ويكيبيديا تواجه اتهامات جديدة من جيروزاليم بوست بمعاداة السامية بعد تعديل مثير للجدل حول أحداث غزة. كيف ينعكس ذلك على مصداقية الموسوعة؟


إيلاف من دبي: في خضم الصراع المستمر في غزة، تعود موسوعة ويكيبيديا إلى الواجهة، ولكن هذه المرة ليس كمرجع معرفي، بل كهدف لانتقادات واسعة من صحيفة "جيروزاليم بوست"، التي اتهمتها بنشر محتوى "معادٍ للسامية".
المقال الذي كتبته أفيفا وينتون يعيد طرح الأسئلة حول مصداقية ويكيبيديا كمصدر للمعلومات، مع تصاعد الجدل حول تعديل محتوى يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

الجدل حول المحتوى
تناولت صحيفة "جيروزاليم بوست" في مقال للكاتبة أفيفا وينتون موقف ويكيبيديا من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مشيرة إلى أن الموسوعة "تورطت" في الترويج لخطاب معادٍ لإسرائيل، وخاصة بعد أن قامت بتعديل عنوان يتعلق بأحداث غزة الأخيرة. وذكرت وينتون أن الموسوعة استبدلت عنوانًا كان يشير إلى "ادعاءات الإبادة الجماعية" في غزة بعنوان آخر يتحدث عن "إبادة غزة"، مما أثار انتقادات واسعة في الأوساط الإسرائيلية والدولية.

التلاعب بالمحتوى
اتهمت الصحيفة ويكيبيديا بأنها تتلاعب بالمحتوى لصالح أجندات معادية لإسرائيل، مستشهدة بتقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، التي أوضحت أن التعديل الأخير على صفحة ويكيبيديا قد تم بعد أشهر من النقاش بين محرري الموقع.

شعار موسوعة "ويكيبيديا": منذ بدء حرب غزة، تواجه رابطة مكافحة التشهير تدقيقًا شديدًا بسبب تعريفها الصارم لـ "معاداة السامية"

وانتقد المقال ما وصفته بتجاهل الحقائق والأرقام التي تقدمها إسرائيل بشأن الأوضاع في غزة، وتبني الموسوعة لمصادر تصفها الصحيفة بأنها "غير موثوقة" ومنظمات "مناهضة لإسرائيل".

خبراء ومؤسسات غير محايدة
أبرزت "جيروزاليم بوست" أن ويكيبيديا تستشهد بمصادر أكاديمية وخبراء في مجال حقوق الإنسان، من بينهم فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، التي وُصفت بأنها تحمل "خطاباً معادياً للسامية". المقررة الخاصة للأمم المتحدة فرانشيسكا ألبانيز
المقررة الخاصة للأمم المتحدة فرانشيسكا ألبانيز قدمت تقريرا إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف بعنوان "تشريح الإبادة الجماعية"

هذا الاستشهاد دفع الولايات المتحدة إلى المطالبة بإقالتها من منصبها بسبب منشوراتها المثيرة للجدل على وسائل التواصل الاجتماعي.

ردود أفعال متباينة
رغم الانتقادات، لم ترد ويكيبيديا بشكل مباشر على اتهامات "جيروزاليم بوست"، إلا أن الجدل حول مصداقية الموسوعة بات يشغل أوساطاً إعلامية وسياسية واسعة. وبينما يؤكد البعض على ضرورة الحفاظ على الحيادية في المحتوى المعروض، يرى آخرون أن الموسوعة قد تكون تعكس توجهاً عامًا في الأوساط الأكاديمية العالمية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

* أعدت إيلاف التقرير عن "جيروزاليم بوست". (النص الأصل هنا)