صلاح منتصر


عرفت أسماء لا يخلو مجلس إدارة أو نقابة أو لجنة من أصحابها مما لابد أن يكونوا علي درجة عالية من الخبرة والكفاءة التي لا غني لأي مجلس عنها الأمر الذي يتعين معه وجودهمrlm;.rlm;

جمعتني الظروف يوما بواحد من هؤلاء في احد الاجتماعاتrlm;.rlm;

استغرق الاجتماع نحو ساعتين تحدث فيه كثيرون إلا صاحبنا الذي ظل صامتا طوال الاجتماع دون أن يفتح فمه بكلمة واحدة يقولهاrlm;..rlm; لكن الذي أدهشني توجه معظم المتحدثين بعيونهم إليه وكأنه رئيس الجلسة أو كأنهم يحرضونه علي أن يقول كلمةrlm;..rlm; لكن لاهو تكلم ولا هم توقفوا عن استمرار توجيه حديثهم إليهrlm;.rlm;

تكرر اللقاء مرة في أكثر من اجتماع شاءت الصدفة أن أحضرهاrlm;..rlm; وصاحبنا ملتزم بالصمت في جميع الاجتماعات حتي خيل لي أنه لا صوت لهrlm;,rlm; إلي أن ضبطته مرة في حالة كلام وكان أغرب ما سمعته منه قولهrlm;:rlm; أنا أتحدي أن يكون أحد قد سجل علي كلاما قلته في أي اجتماعrlm;!rlm;

إذن فهو يدرك تماما ما يفعلهrlm;,rlm; وهو يتعمد الصمت والسكوت بل وأكثر من ذلك يعرف أن جزءا كبيرا من رصيده لدي الآخرين هو في هذا القناع الذي يرتديه من الصمتrlm;,rlm; ونتيجة لذلك لم يحدث أن اشتكي منه زميل أو دخل في معركة مع أحدrlm;,rlm; وفي الوقت نفسه لم يحدث أن صدر تقرير يسجل تجاوزه أو قوله كلاما غير مقبولrlm;..rlm; فقد أدرك بذكائه أن الحساب في هذه الاجتماعات وما ينقل عنها هو ما يقوله لا ما لا يقولهrlm;,rlm; ولذلك فإن صفحته بيضاء تماماrlm;..rlm;

ولذلك أصبح قاسما مشتركا في عديد من المجالس واللجان التي يحضرها ويصرف في كل جلسة مكافأة علي صمتهrlm;!rlm;

ولكن ماذا عن الذين يوجهون إليه الحديث دوما ويستحسنونه بعيونهم؟ هل هي رغبة التحدي عندهم؟ تحدي أن ينطق ويتكلم أم أن للصمت كاريزما خاصة لا تقل عن كاريزما الحديث؟ أم أنها الحكمة القديمةrlm;:rlm; إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب؟rlm;!rlm;