في خطوة غير مسبوقة، نشرت كوريا الشمالية صوراً من داخل منشأة لتخصيب اليورانيوم، مما يثير الجدل حول تطوير برنامجها النووي ويزيد من توترات شبه الجزيرة الكورية.


كشفت كوريا الشمالية للمرة الأولى عن صور من داخل منشأة لتخصيب اليورانيوم، والتي تُستخدم في إنتاج المواد اللازمة لبرنامج الأسلحة النووية لديها، ما دفع بجارتها الجنوبية

في الصور، يظهر الزعيم كيم جونغ أون الذي كان قد تعهد سابقاً، خلال زيارة تفتيشية، بزيادة كبيرة في مخزون البلاد من الأسلحة النووية. وتظهر الصور السيد كيم وهو يمشي بين صفوف من أجهزة الطرد المركزي، ويتحدث مع المسؤولين، في وقت يتصاعد فيه التوتر في شبه الجزيرة الكورية.

وبحسب تقرير لوكالة الأنباء الكورية، فإن كيم أصدر تعليماته بزيادة إنتاج اليورانيوم في المنشأة، ما يعزز قدرات البلاد في تصنيع الرؤوس النووية. وقالت وكالة الأنباء الكورية إن "الزعيم ذهب خلف غرفة التحكم في منشأة اليورانيوم، ليتعرف على عملية الإنتاج"، مضيفة أنه "شعر بالقوة" خلال زيارته للموقع.

ولم تكشف كوريا الشمالية عن موعد الزيارة التي أداها كيم، ولا عن المنشأة التي زارها، ومن غير المعروف ما إذا كان ذلك في المجمع النووي يونغ بيونغ أم أنه في موقع آخر غير معروف.

ويشتبه الخبراء في أن كوريا الشمالية تدير منشأة يورانيوم واحدة على الأقل سريا، فضلا عن موقع بونغ بيونع المعروف.

وقال ليف إريك إيزلي، الأستاذ بجامعة إيها في سيول، إن كوريا الشمالية كشفت عن المنشأة من أجل أن "تتفاخر بتطورها النووي، وتعطي مؤشرا على أن برنامجها للسلاح النووي لا رجعة فيه".

وأضاف أن "نظام كيم قد يكون فعل ذلك من أجل التباهي بأنه لا يزال يتمتع بالدعم الدبلوماسي من روسيا والصين، على الرغم من التخزين النووي".

بدوره، قال المحلل في المعهد الكوري للوحدة، هونغ مين، إن الصور قد تكون "رسالة" إلى الرئيس الأميركي المقبل، بهدف تذكير الإدارة الجديدة بأن نزع سلاح كوريا الشمالية النووي، سيكون "مهمة مستحيلة". أضاف مين أن تلك "رسالة إلى دول العالم الأخرى تطالبهم فيها بالاعتراف بكوريا الشمالية كدولة نووية".

ونددت وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية باستعراض كوريا الشمالية للمنشأة النووية، مضيفة أن نشر الأسلحة النووية غير القانوني ينتهك العديد من قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقالت الوزراة إن "أي تهديد أو استفزاز نووي من كوريا الشمالية سيواجه برد قوي من حكومتنا وقواتنا المسلحة، اعتمادا على قوة الردع التي يملكها التحالف الأمريكي الجنوبي".

وحتى الأن، لا يمكن الجزم بعدد الأسلحة النووية التي تمكلها كوريا الشمالية، ولكن التقديرات الأخيرة تتحدث عن 50 سلاحاً نوويا، بالإضافة إلى مواد كافية لإنتاج 40 سلاحا آخر.