رئيس الوزراء البريطاني يشدد على أهمية الروابط الاقتصادية الخليجية لدعم خطط التغيير المحلي.


إيلاف من لندن: صرّح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بأن شمال إنجلترا سيكون المستفيد الأكبر من توثيق العلاقات التجارية مع المملكة العربية السعودية. وجاءت تصريحاته في تقرير نشرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، حيث أشار إلى أن زيارته للخليج تستهدف دعم خطته للتغيير من خلال بناء روابط اقتصادية متينة.
وقال ستارمر: "أجندتي الدولية تبدأ من الداخل"، مؤكدًا أن الفوائد الاقتصادية الناتجة عن التعاون الدولي يجب أن تُترجم إلى تأثيرات إيجابية ملموسة في جميع أقاليم وأمم المملكة المتحدة.

يزور ستارمر الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية اليوم في محاولة لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدولتين الخليجيتين.

صفقة رئيسية في مانشستر
في إطار تعزيز التعاون الاقتصادي، أعلنت شركة "جرافين إنوفيشن مانشستر" عن إطلاق أول منتج تجاري في العالم لألياف الكربون المخصب بالجرافين. تُعتبر هذه المادة المتقدمة مستدامة بيئيًا، وستُستخدم في مشروع "نيوم" السعودي الذي يهدف إلى بناء منطقة حضرية ضخمة. يشمل المشروع الضخم المعروف باسم "ذا لاين" إنشاء مدينة طولية تمتد لأكثر من 100 ميل.

وتشير التقديرات إلى أن الصفقة قد تؤدي إلى استثمار حوالى 250 مليون جنيه إسترليني في مركز للأبحاث والابتكار في مانشستر الكبرى، وتوفير أكثر من 1,000 وظيفة تتطلب مهارات عالية. هذا التطور يعكس استراتيجية الحكومة البريطانية في التركيز على القطاعات ذات التكنولوجيا المتقدمة، مما يفتح المجال لتعاون أعمق بين الشركات البريطانية والسعودية في مشاريع ذات قيمة مضافة.

كما يأمل السير كير في تعزيز العلاقات الوثيقة بين نيوكاسل والمملكة العربية السعودية، التي تمتلك نادي كرة القدم في المدينة الإنجليزية. وستتعاون بريطانيا مع السعودية لإنشاء معهد دولي للهيدروجين النظيف، بدعم من مجموعة من الجامعات، بما في ذلك جامعة نيوكاسل.
وقال ستارمر إنه "يجب أن تشعر كل رقعة من المملكة المتحدة بتأثير خطتنا للتغيير، ولهذا السبب أنا في الخليج لتعزيز العلاقات التي تدعم مهمتنا للنمو في كل ركن من أركان البلاد".

الأجندة الدولية تخدم التنمية المحلية
وأكد ستارمر على ضرورة أن تؤدي الدبلوماسية الاقتصادية إلى نتائج ملموسة داخل البلاد. وقال في تصريحاته: "أنا عازم على ضمان أن تؤدي الدبلوماسية الدولية إلى دفع النتائج المحلية، سواء كان ذلك من خلال مناقشة كيفية دعم التغيير في المملكة المتحدة أو دعم الصفقات التجارية التي تخلق فرص العمل".

وأوضح أن زيارته للخليج ليست مجرد خطوة لتعزيز العلاقات الدولية، بل تأتي ضمن خطة أوسع تهدف إلى تحقيق نمو شامل في كل ركن من أركان المملكة المتحدة.

السعودية والإمارات: شريكان استراتيجيان
وزور ستارمر الإمارات والسعودية اليوم الاثنين. وتهدف الجولة إلى تقوية العلاقات الاقتصادية مع البلدين، اللذين يعتبرهما شريكين استراتيجيين في تعزيز الاستثمار المتبادل وفتح أسواق جديدة للشركات البريطانية.

وأشار ستارمر إلى أن تعزيز الروابط التجارية مع الخليج جزء من رؤية شاملة للنمو تعتمد على شراكات متينة تضمن تأثيرًا اقتصاديًا إيجابيًا على الأقاليم البريطانية كافة.

رؤية شاملة للنمو والتعاون
ويرى ستارمر أن بناء الشراكات الدولية مع دول مثل السعودية يعزز الأهداف الاقتصادية للحكومة البريطانية. فالتركيز على القطاعات المتقدمة، مثل تكنولوجيا المواد، يساعد على تنشيط الاقتصاد المحلي ويدعم الطموحات الوطنية في تحقيق التنمية المتوازنة بين مختلف المناطق.

وقال ستارمر: "أجندتي الدولية ليست منفصلة عن أهدافنا المحلية، بل هي مكملة لها، حيث تبدأ من الداخل وترتد بالنفع على جميع من فيه".

* أعدت إيلاف هذا التقرير عن صحيفة إندبندنت البريطانية. المصدر