إيلاف من القاهرة: تشتهر إسرائيل بتقدمها الكبير في مجال الأمن المعلوماتي، أو ما يسمى بـ"الأمن السيبراني"، وتبلغ استثمارات تل أبيب في هذا المجال الحيوي ما يقرب من 4 مليارات دولار وفقاً لاحصائيات عام 2024، وعلى الرغم من ذلك تعاني إسرائيل من هجمات واختراقات لأمنها المعلوماتي من عدة دول أهمها إيران.

ما حدث الأحد قد يشكل نقطة تحول جديدة في ظل توتر العلاقات حالياً بين القاهرة وتل أبيب، فقد اخترق أحد القراصنة المصريين ويدعى أحمد عثمان البث المباشر للقناة 14 الإسرائيلية وبث عليها النشيد الوطني المصري ورسالة حول استنكار لتهجير سكان غزة.

وبالطبع لم يكن هناك تصريح من أي جهة أن ما فعله الهاكر المصري تم بصورة مؤسسية عن طريق أي مؤسسة مصرية رسمية، والأقرب أن ذلك حدث بمباردة شخصية من الهاكر المصري، وعلى الرغم من كل ذلك، إلا أنه يشكل نقطة تحول في امكانية دخول بعض المتخصصين المصريين في هذا الصراع، والعمل على اختراق الأمن المعلوماتي الإسرائيلي بالطريقة الإيرانية.

ووفقا لفيديو متداول ظهر على الشاشة شريط كتب عليه تم تسجيل الدخول بواسطة الهاكر المصري أحمد عثمان.

كما ظهر على الشريط السفلي لشاشة القناة عبارة تتضمن "نرفض تهجير سكان غزة من أرضهم.. ستبقى فلسطين حرة".

ماذا كتب الهاكر المصري؟
وبث الهاكرز المصري صورة العلم المصري ورسالة في شريط الأخبار قال فيها: "نرفض تهجير سكان غزة من أرضهم"، وذلك بعد الرفض العربي الواسع لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن.

وتفاعل أحد المستخدمين لمنصة "اكس" مع المشاهد المتداولة للهاكر المصري على شاشة القناة 14 الإسرائيلية وكتب قائلا: "هاكر مصري اخترق قناة إسرائيلية وقت ما كان بن غفير بيهلفط ونزل شريط اخبار لا لتهجير الفلسطينيين وبعدها نشيد بلادي بلادي بلادي لكي حبي وفؤادي.. عاش يا مصريين".

وتفاعل مستخدم أخر وكتب على حسابه: "مصري يخترق قناة إسرائيلية ويضع عليها النشيد الوطني لـ مصر.. و كتب في الشريط نرفض تهجير أهل غزة من ارضهم".

ونشر أحد المستخدمين المصريين تدوينة قصيرة عبر منصة "اكس" قال فيها" نرفض تهجير أهل غزة من أرضهم.. هاكرز مصريون يقومون بقطع بث القناة الإسرائيلية 14 وبث النشيد الوطني المصري مع شعارات تؤكد رفضهم لطرد الفلسطينيين من غزة".

الإيرانيون واختراق ملفات إسرائيل
وتزامنت عملية الهاكر المصري على القناة 14 الإسرائيلية مع نشر تقارير عبرية عن سيطرة قراصنة إيرانيين مرتبطين بأجهزة المخابرات الإيرانية باسم "حنظلة" على بيانات هامة من الشرطة الإسرائيلية تقدر بـ 2.1 تيرابايت من المواد وفق القناة 12 العبرية.

وقد أعلنت مجموعة "حنظلة"، المرتبطة بالاستخبارات الإيرانية اختراق أنظمة الشرطة الإسرائيلية، مدعية أنها حصلت على 2.1 تيرابايت من المعلومات الحساسة التابعة لهذه المؤسسة. ونشرت رسالة عبر قناتها على "تليغرام" ذكرت فيها أن "هذه المعلومات تشمل ملفات شخصية، ومخزون الأسلحة، وملفات طبية ونفسية، وملفات قضائية، ورخص أسلحة، ومستندات هوية".

وزعمت مجموعة القرصنة هذه أيضًا أنها استخرجت 350 ألف وثيقة وقامت بنشرها للوصول العام، وفقاً لتقرير شبكة RT الروسية.

وردت الشرطة الإسرائيلية على هذه الادعاءات، مؤكدة أن "استخدام أو نشر المعلومات الشخصية أو المعلومات، التي تم الحصول عليها بشكل غير شرعي، يعد انتهاكًا للقانون".

ولم تكن هذه هي المرة الأولى، التي تدعي فيها "حنظلة"، اختراق أنظمة حكومية إسرائيلية. ففي السنوات الأخيرة، نفذت المجموعة عدة هجمات سيبرانية ضد إسرائيل، وتبنت مسؤولية عدة اختراقات كبيرة لأنظمة حكومية وأمنية في تل أبيب.

وفي هجمات سابقة، ادعت "حنظلة" اختراق أنظمة وزارة الدفاع الإسرائيلية، وشركات سيبرانية وبنوك إسرائيلية، إلا أن السلطات الإسرائيلية نفت هذه الادعاءات، أو قللت من أهميتها.

كما أظهرت تحقيقات أجرتها شركة أمن سيبراني، في إبريل (نيسان) 2024، أن إيران ضاعفت عدد هجماتها ضد إسرائيل. ووفقًا لتقديرات خبراء شركة "تشيك بوينت"، فقد نفذت مجموعات قرصنة تابعة للحرس الثوري الإيراني ووزارة الاستخبارات الإيرانية أكثر من ألفي هجمة قرصنة مختلفة ضد إسرائيل، خلال فترة زمنية قصيرة.

وتشمل أهداف هذه الهجمات الكليات الجامعية والمنظمات الحكومية الإسرائيلية. وأكدت "تشيك بوينت" أن إسرائيل تتعرض لهجمات سيبرانية أكثر بنسبة 30 في المائة، مقارنة بأي دولة أخرى في العالم.

وأظهرت الإحصائيات، التي تم جمعها حول نشاط قراصنة الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات الإيرانية، أنه تم تنفيذ نحو 2100 هجمة مختلفة في أسبوع واحد، من قِبل عناصر تابعين لهما ضد إسرائيل. بينما بلغ عدد العمليات السيبرانية لهاتين المؤسستين في أسبوع سابق 1000 هجمة