لبنان مجددًا في دوامة التعطيل الحكومي! نواف سلام يواجه تصعيدًا مسيحيًا حادًا بعد منحه امتيازات للثنائي الشيعي، وسط ضغوط دولية وحسابات أميركية متشابكة. فيما تستعد قطر لدخول المشهد، يبقى السؤال: هل تولد الحكومة أم يسقط سلام في فخ التوازنات؟
إيلاف من بيروت: يواجه رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، نواف سلام، تعقيدات كبرى في تشكيل حكومته، وسط صراعات سياسية بين القوى المختلفة. القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، اللذان منحا أصوات كتلتيهما لسلام لتكليفه، يعارضان بشدة آلية التشكيل، إذ يرفض سلام منحهم الحق في تسمية وزراء حزبيين، في حين وافق على الأسماء التي اقترحها الثنائي الشيعي، ومنح وزارة المالية للوزير السابق ياسين جابر.
تصعيد مسيحي ضد سلام
القوات اللبنانية ترفع سقف اعتراضاتها، معتبرة أن الثنائي الشيعي حصل على مطالبه رغم عدم منحه أي صوت لسلام، فيما يتم استبعادها من التشكيلة الحكومية. إذا قررت القوات عدم المشاركة والانتقال إلى المعارضة، ستتعقد الأمور أكثر، إذ سيتم تصوير الحكومة بأنها لا تعكس توازنات الداخل اللبناني.
في المقابل، تصاعدت مطالب داخلية بعدم تمثيل حزب الله في الحكومة، تحذيرًا من أن مشاركته قد تؤدي إلى حجب المساعدات الخارجية. سلام أكد أن الوزراء الشيعة في حكومته ليسوا منخرطين تنظيميًا في حزب الله أو حركة أمل، بل تم اختيارهم بشكل مستقل.
الموقف الأميركي وتأثيره على الحكومة
تتقاطع الحسابات الداخلية مع تطورات الموقف الأميركي، حيث تتبلور رؤية موحدة بين الجمهوريين والديمقراطيين لضرورة التصدي لحزب الله ومنع إعادة تسليحه. لكن بينما يفضل الديمقراطيون احتواءه سياسيًا، يتبنى فريق ترامب والجمهوريون موقفًا أكثر تشددًا يدعو إلى مواجهته عسكريًا وإخراجه من المعادلة السياسية اللبنانية.
في ظل هذا التباين، برزت تقارير عن إشارات إيجابية تلقاها الرئيس السابق نجيب ميقاتي من المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، حول قبول واشنطن بانخراط حزب الله سياسيًا في الحكومة. لكن مع تصاعد نفوذ الجمهوريين، يبدو أن هذا التوجه سيتغير لصالح تصعيد المواجهة.
دور قطر وتحركاتها الدبلوماسية
وسط هذا المشهد، يصل رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إلى بيروت غداً الثلاثاء للقاء المسؤولين اللبنانيين. تسعى قطر إلى تقديم دعم اقتصادي للبنان في هذه المرحلة الحرجة، ومن المتوقع أن يوجه دعوة رسمية إلى رئيس الجمهورية جوزيف عون لزيارة الدوحة، في خطوة تحمل أبعادًا سياسية واقتصادية مهمة.




















التعليقات