إيلاف من بيروت: تتحرك إيران دبلوماسياً بنشاط لافت في الشرق الأوسط بالتواصل المباشر مع دول الخليج وغيرها، وتتواصل مع إسرائيل وأميركا من خلال وسطاء حول العالم، بهدف منع "الخطوة بعد القادمة" وهي الحرب الكبرى، فماذا يعني ذلك؟.

أفادت مصادر مطلعة على الأمر لشبكة "سي ان ان" الأميركية بأن الحكومة الإيرانية انخرطت في جهود دبلوماسية عاجلة مع دول في الشرق الأوسط لقياس ما إذا كان بإمكانها تقليص نطاق الرد الإسرائيلي على هجومها الصاروخي في وقت سابق من هذا الشهر.

وقالت المصادر إن قلق إيران ينبع من عدم اليقين بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على إقناع إسرائيل بعدم ضرب المواقع النووية والمنشآت النفطية الإيرانية، لأنه في حال أقدمت تل أبيب على ضرب المواقع النووية والمنشآت النفطية فإن الحرب الشاملة سوف تصبح واقعاً.

الرد الإيراني.. كيف ستكون طبيعته؟
وفي الأثناء، قال مصدر إيراني مطلع على المناقشات الدبلوماسية، السبت، إن إيران أبلغت الولايات المتحدة وبعض الدول في الشرق الأوسط بأنها سترد على أي هجوم جديد من جانب إسرائيل، وذلك "على عكس بعض الأخبار الكاذبة".

بالتزامن مع ذلك، نقلت الشبكة الأميركية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي لم يتوصل بعد إلى قرار بشأن كيفية المضي قدما، فيما يتعلق بالرد على الهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني.

وكانت الولايات المتحدة تتشاور مع إسرائيل حول كيفية تخطيطها للرد على هجوم إيران في الأول من أكتوبر، وأوضح المسؤولون الأميركيون أنهم لا يريدون أن تستهدف إسرائيل المواقع النووية أو حقول النفط الإيرانية.

وتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يوم الأربعاء، في أول محادثة بينهما منذ ما يقرب من شهرين، وأخبره أن رد إسرائيل يجب أن يكون "متناسبا".

الجميع يخشون الحرب الإقليمية
وتشعر إدارة بايدن بقلق عميق من أن الهجمات المتبادلة المستمرة بين إيران وإسرائيل، والتي بدأت في وقت سابق من هذا العام بعد أن ضربت إسرائيل ما قالت إيران إنه مبنى قنصليتها في دمشق، قد تتفاقم إلى حرب إقليمية كبرى تجر الولايات المتحدة إليها أيضا.

يتمثل جزء كبير من المخاوف في أن نفوذ الولايات المتحدة لدى إسرائيل بدا وكأنه يتضاءل باطراد على مدار العام الماضي. وعلى غرار عملياتها في غزة، تجاهلت إسرائيل بشكل متزايد دعوات الولايات المتحدة لمزيد من ضبط النفس في لبنان، حيث أسفرت حملة القصف المكثفة والهجوم البري الإسرائيلي عن مقتل أكثر من 1400 شخص منذ أواخر الشهر الماضي.

ولم تتشاور إسرائيل مع الولايات المتحدة قبل شن الهجوم الضخم الذي أدى إلى تفجير آلاف أجهزة الاتصال اللاسلكي التي يستخدمها عناصر حزب الله في الشهر الماضي، أو قبل اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في بيروت وإفشال اقتراح وقف إطلاق النار الدقيق الذي طرحته الولايات المتحدة وفرنسا قبل أقل من 48 ساعة.

تل أبيب لم تقرر بعد
وقال مسؤول إسرائيلي لـ"سي إن إن" الجمعة، إن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي لم يتوصل بعد إلى قرار بشأن كيفية المضي قدماً.

وفي حين أن الفجوة بين الموقفين الأميركي والإسرائيلي تضيق، فقد لا تظل على هذا النحو، كما قال مسؤول أميركي.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية عن مناقشات مجلس الوزراء الإسرائيلي: "لا يمكننا أن نعرف في الواقع ما إذا كانوا قد صوتوا أم لا"، معرباً عن تشككه في مستوى الشفافية بشأن ما تتقاسمه إسرائيل مع الولايات المتحدة.

وأشار المسؤول إلى أنهم لا يستطيعون "وضع الكثير من الثقة في مكائد" الحكومة الإسرائيلية.

وحتى الأسبوع الماضي، لم تقدم إسرائيل أي ضمانات بأنها لن تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، كما ذكرت الشبكة الإخبارية الأميركية.

من جانبه، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تحذيرا قويا لإيران بشأن رد بلاده يوم الأربعاء قائلا: "ستكون ضربتنا قوية ودقيقة وفوق كل شيء - مفاجئة. لن يفهموا ما حدث وكيف حدث".