إيلاف من الرباط: قالت وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية إن المملكة "نجحت" صباح الأربعاء، في جمهورية الباراغواي، في "إفشال محاولة جديدة للجزائر تهدف إلى السطو على التراث غير المادي المغربي".
وأوضح بيان للوزارة، تلقت "إيلاف المغرب" نسخة منه، أن الأمر يتعلق حسب مصدر وصفته بالمطلع، بـ "محاولة الجزائر إدخال صورة لقفطان النطع المغربي في ملف يهم زي جزائريا"، وهو ما دفع السفير المغربي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) سمير الدهر إلى "تقديم اعتراض على هذا الأمر".


⁠السفير المغربي سمير الدهر خلال اجتماع اللجنة الحكومية لصون التراث غير المادي التابعة لمنظمة اليونيسكو بالباراغواي

ونشر محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، تدوينة، على حسابه بفيسبوك، قال فيها إن لجنة اليونيسكو لصون التراث غير المادي "تعتمد اعتراض المملكة المغربية على تسجيل عناصر تراثية باسم دولة أخرى"، مشيرا إلى أن الاعتراض المغربي داخل هذه اللجنة دفع لـ "سحب استعمال كلمة "قفطان" وتضمين اعتراض تقني، لأول مرة، على استعمال كلمتي "گندورة" و"ملحفة" بملف كان يروم تسجيل هذه العناصر التراثية باسم دولة أخرى بطريقة حصرية".

"سرقة جديدة"
قالت الوزارة المغربية، في معرض بيانها، إنه "لأول مرة" في تاريخ "يونيسكو"، اعتمدت اللجنة الحكومية لصون التراث غير المادي، اعتراض المغرب، و"قررت سحب صورة القفطان المغربي من الملف الجزائري"، وذلك "عقب احتجاج رسمي للوفد المغربي، والذي كان بالدلائل".
وأشار البيان إلى أن وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وبتنسيق مع المندوبية الدائمة للمغرب في "يونيسكو"، قامت بتجميع معطيات تهم القفطان المغربي، والحصول على معلومات حول الصورة المستعملة وأصلها المغربي.
وبهذا القرار الذي "يرفض إدخال صورة القفطان المغربي في ملف الجزائر نظرا لكونه لا يحترم حقوق الملكية الفكرية"، يضيف بيان الوزارة المغربية، تكون "يونيسكو" قد "أقرت بسرقة جديدة للجزائر للتراث المغربي وهي ليست المرة الأولى".

ملكية فكرية
أشارت الوزارة، في هذا السياق، إلى أنها اشتغلت على "الحد من السطو الجزائري على التراث" سواء عبر " يونيسكو" أو المكتب العالمي للملكية الفكرية بجنيف، أو عبر إرساء آلية وطنية لحماية التراث غير المادي.
ويشارك المغرب في أشغال اللجنة الحكومية لصون التراث غير المادي التابعة لمنظمة " يونيسكو " ، بوفد يترأسه سمير الدهر السفير الممثل الدائم للمغرب لدى " يونيسكو " ، ومصطفى جلوف مدير التراث الثقافي بوزارة الشباب والثقافة والتواصل.

صراع مغربي - جزائري
اندلع صراع مغربي-جزائري، في السنوات الأخيرة، على أكثر من مستوى بعد ما وصفه المغاربة بمحاولات جزائرية لـ "سرقة عناصر تراثية"، من قبيل "القفطان" و"الزليج" و"البسطيلة" و"الحريرة"، يقولون إنها من صميم الثقافة المغربية.
وعلى علاقة بالقفطان، كان متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، قد احتضن، قبل سنة ونصف سنة ، ورشة وطنية لإعداد ملف ترشيح القفطان في قائمة التراث الثقافي غير المادي ‏لـ "يونيسكو".

وجاءت هذه الورشة، بحسب بيان وقتها لوزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية، بعد أشهر قليلة من تسجيل القفطان في لائحة منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) للتراث الثقافي غير المادي. وشددت الوزارة على أنها عملت على "تهيئة الظروف التنظيمية المناسبة لإعطاء الانطلاقة الفعلية لملف ترشيح هذا العنصر لقوائم "يونيسكو"، وذلك ضمن ديناميكية ليست وليدة اليوم، بحيث إن تدبير التراث كان دوماً حاضراً في انشغالات المملكة الدائم بالتراث الثقافي المادي وغير المادي".

كما شددت الوزارة المغربية، وقتها، على أنه سيجري العمل على تسجيل مزيد من العناصر التراثية في إطار سياسة تروم "الحفاظ على التراث المغربي في ظل تنامي بعض الممارسات غير المشروعة".