وافق الكنيست على تمرير قانون يحظر عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، الأونروا، في إسرائيل والقدس الشرقية المحتلة، متهماً الوكالة بالتواطؤ مع حركة حماس في قطاع غزة.

بموجب ذلك، وفي غضون ثلاثة أشهر، سيصبح التواصل محظوراً بين موظفي الأونروا من جهة والمسؤولين الإسرائيليين من جهة أخرى، ما سيحدّ بشدة من قدرة الوكالة الأممية على مزاولة أنشطتها في غزة والضفة الغربية المحتلة.

إذْ يعتبر التعاون مع الجيش الإسرائيلي - الذي يسيطر على كل المعابر المؤدية إلى غزة - أمراً ضرورياً للأونروا لكي تنقل المساعدات إلى القطاع المنكوب.

وتعدّ الأونروا هي الوكالة الأممية الرئيسية التي تعمل على الأرض في غزة.

وأعربت دول عديدة، بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، عن قلقها الشديد إزاء الخطوة الإسرائيلية التي تشكّل سابقة تاريخية، وتأتي بعد أشهر من تصاعد التوتر بين إسرائيل والوكالة الأممية الإغاثية.

الكنيست
EPA
الكنيست يحظر على الأونروا مزاولة أنشطتها في إسرائيل والقدس الشرقية المحتلة

فما هي الأونروا؟

"الأونروا" اختصار يشير إلى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل الاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى.

وتأسست الأونروا في عام 1949، جرّاء النزاع العربي الإسرائيلي في عام 1984، وذلك لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين وإيجاد فرص العمل لهم.

وكان حوالي 750 ألف فلسطيني قد نزحوا من تلقاء أنفسهم أو أُجبروا على النزوح من ديارهم فيما يُعرف بـ"النكبة".

وبدأت الأونروا فعلياً مزاولة أنشطتها في مايو/أيار 1950، ويتم تجديد مهامها بشكل دوري.

وتقدم الأونروا المساعدة والرعاية لنحو 5.9 ملايين لاجئ فلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، فضلا عن اللاجئين الفلسطينيين في الأردن ولبنان وسوريا.

وتحصل الوكالة على الدعم المادي عبر التبرعات الطوعية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

وتشمل خدمات الوكالة: التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والبنية التحتية وتحسين المخيمات والدعم المجتمعي والقروض الصغيرة والاستجابة لحالات الطوارئ في أوقات النزاع المسلح.

مَن هو اللاجئ الفلسطيني؟

اللاجئ الفلسطيني هو كل من كانت فلسطين مكان إقامته الفعلية في الفترة الواقعة بين يونيو/حزيران 1946 ومايو/أيار 1948، وفقد كل ممتلكاته و أمواله ومنزله بسبب الصراع العربي الإسرائيلي عام 1948.

خدمات الأونروا

تقتصر خدمة الوكالة على اللاجئين الفلسطينيين فقط، فقد خدمت الأونروا أربعة أجيال منهم، وساهمت في تنميتهم البشرية، وعدّلت مراراً وتكراراً في برامجها بما يتناسب مع الحاجات المتغيرة للاجئين. ولا يحصل اللاجئ على خدمات الأونروا ما لم يكن مسجلاً لديها.

وكانت الأونروا في بداية تأسيسها تقدم الخدمات لحوالي 750 ألف لاجئ فلسطيني، والآن هناك قرابة ستة ملايين ممن يحق لهم الاستفادة من خدماتها.

مَن يموّل الأونروا؟

تحصل الأونروا على الدعم المادي من جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وبعض الحكومات الإقليمية. ويشكل ذلك حوالي 92 في المئة من وارداتها المالية.

كما تقيم الوكالة شراكات مع عدة مؤسسات وشركات، وتعمل بشكل وثيق مع منظمات المجتمع المدني ومؤسسات القطاع الخاص للاستفادة من جميع الخبرات والموارد بشكل فعال.

شعار الأونروا
Getty Images

أكبر مانحي الأونروا

كانت الولايات المتحدة الأمريكية أكبر جهة مانحة في عام 2022، بمساهمة ناهزت 343.9 مليون دولار، فيما جاءت ألمانيا في المرتبة الثانية بمساهمة ناهزت 202.1 مليون دولار. وشكلت مساهمة هاتين الدولتين معاً ما يقرب من نصف إجمالي تمويل الأونروا في ذلك العام عند 1.17 مليار دولار.

ولكن أكثر من عشر دول، بينها الولايات المتحدة وألمانيا، كانت قد علّقت تمويلها للأونروا بعد قيام إسرائيل باتهام ما لا يقل عن 12 من أعضاء الأونروا بالتورط في هجوم شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023 والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1,200 إسرائيلي واختطاف أكثر من 251 رهينة.

من جانبها، أكدت "الأونروا" في مارس/آذار 2024، أن بعض موظفيها الذين أُطلق سراحهم من السجون الإسرائيلية في غزة بعد الاحتجاز قالوا إنهم تعرضوا لضغوط من السلطات الإسرائيلية لـ"يدلوا بأقوال كاذبة مفادها أن الوكالة على صلة بحركة حماس وأن موظفين بها شاركوا في هجمات السابع من أكتوبر".

إدارة الأونروا

تم تكليف اللجنة الاستشارية التي تأسست بموجب قرار الأمم المتحدة في ديسمبر/كانون أول عام 1949 بمهمة تقديم الإرشادات والمساعدات لتنفيذ المهام الموكلة للأونروا. وتضم هذ اللجنة 25 عضواً بالإضافة إلى ثلاثة أعضاء تم تكليفهم بمراقبة عمل اللجنة.

وتضم الأونروا حوالي 13 ألف موظف، وهي بذلك أكبر الوكالات الأممية في غزة.

أشكال المساعدة

وُضعت خطط تناسب ظروف كل منطقة من مناطق العمليات؛ ويذهب أكثر من نصف الميزانية إلى مجال التعليم، كما تقوم الأونروا بمساعدة اللاجئين الذين تضرروا جرّاء النزاع في مناطق عملياتها.

ولا تقوم الوكالة بإدارة المخيمات ولا هي مسؤولة عن أمنها أو تطبيق القانون والنظام فيها، لكنها مسؤولة في المقابل عن إدارة برامج التعليم والصحة والإغاثة والخدمات الاجتماعية الموجودة داخل المخيمات وخارجها على السواء.

يُذكر أنه، منذ بدء الحرب الأخيرة في غزة، على أثر هجمات السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023، نزح معظم سكان القطاع البالغ تعدادهم حوالي 2.3 مليون نسمة باتجاه الجنوب. ولجأ ما لا يقل عن مليون فلسطيني إلى المنشآت التابعة للأونروا.

ويُذكر أيضاً أنه قبل بداية هذه الحرب، كانت غزة تستقبل يومياً نحو 500 شاحنة محمّلة بالمساعدات المتنوعة.