إيلاف من بيروت: أعلنت المعارضة السورية سيطرتهم الكاملة على حمص، ثالث أكبر مدينة في سوريا، الأمر الذي يعجل بانهيار نظام الحكم بقيادة بشار الأسد.

ووصف أبو محمد الجولاني زعيم الجماعة الإسلامية المتمردة ما حدث بأنه "لحظة تاريخية" ودعا مقاتليه إلى عدم إيذاء "أولئك الذين يلقون أسلحتهم".

كما قال القيادي في المعارضة السورية حسن عبد الغني، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد، إن قوات المعارضة "حررت بالكامل" مدينة حمص بوسط سوريا.

يأتي ذلك بعد أن قال أبو محمد الجولاني ، زعيم الجماعة الإسلامية المتمردة "هيئة تحرير الشام"، وهي فرع سابق لتنظيم القاعدة، في رسالة بالفيديو يوم السبت إن المتمردين "في اللحظات الأخيرة لتحرير" مدينة حمص بوسط سوريا، ووصفها الجولاني بأنها "لحظة تاريخية" ودعا مقاتليه إلى عدم إيذاء "أولئك الذين يلقون أسلحتهم"، كما ادعى المتمردون أنهم أطلقوا سراح أكثر من 3500 سجين من سجن حمص العسكري (سجن بلوني).

قال ضابط بالجيش السوري لرويترز يوم السبت إن عشرات المقاتلين من قوات الرضوان التابعة لحزب الله فروا من حمص بعد اتخاذ قرار مع الجيش السوري بعدم إمكانية الدفاع عن المدينة بعد الآن.

القوات السورية تنسحب
وانسحبت قوات الحكومة السورية من مدينة حمص الرئيسية، اليوم السبت، بعد أقل من يوم من القتال، تاركة حكم الرئيس بشار الأسد المستمر منذ 24 عاما معلقا بخيط رفيع مع تقدم مقاتلي المعارضة أيضا نحو العاصمة دمشق.

ومنذ اجتياح مقاتلي المعارضة حلب قبل أسبوع، انهارت دفاعات الحكومة بسرعة مذهلة، حيث استولى مقاتلو المعارضة على سلسلة من المدن الكبرى وأشعلوا التمرد من جديد في أماكن بدت وكأنها ماتت منذ فترة طويلة.

ويشكل سقوط حمص والتهديد الذي تتعرض له العاصمة الآن خطراً وجودياً مباشراً على حكم أسرة الأسد المستمر منذ خمسة عقود في سوريا واستمرار نفوذ داعمها الإقليمي الرئيسي، إيران.

وقال أقوى زعماء المتمردين أبو محمد الجولاني في بيان إن المتمردين على وشك الاستيلاء على البلاد بأكملها وأن "نهاية النظام المجرم قريبة".

حافة الانهيار
وقال مسؤولون أجانب لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويتهم إن حكومة الأسد ربما تكون على وشك الانهيار.

وحدد مسؤول أمريكي الإطار الزمني المحتمل بما بين خمسة وعشرة أيام بينما قال آخر إن الأسد قد يطيح به في الأسبوع المقبل. واتفق مسؤول غربي مع التقييم الأخير.

والسيطرة على حمص، وهي مفترق طرق مهم بين العاصمة والبحر الأبيض المتوسط، تعزل دمشق عن المعقل الساحلي للأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد، وعن القاعدة الجوية والبحرية الروسية.

وقال ضابط كبير بالجيش السوري إن الجيش السوري وقادة أمنيين غادروا حمص يوم السبت بطائرة هليكوبتر إلى الساحل بينما كانت قافلة عسكرية كبيرة على الأرض. وقال المتمردون إنهم دخلوا وسط المدينة، وقال سكان إن الآلاف تدفقوا إلى الشوارع هناك للاحتفال.

اطلاق سراح آلاف المعتقلين
وقال سكان حمص والمتمردون إن المسلحين سيطروا على السجن المركزي ويطلقون سراح آلاف المعتقلين. وقال سكان إن أفراد أمن الدولة والمخابرات أخلوا مكاتبهم بعد حرق أوراق.

وقال مقاتلو المعارضة إن مقاتلي المعارضة سيطروا على الجنوب الغربي بأكمله تقريبا خلال 24 ساعة وإنهم تقدموا إلى مسافة 30 كيلومترا من دمشق مع تراجع القوات الحكومية.

دمشق.. المعركة الأخيرة
وفي مؤشر على احتمال حدوث انتفاضة في العاصمة خرج المتظاهرون إلى الشوارع في عدة ضواحي دمشق ومزقوا ملصقات الأسد وهدموا تمثالا لوالده الرئيس السابق حافظ الأسد دون أن ينازعها الجيش أو الشرطة. وقال سكان إن بعضهم انضم إليهم جنود ارتدوا ملابس مدنية وفروا من الخدمة.

ومع ذلك، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن الأسد لا يزال في دمشق، وقال الجيش إنه يعزز تعزيزاته حول العاصمة والجنوب.