إيلاف من لندن: "لن أبدأ حرباً، بل أنا هنا من أجل وقف الحروب"، هكذا أعلن دونالد ترامب في خطاب النصر الذي أعلن خلاله فوزه بانتخابات الرئاسة الأميركية، في العودة الثانية له لسدة الحكم، وتابع ترامب :"لم نخض أي حروب، ولمدة أربع سنوات في عهدي لم نخض أي حروب، باستثناء أننا هزمنا داعش".

ولكن سيتعامل ترامب مع الشرق الأوسط في ولايته الثانية؟، في بعض الحالات، كان ترامب صامتا بشكل ملحوظ بشأن الأحداث الرئيسية في الشرق الأوسط، وفي حالات أخرى كان غامضا، ربما كان أبرزها في دعواته لإسرائيل لإنهاء حربها في غزة دون تقديم خطة لوقف إطلاق النار، وذلك وفقاً لتحليل لموقع "jewishinsider".

طوال حملته الانتخابية، لم يقدم الرئيس السابق دونالد ترامب سوى القليل من الأدلة الجوهرية التي تشير إلى كيفية تعامله مع بعض القضايا الأكثر تعقيدا التي تهز الشرق الأوسط إذا انتُخب لولاية ثانية.

مع إعلان ترامب النصر بعد اكتساح ولايات ساحة المعركة الرئيسية، تظل هناك أسئلة عالقة حول كيفية تعامله مع الاضطرابات المستمرة في المنطقة.

رسائل متناقضة "لإرضاء الجميع"
أشار ترامب إلى أنه منفتح على استئناف المحادثات مع إيران بشأن الاتفاق النووي الذي أنهى هو بنفسه العمل به. كما استخدم رسائل متناقضة بشأن سياسة الشرق الأوسط لاستقطاب مجموعات مختلفة ، مثل الناخبين اليهود والمسلمين المترددين في ولاية ميشيغان.

وفي الوقت نفسه، أثار قراره باختيار السيناتور جيه دي فانس (جمهوري من أوهايو) كزميل له في الترشح لمنصب نائب الرئيس مخاوف بين المحافظين المتشددين تقليديا حول ما إذا كانت جهود فانس العدوانية لدفع الحزب الجمهوري في اتجاه أكثر انعزالية ستمتد إلى التحالف القائم منذ فترة طويلة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

دعم قوي لإسرائيل في مواجهة إيران
وفي رسالة بالبريد الإلكتروني إلى معهد جوته، قال إليوت أبرامز، الدبلوماسي السابق في الإدارات الجمهورية والذي يعمل الآن زميلاً بارزاً في مجلس العلاقات الخارجية: "أتوقع دعماً قوياً لإسرائيل وضغوطاً صارمة ضد إيران. سيتم فرض عقوبات على إيران، وقد يهدد ترامب إيران بأنه إذا قُتل أميركي بصاروخ قدمته إيران للحوثيين، أو بأسلحة أخرى قدمتها للميليشيات الشيعية في العراق، فسوف يرد بشكل مباشر ضد إيران".

ومع ذلك، يصر حلفاء ترامب ــ وحتى بعض المتشككين الجمهوريين ــ على أنه سيكون مدافعا موثوقا به عن إسرائيل، مشيرين إلى مجموعة من السياسات المؤيدة لإسرائيل التي أقرها خلال ولايته الأولى باعتبارها سابقة قوية.

تقارب سعودي أميركي
وقال إليوت أبرامز، الدبلوماسي السابق في الإدارات الجمهورية والذي يعمل الآن زميلاً بارزاً في مجلس العلاقات الخارجية، إن "أفضل دليل" للتنبؤ بما سيفعله ترامب في فترة ولايته الثانية "هو ما فعله كرئيس في المرة الأولى".

