الأربعاء: 2006.10.01

الآمال التي تعلقها إسرائيل على مصر في مسألة ضبط الحدود، وتطورات الأزمة السياسية الفلسطينية، وتصريحات خافيير سولانا quot;المثيرة للغضبquot;، ثم التساؤل حول صعود قوة quot;حزب اللهquot; في لبنان... قضايا نعرض لها ضمن جولة سريعة في الصحافة الإسرائيلية.

quot;التعهدات المصريةquot;:

خصصت صحيفة quot;هآرتسquot; افتتاحيتها ليوم أمس الثلاثاء للحديث عن انزعاج إسرائيل مما يجري على الحدود بين قطاع غزة ومصر وشعورها بالخيبة إزاء القصور الواضح، كما تقول، في الدور المصري لجهة منع تهريب الأسلحة وضبط الحدود. وترى الصحيفة أن أهم موضوعين تنتظرهما إسرائيل من مصر حالياً هما المساعدة في إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المختطف quot;جلعاد شاليتquot;، وإغلاق الحدود مع قطاع غزة ووضع حد لتسرب الأسلحة والأشخاص. لكن إذا استمرت السلطات المصرية في تبني خطاب مهادن تجاه الفلسطينيين وأصرت على تصرفها اللين فيما يتعلق بمسألة الحدود، فإن إسرائيل لن تجد أمامها سوى العودة مجدداً إلى غزة، والدفع بقواتها إلى المناطق الفلسطينية المتاخمة للحدود المصرية، ما قد يثير حفيظة السلطات في القاهرة، ويؤدي إلى توتر العلاقات بين البلدين. ويبدو أن الصحيفة تسعى لتبرير مثل هذه الخطوة بإشارتها إلى الملحق الأمني لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، الذي ينص على حق الدولة العبرية في الاحتفاظ بقوات عسكرية في منطقة رفح، ومن البحر إلى كريم شالوم. وحسب الصحيفة، إذا كانت إسرائيل قد تخلت عن هذا الحق بعد انسحابها من قطاع غزة وسلمته للسلطتين الفلسطينية والمصرية، فإن استمرار تدفق الأسلحة إلى القطاع، قد يرغم إسرائيل على الرجوع إلى الحدود. وتحمل الصحيفة مسؤولية ضبط الحدود إلى السلطات المصرية التي تتهمها بالعجز، والتهاون في مراقبتها وكأنها تجد متعة في رؤية إسرائيل تتخبط في وضع غير مريح مع الفلسطينيين، يدفع ثمنه الأبرياء من كلا الشعبين.

quot;الطريق نحو القضاء على الإرهابquot;:

بهذا العنوان استهل الكاتب والمعلق الإسرائيلي quot;داني روبنشتاينquot; مقاله ليوم الاثنين في صحيفة quot;هآرتسquot; متناولاً الجهود الحثيثة الجارية على قدم وساق للخروج من الأزمة السياسية داخل الأراضي الفلسطينية والتوصل إلى اتفاق حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. فبعد نجاح حركتي quot;فتحquot; وquot;حماسquot; في تفادي حرب أهلية إثر تراجع الرئيس محمود عباس عن إصدار أوامره بحل الحكومة ونشر القوات التابعة له في قطاع غزة يقول الكاتب: إن الأجواء حافلة بالاقتراحات المتنوعة. وفي هذا السياق من المنتظر أن يقوم خالد مشعل بزيارة إلى القاهرة مصحوباً بوفد سوري للسماح بإطلاق الجندي quot;جلعاد شاليتquot; مقابل الإفراج عن ألف أسير فلسطيني. ومن المتوقع أيضاً أن يزور وفد قطري القاهرة لطرح برنامج سياسي متفق عليه، يكون بمثابة الأرضية لتشكيل الحكومة الفلسطينية المقبلة، ويستند في مجمله الى وثيقة الأسرى. ورغم عدم إشارة الاتفاق المقرر التوصل إلى الاعتراف بإسرائيل، فإنه يشدد على قبول الاتفاقات السابقة مع الدولة العبرية. ويفترض من الحكومة الجديدة حسب الكاتب أن تتشكل من تكنوقراط يمثلون مختلف الفصائل الفلسطينية مع احتمال تولي رجل الأعمال الفلسطيني منير المصري رئاستها. ومع ذلك لا يعتقد الكاتب أن يساهم قيام حكومة جديدة في وضع حد للعنف الفلسطيني ما لم تعالج الجذور الكامنة وراءه والمتمثلة في الظروف الاقتصادية الصعبة.

