إيلاف من القاهرة: في عصر السوشيال ميديا أصبح للحروب نجومها الذين لا يحملون البندقية، بل يفعلون كل شئ بسلاح أشد فتكاً وتأثيراً وهو الهاتف المزود بالانترنت ومنصات السوشيال ميديا، أحد هؤلاء هو المصور والصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي البالغ 26 عاماً، الذي يراه الجانب العربي والفلسطيني بطلاً، فيما تؤكد إسرائيل أنه مجرد كاذب، يبحث عن التفاعل على حساب الحقائق المجردة على الأرض.
طوال الحرب بين إسرائيل وحماس، استخدم صالح الجعفراوي شهرته على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر منشورات حول حرب غزة، وكما تقول إسرائيل فهو كاذب ومدعي، وأشاد بحماس وبمذبحة السابع من تشرين الأول (أكتوبر).
وقد قامت شركة ميتا بحظر حساب المؤثر الغزي صالح الجعفراوي المعروف على الإنترنت باسم "السيد فافو" على موقع إنستغرام يوم السبت، وهو الذي كان لديه ملايين المتابعين عبر هذا الحساب، ولكنه لايزال نشطاً في منصاته الأخرى ومنها يوتيوب (نصف مليون متابع) وتويتر (عشرات الآلاف من المتابعين) وغيرها من منصات السوشيال ميديا.
وأفادت تقارير أن الجعفراوي افتتح حسابًا جديدًا على موقع إنستغرام بعد حظر موقع ميتا.
اكتسب الجعفراوي شعبية سريعة بعد أن تحولت مقاطع فيديو له من غزة إلى تحقيق مشاهدات قياسية، ولكنه فيما بعد وفقاً لتقارير إسرائيلية بدأ ف الشكوى، قائلاً إنه يخشى على حياته عندما بدأت إسرائيل في الرد عليه.
المنشورات السابقة
منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، ظهر الجعفراوي في العديد من مقاطع الفيديو الدعائية الغزية متنكراً في هيئة جراح، و"مقاتل من أجل الحرية"، وجثة تتحرك بشكل مريب، وأكثر من ذلك، وفقاً لتقرير "جيروزاليم بوست".
ورغم تواجده الدائم على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تم إدراج الجعفراوي كشهيد في مواقع عدة، وهي المعلومة التي اتضح عدم صحتها فيما بعد.
ويظهر اسمه على الموقع كصحفي، ويشير نعيه إلى أنه قُتل بعد غارة إسرائيلية على مستشفى الشفاء.
وفي منشور له على موقع تويتر في كانون الثاني (يناير)، شارك صورة لنفسه وهو جالس على أريكة، مع تعليق يقول: "أنا فخور بأنني تشرفت بالجلوس على نفس الأريكة التي استشهد عليها السنوار".
وفي شتاء 2023، نشر حساب على موقع "X" تديره وزارة الخارجية الإسرائيلية منشورا بشأن تصرفات الجعفراوي، مشيرا إلى أنه "ليس سوى مثال واحد على كيفية استخدام حماس لوسائل التواصل الاجتماعي لنشر معلومات مضللة وتشكيل روايات كاذبة تتعلق بغزة".
قصة الجعفراوي
مع بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، عمل الصحفي والناشط صالح الجعفراوي على تغطية القصف والمجازر التي يخلفها جيش الاحتلال الإسرائيلي في القطاع المحاصر، ونقل الصورة إلى العالم.
ومنذ ذلك الوقت سعت حسابات إسرائيلية لاغتيال صالح معنوياً والنيل منه؛ ففي السابق طالبت حسابات إسرائيلية بوضعه على قائمة الاغتيال، وحسابات أخرى كانت تنشر أخبارا عن خروجه خارج غزة، ونشر حساب إسرائيلي معروف عبر منصة إكس لإيلي ديفيد تدوينه ادعى فيها أن الجعفراوي كان يعمل مع إسرائيل بقوله: "يمكن الكشف الآن عن أن الجعفراوي كان عميلا إسرائيليا وزود إسرائيل بمعلومات قيمة"، وأضاف: "شكرا لك شاليف ياريف (الاسم السري "لصالح الجعفراوي") على خدمتك لإسرائيل".
وبدأت حسابات إسرائيلية وعربية وبالتفاعل مع التدوينة، ليخرج صالح الجعفراوي بمقطع فيديو عبر حسابه على إنستغرام يرد فيه على الادعاء بالقول: حاليا تشن قنوات ومنصات إعلامية عبرية حملة تشويه ضخمة ضدي، وهذه المرة يدعون أني عميل سري لدى ما يسمى إسرائيل. ويضيف الجعفراوي: "الله يطول بعمري وأظل فاضحكم".
وقال الجعفراوي في الفيديو من قلب قطاع غزة: الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية حرب غزة اعتمد حملات لتشويه صورتي، وآخر مرة هي الحملة الأكبر والأضخم؛ وهي اتهام إسرائيل بأنني عميل لصالحهم، وحصد الفيديو أكثر من ملايين المشاهدات منذ أن نشره الجعفراوي عبر حسابه.
وتفاعل رواد منصات التواصل مع القضية، وقالوا إن حسابات إسرائيلية أخرجت كذبة أبريل عن الناشط والصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي أنه جاسوس وعميل لصالح الاحتلال، من أجل تشويه سمعته لأنه يوثق جرائمهم بحق أهالي غزة.
وأشار آخرون إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتبع أسلوبا جديدا من خلال إعلامه والحسابات على منصات التواصل عن طريق تشويه سمعة ناقلي الصورة والصحافة الفلسطينية من غزة بعد فشلها في الترويج لحربهم.
وقال مدونون إن لدى إسرائيل وحدة في الاستخبارات وهي وحدة "8200" من ضمن فلسفتها شيطنة الشخصيات الاعتبارية، وتقوم بنشر الأكاذيب عنهم بأنهم على ارتباط بدولة الاحتلال أو يخدمون أجندتها في المنطقة.
التعليقات