إيلاف من برلين: هل تتحول غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" أم أن المقترح مجرد "خطابة سياسية"؟ التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن قطاع غزة فجّرت موجة انتقادات حادة، كان أبرزها من المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي وصف الخطة بأنها "فضيحة" وخرق للقانون الدولي، مؤكدًا أن إعادة توطين السكان بالقوة أمر مرفوض تمامًا.

انتقادات لاذعة من برلين
خلال مناظرة تلفزيونية بُثّت مساء الأحد على قناتي "إيه آر دي" و"زد دي إف"، شدد شولتس على أن اقتراح ترمب يتجاهل الحقائق على الأرض، قائلًا: "إعادة توطين السكان أمر غير مقبول ويخالف القانون الدولي". ولم يخفِ المستشار الألماني امتعاضه من المصطلح الذي استخدمه ترمب، مضيفًا: "تسمية غزة بـ’ريفييرا الشرق الأوسط‘ أمر فظيع، بالنظر إلى الدمار الهائل الذي لحق بالقطاع".

منافس شولتس السياسي، فريدريش ميرتس، المنتمي للتحالف المسيحي، لم يبتعد كثيرًا عن موقفه، حيث أقرَّ بأن التصريحات الأميركية "جزء من سلسلة مقترحات مُزعجة"، لكنه دعا إلى انتظار رؤية التفاصيل التنفيذية، متوقعًا أن يكون في الأمر "كثير من الخطابة السياسية".

واشنطن تقلل من وقع التصريحات
التصريحات المثيرة للجدل جاءت الأسبوع الماضي عندما أعلن ترمب، خلال لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أن الولايات المتحدة ستفرض "سيطرة" على قطاع غزة، وستحوّله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط". وبحسب المقترح، سيتم توطين سكان القطاع في دول عربية أخرى بالمنطقة، وهي فكرة أثارت غضبًا واسعًا على المستويين الإقليمي والدولي.

وفي مواجهة ردود الفعل القوية، سارعت واشنطن إلى التراجع جزئيًا عن حدة الطرح، حيث خففت الحكومة الأميركية لاحقًا من وقع تصريحات ترمب، دون تقديم تفاصيل واضحة حول نواياها الفعلية تجاه غزة.

وكان ترامب عرض الثلاثاء مقترحا يقضي بسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة ونقل سكانه إلى الأردن أو مصر.

من جانبه، اعتبر ميرتس أن هذا السيناريو يندرج في إطار "سلسلة مقترحات تصدر عن الحكومة الأميركية"، وأضاف "يتعين الانتظار لتبيان ما هو جاد حقا وكيف سيتم تنفيذ ذلك". وأكد ترامب يوم الأحد، أنه ملتزم بشراء غزة وامتلاكها وربما يعطي أجزاء منها لدول أخرى في الشرق الأوسط لبنائها.

وأضاف ترامب في تصريحات للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية: "سأحول غزة إلى موقع جيد للتنمية المستقبلية".
وتابع قائلا: "سأهتم بالفلسطينيين وسأتأكد من أنهم لن يقتلوا".
وأشار إلى أنه سيبحث "حالات فردية لسماح للاجئين فلسطينيين بدخول الولايات المتحدة الأميركية".
وأدان عزت الرشق العضو بالمكتب السياسي لحركة "حماس" تصريحات ترامب بشأن "شراء وتملك" غزة.
ووفق الرشق فإن الفلسطينيين سيفسدون كل الخطط الرامية لتهجيرهم.
وشدد على أن غزة "ليست عقارا يُباع ويُشترى، وهي جزء لا يتجزأ من أرضنا الفلسطينية المحتلة".
واستنكر الرشق "تصريحات ترامب بشأن شراء وامتلاك غزة"، واصفا إياها بأنها "عبثية وتعكس جهلا عميقا بفلسطين والمنطقة".