أوقفت عدد من الدول الأوروبية، بما في ذلك المملكة المتحدة، النظر في طلبات اللجوء للسوريين، بعد سقوط الرئيس السابق بشار الأسد.

كما أوقفت الحكومة المؤقتة في النمسا جميع طلبات اللجوء من السوريين، وتقول إنها تضع خططاً لإعادة الأشخاص أو ترحيلهم إلى وطنهم، مبررة قولها بأن الوضع في البلاد قد تغير بشكل أساسي.

وقالت ألمانيا، التي تأوي مليون سوري، والمملكة المتحدة، وفرنسا، واليونان، إنها ستوقف قرارات اللجوء في الوقت الحالي.

ومن المحتمل أن تترك هذه الخطوات الآلاف من السوريين في حالة من الغموض، بعد انهيار نظام الأسد بعد 50 عاماً من الحكم.

وقال المستشار النمساوي كارل نيهمر، المحافظ المتشدد في التعامل مع ملف الهجرة، في منشور على موقع "إكس"، إن الحكومة "ستدعم جميع السوريين الذين وجدوا ملجأ في النمسا ويريدون العودة إلى وطنهم".

وأضاف أن "الوضع الأمني ​​في سوريا يجب إعادة تقييمه أيضاً من أجل جعل عمليات الترحيل ممكنة مرة أخرى في المستقبل".

وفي بيان لها، قالت وزارة الداخلية النمساوية "إن الوضع السياسي في سوريا تغير بشكل أساسي، وقبل كل شيء، بسرعة في الأيام الأخيرة".

ويعيش حوالي 95 ألف سوري في النمسا، وصل العديد منهم خلال أزمة المهاجرين في عامي 2015 و2016. وقد زادت الردود العكسية ضدهم من دعم اليمين المتطرف والمحافظين في النمسا.

وأوقف المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في ألمانيا جميع الطلبات المعلقة من طالبي اللجوء السوريين.

ويقول المسؤولون إن الوضع السياسي في سوريا غير مؤكد إلى حد كبير، لدرجة أنه من غير الممكن التوصل إلى قرار سليم بشأن ما إذا كانت البلاد آمنة أم لا.

وفي الوقت الحالي، ينتظر 47270 سورياً في ألمانيا إجابة على طلبات اللجوء الخاصة بهم. ولا يتأثر أولئك الذين حصلوا بالفعل على اللجوء.

وتضم ألمانيا أكبر عدد من الجاليات السورية خارج الشرق الأوسط، حيث يعيش حوالي مليون سوري في ألمانيا، يصنف حوالي 700 ألف منهم كلاجئين.

وأكدت وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر، أن المملكة المتحدة "أوقفت قرارات اللجوء بشأن الحالات القادمة من سوريا بينما تقوم وزارة الداخلية بمراجعة ومراقبة الوضع الحالي".

وقالت كوبر إن الوضع في البلاد "يتحرك بسرعة كبيرة بعد سقوط نظام الأسد"، وأضافت أن بعض الأشخاص بدأوا فعلا بالعودة إلى سوريا.

وبين عامي 2011 و2021، مُنح أكثر من 30 ألف سوري حق اللجوء في المملكة المتحدة.

وقد أعيد توطين معظم هؤلاء بموجب مخططات إنسانية وجاءوا مباشرة من بلدان أخرى فروا إليها، مثل تركيا ولبنان.

أما في عام 2019، قُدِّر أن حوالي 47 ألف سوري كانوا يعيشون في المملكة المتحدة، ولكن يُعتقد أن هذا العدد انخفض منذ ذلك الحين إلى حوالي 30 ألفاً.

وفقاً لوكالة رويترز للأنباء، تعمل فرنسا على سياسة مماثلة لتلك التي طرحتها ألمانيا، ومن المتوقع صدور قرار في الساعات القليلة المقبلة.

وفي الوقت نفسه، عاد آلاف السوريين المنفيين في لبنان والأردن إلى ديارهم، ولكن على الحدود اللبنانية، كان التدفق في كلا الاتجاهين.

وقال مراسل بي بي سي هناك إن عدداً متزايداً من السوريين يحاولون الدخول إلى لبنان، مما دفع الجيش اللبناني إلى تعزيزات.

وقال إن البعض يخشون زيادة الفوضى أو الجريمة في وطنهم، رغم أنهم يقولون أيضاً إنهم تلقوا تطمينات بأن هذا لن يحدث.

ويستضيف لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري، لكنه شدد القواعد الخاصة بدخولهم إلى البلاد.