quot;آمال واهية معلقة على حماسquot;:

انتقدت quot;جيروزاليم بوستquot; في افتتاحيتها ليوم الأحد الماضي التصريحات التي أدلى بها quot;خافيير سولاناquot;، المنسق الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، في حوار أجرته معه الصحيفة أثناء زيارته لإسرائيل في الأسبوع الماضي. الصحيفة تركز على مجموعة من القضايا التي أثارها سولانا مثل اعتراضه على السياسة الإسرائيلية القاسية في التعامل مع الفلسطينيين، حيث اعتبر أن تركيز إسرائيل على الأمن على حساب الحل السياسي أدى إلى تقويض الأمن ذاته، كما أشار إلى العمليات العسكرية التي غالباً ما تأتي بنتائج عكسية. وترجع الصحيفة هذه الملاحظات التي أبداها quot;خافيير سولاناquot; إلى الاختلاف في الرؤى بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي والناتجة بدورها عن افتراق المصالح بين الطرفين. فبينما تسعى إسرائيل، حسب الصحيفة، إلى حماية مواطنيها والحفاظ على أمنها، لا يرى الاتحاد الأوروبي في إجراءات أخرى مثل بناء السور العازل سوى قضم للأراضي الفلسطينية. وتنتقد الصحيفة أيضاً تعليقات quot;سولاناquot; بخصوص حركة quot;حماسquot; التي عندما سئل عن مواقفها المتعنتة أجاب بأن هدفها النهائي هو تحرير الفلسطينيين، مؤكداً أن تحولها عن مواقفها الحالية وتبنيها الأسلوب السلمي هي مسألة وقت ليس إلا. وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، فقد جاء رد المنسق الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية مخالفاً لتوقعات إسرائيل عندما ذكر للصحيفة أن إيران لم تتجاوز بعد الخط الأحمر، رغم تصريحات الرئيس محمود أحمدي نجاد الداعية إلى القضاء على إسرائيل.

quot;هل يصبح حسن نصر الله رئيساً للوزراء في لبنان؟quot;:

سؤال طرحته صحيفة quot;يديعوت أحرنوتquot; في حوارها الذي أجرته يوم السبت الماضي مع الدكتور quot;بواز جانورquot;، المدير التنفيذي لـquot;المعهد الدولي للسياسات ومكافحة الإرهابquot;. فرداً على سؤال طرحته عليه الصحيفة عن تنامي قوة quot;حزب اللهquot; في لبنان، واحتمال صعود أمينه العام إلى السلطة ذكر quot;بواز جانورquot; بصعوبة تحقيق ذلك في الوقت الراهن بالنظر إلى بنود اتفاق الطائف، الذي ينص على تولي رئاسة الجمهورية شخصية مارونية، ورئاسة الحكومة شخصية سنُية، فيما يتولى رئاسة المجلس التشريعي شخصية شيعية. غير أنه أكد من جهة أخرى احتمال حدوث ذلك خلال الخمس سنوات المقبلة نظراً للقوة التي باتت تتمتع بها الطائفة الشيعية في البلاد بعد حرب quot;حزب اللهquot; الأخيرة مع إسرائيل وتغير المعطيات الديموغرافية لصالح الشيعة. وبخصوص هدف quot;حزب اللهquot; من صعوده إلى السلطة يقول الخبير الإسرائيلي إنه يستند إلى مستويين أحدهما محلي والآخر إقليمي. فعلى الصعيد اللبناني الداخلي يسعى quot;حزب اللهquot; إلى تغيير الخريطة السياسة في البلاد بما يعلي من مكانة الشيعة في لبنان مقارنة مع باقي الطوائف الأخرى، أما على الصعيد الإقليمي فيكمن الهدف في إقامة نظام إسلامي على الطراز الإيراني يدخل في صراع طويل مع إسرائيل.

إعداد: زهير الكساب