إيلاف من بيروت: كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية معلومات جديدة حول قضية الإسرائيلي موتي مامان، البالغ من العمر 72 عامًا، الذي تتهمه السلطات الإسرائيلية بالتعاون مع الاستخبارات الإيرانية لتنفيذ عمليات اغتيال تستهدف شخصيات إسرائيلية بارزة، على رأسها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس جهاز الشاباك رونين بار.

هذا هو المتورط بخطة إيران لاغتيال نتانياهو!

"غريب الأطوار"
مامان، وهو رجل أعمال إسرائيلي عاش لفترة طويلة في تركيا بعد مغادرته إسرائيل منذ نحو عقد، كان دائمًا شخصية مثيرة للشبهات في محيطه.
سكان بستان الجليل، مسقط رأسه، وصفوه بأنه "غريب الأطوار" وادعى سابقًا أنه عميل للموساد وخريج وحدة الاستخبارات 8200، لكن جيرانه كانوا يشككون في تلك الادعاءات.
أحد السكان قال: "كان يمتلك قطعة أرض في المنطقة، لكنه لم يعش هنا منذ سنوات، وتلك الادعاءات لم تكن تتناسب مع الشخصيات التي رافقها".

شهادات الجيران
قال أحد جيرانه في بستان الجليل: "كان موتي يدّعي في بعض الأحيان أنه عميل للموساد وأنه قد تخرج من الاستخبارات الإسرائيلية، لكننا كنا نعتقد أنه يبالغ في هذه الادعاءات". ووفقاً لشهادات أخرى، كان مامان متورطًا في تعاملات مشبوهة مع مجرمين في نهاريا ومع رجال أعمال في إفريقيا، حيث قام بالعديد من الصفقات التي انتهت بخداع شركائه، ما دفع البعض إلى الاعتقاد بأنه استغل الإيرانيين للحصول على المال قبل أن يختفي.

ووفقًا لأحد المصادر، "حتى لو وافق على تنفيذ المهام المطلوبة، كان من المرجح أنه كان سيأخذ الأموال من الإيرانيين ويختفي، كما فعل في صفقات سابقة". وأضاف المصدر أن مامان كان شخصية اجتماعية، يجذب حوله الأصدقاء ولكنه كان بعيدًا عن الأضواء التجارية المعروفة.

التواصل مع الإيرانيين
بحسب لائحة الاتهام، اتُهم مامان بالتواصل مع عميل أجنبي ودخول إيران مرتين لمناقشة تنفيذ عمليات اغتيال لشخصيات بارزة. التقى مامان خلال زياراته بعملاء إيرانيين، حيث ناقش معهم سبل تنفيذ هجمات إرهابية ضد مسؤولين إسرائيليين. إلا أنه أوضح لهم أن الحماية الأمنية العالية حول نتانياهو وغالانت ورئيس الشاباك تجعل من الصعب تنفيذ مثل هذه العمليات، مما دفع الإيرانيين لمناقشة استهداف شخصيات أخرى.

كما أشارت التحقيقات إلى أن هناك محادثات حول إقامة خلايا اغتيال في روسيا والولايات المتحدة لتنفيذ عمليات ضد معارضي النظام الإيراني. ومع ذلك، لم يتلق مامان أي أموال من الإيرانيين، وهو ما تسبب في تعطيل تنفيذ تلك العمليات فعليًا.

دوافع غامضة
رغم اعترافاته وتفاصيل تورطه التي قدمها خلال 14 جلسة تحقيق، بقيت نوايا مامان غامضة. بعض المحللين يرون أنه لم يكن ينوي تنفيذ العمليات فعليًا، وأنه كان يخطط لخداع الإيرانيين. هذا الغموض ظهر في جلسات المحكمة، حيث كان يبتسم أثناء التحقيقات، مما أثار الشكوك حول دوافعه الحقيقية.
أحد المصادر المقربة من القضية أكد لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن مامان كان "شخصاً ساذجاً، وقد تكون هذه السذاجة هي التي دفعت الإيرانيين إلى استغلاله في هذا المخطط. حتى لو وافق على تنفيذ الاغتيالات، هناك شكوك حول ما إذا كان سيلتزم فعلياً بالخطة أو سيأخذ المال ويهرب". شهادات أخرى ذكرت أن الرجل تعرض لخداع من امرأة في رومانيا، مما تسبب في خسارته لأمواله، وهو ما قد يكون جعله عرضة لاستغلال الإيرانيين.

المخاوف التي تحيط به
رغم الشكوك حول شخصيته وأنشطته، فإن الكثير من جيرانه في عسقلان تجنبوا تقديم معلومات عنه خوفاً على سلامتهم الشخصية، ما يعزز الغموض الذي يحيط بحياته وتورطه في قضايا تجسس وجريمة منظمة.

*أعدت إيلاف هذا التقرير عن صحيفة "يديعوت أحرونوت". لتصفح (المقال الأصل هنا)