إيلاف من بغداد: قال حيدر اللامي، عضو المكتب السياسي لحركة حزب الله النجباء، وهي ميليشيا عراقية، إن منظمته تنسق مع إيران لضرب إسرائيل، وذلك في مقابلة يوم السبت مع صحيفة الأخبار اللبنانية التابعة لحزب الله .

وقال اللامي إن حركة النجباء، التي تصنفها الولايات المتحدة جماعة إرهابية، "تنسق بشكل كامل مع إيران لتنظيم توقيت ومكان هذا الرد".

كما قال :"الجمهورية الإسلامية لها الحق في استهداف الكيان الصهيوني من أي مكان داخل العراق".

وأضاف :"المقاومة الإسلامية لم توقف عملياتها التي تستهدف مواقع حيوية داخل الكيان"، وتوقع أن تستخدم المقاومة في جولة الضربات المقبلة صواريخ أكثر تطورا، تماشيا مع التصعيد المتوقع.

وقال مسؤول سياسي آخر، لم يذكر اسمه ، لـ "الأخبار" اللبنانية إن إيران تمتلك القدرة على الانتقام من إسرائيل من أي مكان، وهي ليست عاجزة بأي حال من الأحوال".

خامنئي يتوعد برد ساحق
وتأتي مقابلة اللامي بعد أن وعد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي "برد ساحق" على الهجوم الإسرائيلي الذي شنته إسرائيل في 26 تشرين الأول (أكتوبر) على البنية التحتية العسكرية الإيرانية.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست في وقت سابق من هذا الأسبوع أن الهجوم الإيراني من المتوقع أن يحدث "في الأيام المقبلة"، وفقًا لمسؤول إسرائيلي كبير لم يذكر اسمه مطلع على الأمر.

وبحسب اللامي، فإن منظمته تعتبر الهجوم الإسرائيلي بمثابة تجاوز.

وقال اللامي إن "الكيان الصهيوني بمهاجمته إيران انتهك الأجواء العراقية والأعراف الدولية، بالتعاون مع الولايات المتحدة، رغم اتفاق الإطار الاستراتيجي الذي أبرمه مع العراق وترتيبات أمنية أخرى" .

وأضاف أن "الأولوية الحالية هي استهداف إسرائيل أولا، ثم القواعد الأميركية، حيث أثبتت الدبلوماسية والحوار عدم فعاليتها، ولم يتبق سوى لغة القوة والسلاح".

وأفاد موقع أكسيوس أن الهجوم الإيراني يمكن أن ينطلق من العراق وقد يستخدم كمية كبيرة من الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية.

وبحسب ما ورد قد يحدث الهجوم قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر إجراؤها في 5 تشرين الثاني (نوفمبر)

وقال المسؤول السياسي الذي لم يذكر اسمه في مقالة الأخبار : "إن افتراض إسرائيل بأن الرد قد يأتي من الأراضي العراقية متجذر في العلاقات الوثيقة بين إيران والفصائل المسلحة في العراق، والتي لديها الآن القدرة على ضرب عمق إسرائيل".

المسؤولون العراقيون يترقبون بـ"توتر"
وتخشى الحكومة العراقية الرسمية من التصعيد، إذ لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وذكرت رويترز أن حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تشعر بالقلق من الصراعات الإقليمية التي من شأنها أن تؤثر على علاقاتها مع الولايات المتحدة وإيران، وهما حليفتان لها.

ومع ذلك، أشارت رويترز إلى أن جماعتي كتائب حزب الله والنجباء، اللتين تقودان الهجمات على إسرائيل، حذرتا رئيس الوزراء العراقي من الضغط عليهما لوقف أعمالهما.

وذكر المسؤول الذي لم يذكر اسمه أنه إذا ردت إيران من الأراضي العراقية، فإن الحكومة العراقية ستواجه معضلة خطيرة، لأن مثل هذا الإجراء يمكن أن يوسع نطاق الصراع بشكل كبير ويوفر مبررا لإسرائيل لضرب مواقع في العراق".

وأشار المسؤول إلى أن "أي رد من العراق سيتطلب التنسيق وإخطار الحكومة العراقية التي تسعى إلى الحفاظ على السلام وليس إشعال الحرب".