، التي نشرت بعد الأولى مباشرة: "لقد تم عرض اسم "الصحراء الغربية" عن طريق الخطأ على خريطة "أطلس" خلال تصريح رئيس الوزراء أمس ضمن أراضي المغرب".

خطأ "مقصود"

تلقى المغاربة التغريدتين، المنشورتين على حساب "رئيس وزراء دولة إسرائيل"، ببرود لافت، وجاء تفاعلهم محملا بكثير من الغضب والاستهجان، مشددين على أن "تكرار الخطأ فعل مقصود". وكتب أحدهم: "الخطأ ما يسقط سهوا وليس خريطة عرضت مرتين بنفس الخطأ المقصود وتتبع باعتذار دون تعديل". وتساءل آخر: "ولكن لماذا نتانياهو يلعب بخريطة المغرب. كل يوم يأتي بصورة"؟ فيما كتب آخر: "الصحراء في مغربها، والمملكة الشريفة لها رجالها، أما اعترافك أو خرائطك فلن يغير من الواقع شيئا".

رسائل
لم يخف عدد من المهتمين والمتابعين لمسار العلاقات المغربية- الإسرائيلية، أن "تكرار" ما تقوم به إسرائيل بخصوص خريطة المملكة، يعبر عن "رسائل" تريد إسرائيل إيصالها إلى المسؤولين المغاربة، خصوصا بعد المواقف التي ما فتئ المغرب بعبر عنها بخصوص ما تقوم به إسرائيل ضد الفلسطينيين.

سوابق نتانياهو
سبق لنتانياهو، في مايو الماضي، خلال حوار أجرته معه قناة "إل سي إي" الفرنسية، أن أظهر خريطة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بدت فيها خريطة المملكة المغربية وقد بترت من صحرائها، الشيء الذي أثار، وقتها، غضبا واسعا بين المغاربة، سارع على إثره عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى التعبير عن غضبهم الشديد، وشجبهم وامتعاضهم من الخرجة المستفزة التي قام بها رئيس الوزراء. وهي ردود فعل بقدر ما جاءت محملة بكثير من الغضب والاستياء، حرص أصحابها على التشديد على أن "المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها".

وفي وقت لاحق، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بينا توضيحيا، قال فيه: "إسرائيل بقيادة رئيس الوزراء نتانياهو اعترفت رسميا بالسيادة المغربية على الصحراء المغربية في العام 2023، وتَمثل هذا الاعتراف، من بين أشياء أخرى، بتصحيح الخريطة التي عُلِقَت في مكتب رئيس الوزراء. للأسف، لم يتم القيام بهذا التصحيح في خريطة قديمة قد قُدِّمَت إلى رئيس الوزراء لحظات قبل بدء مقابلته مع قناة فرنسية، سياسة إسرائيل غير قابلة للتأويل ولم تتغير – إسرائيل تعترف بسيادة المغرب على الصحراء المغربية".