إيلاف من برلين: حتى الآن، حرص السياسيون الأوروبيون الذين يستعدون لولاية الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الثانية في البيت الأبيض على عدم قول أي شيء من شأنه أن يزعجه.

لكن السيدة القوية أنجيلا ميركل، التي شغلت منصب مستشارة ألمانيا لمدة 16 عاما، حتى عام 2021 ــ ومنذ ذلك الحين ظلت بعيدة إلى حد كبير عن أعين الجمهور ــ ليست في حاجة إلى ممارسة لعبة الإطراء مع ترامب أو غيره من القيادات السياسية العالمية.

وفي مذكراتها القادمة، التي نشرت مقتطفات منها في الأسبوعية الألمانية "دي تسايت"، تفصل ميركل تفاعلاتها مع ترامب خلال فترة ولايته الأولى التي استمرت أربع سنوات، بما في ذلك وجهة نظرها حول علاقة الرئيس السابق بالزعيم الروسي فلاديمير بوتن.

نظرته للعالم "عقارية"
"لقد كان يحكم على كل شيء من منظور رجل الأعمال العقاري الذي كان عليه قبل دخوله عالم السياسة"، هكذا كتبت عن ترامب. "كان من الممكن تخصيص كل عقار مرة واحدة فقط. وإذا لم يحصل عليه، فسيحصل عليه شخص آخر. وكانت هذه أيضًا هي الطريقة التي نظر بها إلى العالم".

"فبالنسبة له، كانت جميع البلدان في منافسة مع بعضها البعض، حيث كان نجاح دولة ما يعني فشل دولة أخرى؛ ولم يكن يعتقد أن ازدهار الجميع يمكن أن يزداد من خلال التعاون".

إن تعليقات ميركل جديرة بالملاحظة بسبب المستوى العالي من الاحترام الذي كانت تتمتع به بين الزعماء السياسيين الأوروبيين، حتى مع انتهاء حكمها لألمانيا. وسوف تكون أفكارها حول أفضل السبل للتعامل مع الرئيس السابق موضع اهتمام الساسة الذين يستعدون لولاية ثانية لترامب.

وجدت زعيمة الحزب الديمقراطي المسيحي السابقة أن العلاقة مع ترامب صعبة للغاية، حتى أنها طلبت المشورة من البابا فرانسيس حول كيفية التعامل معه.

ويتعلق الكثير من كتاباتها عن ترامب بلقائها معه في البيت الأبيض في آذار (مارس) 2017.

ترمب عاطفي وأنا عقلانية
"لقد تحدثنا على مستويين مختلفين. ترامب على المستوى العاطفي، وأنا على المستوى الواقعي"، هكذا كتبت ميركل عن الاجتماع. "وعندما كان ينتبه إلى حججي، كان ذلك عادة من أجل بناء اتهامات جديدة منها".

وقالت "عندما عدت إلى المنزل، لم يكن لدي شعور جيد. لقد استنتجت من محادثاتي: لن يكون هناك عمل مشترك من أجل عالم مترابط مع ترامب".

وبعد بضعة أشهر فقط، وبعد أن أبدى ترامب ازدراءه بأوروبا خلال جولة في القارة واجتماع مجموعة السبع المتوتر في إيطاليا، أعلنت ماي ، على خلفية زعامة ترامب وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في العام السابق، أن أوروبا يجب أن تعتمد على نفسها إلى حد أكبر من ذي قبل.

سألني عن بوتين
وكتبت أيضًا أنه خلال اجتماع آذار (مارس) 2017، كان ترامب حريصًا على الحصول على رأيها بشأن بوتن.

"سألني دونالد ترامب عددًا من الأسئلة، بما في ذلك عن أصولي الألمانية الشرقية وعلاقتي مع بوتين".

"لقد كان من الواضح أنه كان مفتونًا بالرئيس الروسي"، كتبت. "في السنوات التي تلت ذلك، كان لدي انطباع بأن الساسة ذوي السمات الاستبدادية والديكتاتورية كانوا يأسرونه " .