وتوقع أن "يحاول ترامب أيضا دفع الاتفاق الابراهيمي إلى الأمام، سعياً إلى اتفاقيات سعودية أمريكية وسعودية إسرائيلية" ظلت بعيدة المنال خلال فترة الرئيس جو بايدن في منصبه.

ترامب قال قبل أسابيع، إن توسيع الاتفاقيات الابراهيمية هي إنجاز السياسة الخارجية الرئيسي لإدارته، سيكون "أولوية مطلقة" إذا فاز في الانتخابات، مدعيا أنه كان سيضيف "من 12 إلى 15 دولة حرفيا خلال فترة عام واحد" إذا فاز في الانتخابات الرئاسية لعام 2020.

وقال ترامب "إذا فزت، فسوف يكون هذا أولوية مطلقة. إنه السلام في الشرق الأوسط، نحن بحاجة إليه".

حرية أكبر لإسرائيل في سوريا والعراق
وقال مايكل ماكوفسكي، رئيس المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي ومديره التنفيذي، للصحيفة إن "ترامب يفضل أن تنهي إسرائيل عملياتها العسكرية الكبرى بحلول موعد تنصيبه".

"ومع ذلك، سيركز ترامب على المملكة العربية السعودية، التي ستطلب ضمانات من الولايات المتحدة بأنها ستحتوي إيران"، كما قال ليفين الذي أضاف :"لذلك، أتوقع أنه سيعيد فرض سياسة الضغط القصوى، ولنفس السبب، من غير المرجح أن يضغط على إسرائيل لعدم الرد على إيران، أعتقد أنه سيمنح إسرائيل حرية أكبر في سوريا والعراق".

وقف الحرب في لبنان
وفي لبنان، قد يضع ترامب "إطارا زمنيا" للهجوم البري الإسرائيلي، الذي تعهد بوقفه في رسالة أرسلها مؤخرا إلى الأميركيين من أصل لبناني، "لكنه سيسمح لإسرائيل بالقضاء على حزب الله"، كما توقع ليفين. وأضاف أن الرئيس السابق "سيرغب في وقف القتال في غزة، لكنني أعتقد أننا سنقبل بوجود عسكري أمني إسرائيلي هناك".

ومن المرجح أن يكون التهديد النووي الإيراني أحد أكبر التحديات التي سيتعين على ترامب التعامل معها في وقت مبكر من ولايته الجديدة، ومن المرجح أن ينفذ العقوبات الصارمة على الطاقة التي فرضها على إيران في ولايته الأولى.

ترقب لمعرفة "رجال ترامب"
وفي خضم التكهنات المستمرة بشأن قرارات التوظيف في المناصب العليا قال ماكوفسكي أن "المؤشر المبكر الرئيسي لاتجاه إدارة ترامب الجديدة تجاه الشرق الأوسط سيكون من يختاره لشغل مناصب مثل مستشار الأمن القومي ووزيري الدفاع والخارجية، من بين أدوار رئيسية أخرى.

ولم تشر حملة ترامب علنًا إلى من سيشغل مناصب السياسة الخارجية العليا في فترة ولايته الثانية، على الرغم من أن بعض الأسماء ترددت شائعات حولها - بما في ذلك كوتون، والنائب مايك والتز (جمهوري من فلوريدا)، وروبرت أوبراين، الذي شغل سابقًا منصب مستشار الأمن القومي، وريك جرينيل، القائم بأعمال مدير الاستخبارات الوطنية السابق.

ورغم أن ترامب يواصل استخدام خطاب متضارب أحيانا بشأن الشرق الأوسط، وهو ما أثار تساؤلات حول خططه لولاية ثانية، فإن شخصا لديه معرفة مباشرة بتفكير الرئيس السابق قال إن مثل هذه الشكوك لا أساس لها من الصحة.

وقال أحد المقربين من ترامب : "ليس هناك سر، أنتم تعرفون بالضبط ما فعله ترامب في الإدارة الأولى، وسيفعل الشيء نفسه في الإدارة الثانية".