إيلاف من دمشق: أعلنت فصائل سورية مسلحة، الخميس، بدء دخول أحياء مدينة حماة، الواقعة وسط البلاد، وفقا لبيان أصدره الناطق باسم ما تعرف بـ"إدارة العمليات العسكرية"، حسن عبد الغني.
وأضاف البيان: "نحقق تقدماً من عدة محاور داخل مدينة حماة، وباتجاه مركز المدينة".
ويأتي هذا التطور الميداني على الأرض بعد معارك "كسر عظم" اندلعت على مشارف حماة منذ 3 أيام، وتركزت على 3 محاور.
من جانبها، نقلت وكالة "سانا" الرسمية عن مصدر عسكري قوله: "قواتنا (التابعة للنظام السوري) العاملة في ريف حماة تخوض معارك عنيفة في مواجهة التنظيمات الإرهابية المسلحة وتكبدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد".
وأضاف المصدر: "يقوم الطيران السوري الروسي المشترك وقوات المدفعية والصواريخ باستهداف تجمعات الإرهابيين وأرتالهم في أماكن وجودهم ومحاور تحركهم، مما أسفر عن تحقيق إصابات مباشرة في صفوفهم ومقتل وجرح العشرات منهم وتدمير الكثير من عتادهم".
وكانت وسائل إعلام مقربة من النظام السوري قد ذكرت أيضا في وقت سابق الخميس، إن قوات النظام "صدت هجوما كبيرا من 3 محاور" نفذته الفصائل المسلحة، التي تتصدرها "هيئة تحرير الشام"، التي تصنفها الولايات المتحدة الأميركية جماعة إرهابية.
ولا تقل حماة السورية أهمية عن حلب التي سيطرت عليها الفصائل المسلحة قبل أسبوع، وقد تتجاوزها أيضا في هذا الجانب بناء على معطيات الميدان الحاصلة الآن والمشهد السياسي والعسكري الذي طالما عرفت به المدينة منذ عقود.
وتقع مدينة حماة وسط سوريا تقريبا، مما يجعلها نقطة وصل بين المحافظات الرئيسية، مثل دمشق، حمص، حلب، إدلب.
ويمنحها قربها من المناطق الريفية والحدود الإدارية لمحافظات مثل إدلب واللاذقية موقعا استراتيجيا، للتأثير على الكثير من الديناميكيات السياسية، والعسكرية أيضا.
علاوة على ذلك، تعد حماة رمزا للمحطات التاريخية في سوريا، خاصة بعد أحداث عام 1982.
وشكل هذا الحدث جزءا من الذاكرة الجماعية في البلاد، وأثر على المشهد السياسي السوري لعقود طويلة، كما أن الأسد الأب حرص آنذاك على إبراز سيطرته على المدينة، باعتبارها دليلا على قوته في مواجهة أي حراك من المعارضة.
التعليقات