قصة العلاقة بين المسلمين والأقباط منذ الفتح الإسلامي وحتى الأحداث الأخيرة..


بداية المتاعب بين السادات وشنودة.. كانت شرخا في البنيان الوطني !!

القاهرة - فتحي خطاب

قبل أن تنفجر أخطر فتنة طائفية في مصر, تمكن الحكماء والعقلاء من رجال الدين الإسلامي والمسيحي, من احتواء الأزمة التي أطلق عليها (أزمة بيشوي) والتحكم في مشاعر الاحتقان الطائفي, في ظل أجواء مشحونة ومعبأة بأسباب اجتماعية واقتصادية وسياسية وفكرية, وفي مناخ تحفزت فيه عوامل الاحتكاك والانفلات !! وبعد أن جاءت تصريحات الرجل الثاني في الكنيسة المصرية الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس, في أعقاب ما أثير حول مسيحيات أسلمن, وتم إخفاؤهن في إحد الأديرة بتدخل من أجهزة الأمن, وتنظيم مظاهرات إحتجاجية تطالب الكنيسة بإطلاق سراحهن, وهي القضية التي أشعلت الاحتقان الطائفي بعد عدد من القضايا الأخرى حول هروب فتيات مع شباب والزواج بعيدا عن الأهل وتغيير الديانة !!إلى جانب الشائعات والشبهات حول تكدس أسلحة في الكنائس, وضبط حمولة أسلحة على ظهر أحد المراكب في بور سعيد كانت متوجهة إلى أحد أبناء قيادات الكنيسة, وهو ما تم نفيه باعتبار أن شحنة الأسلحة كانت العابا نارية للأطفال تستخدم في المناسبات العامة !!

في هذه الأجواء جاءت تصريحات الأنبا بيشوي في مؤتمر تثبيت العقيدة بالزعم بتحريف القرآن الكريم, وأن المسلمين في مصر هم ضيوف على أهلها من الأقباط !! والتصريحات فجرت مشاعر الغضب, وقد تحسب العقلاء في مصر من كارثة إنفلات أخطر أزمة طائفية تشهدها مصر, واستنكر رجال دين ومفكرون مسيحيون الطعن في القرآن الكريم, وأصدر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر بيانا أكد على أن هذه التصريحات غير المسؤولة تهدد الوحدة الوطنية في وقت نحن في أشد الحاجة فيه لصيانتها ودعمها, ونبه البيان إلى أن هذه التجاوزات تخدم الأهداف العدائية المعلنة عالميا ضد الإسلام والمسلمين مما يوجب على أصحاب هذه التجاوزات الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الوطنية,وأن يعتبروا العقائد الدينية للمصريين جميعا خطا أحمر لا يجوز المساس به من قريب أو بعيد.

وكشف مصدر مقرب من البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية عن أن البابا قرر الظهور في عدة لقاءات تلفزيونية لتخفيف حدة التوتر الناتجة من تصريحات بيشوي, وأن البابا كان قد طلب من بيشوي الخروج في وسائل الإعلام والاعتذار عن سوء الفهم الذي حدث, لكنه رفض, مما دفع البابا إلى اتخاذ قرار الظهور بنفسه.. من جانبه قال كمال زاخر منسق العلمانيين الأقباط إن الصدمة التي أنتجتها تصريحات بيشوي أفاقت المجتمع على تفشي ظاهرة التراشق بين الأديان والتي يجب مواجهتها من جذورها, وأن ظهور البابا على التلفزيون أكبر دليل على وجود أزمة, رغم أنه ظهور متأخر مثلما حدث في معالجة جميع الأزمات الكنسية السابقة بما يكشف عن وجود قصور في معالجة الأزمات داخل المؤسسة الكنسية, وقد أصبح من الضروري إبعاد سكرتير المجمع المقدس عن المشهد الكنسي بعد المشاكل الأخيرة التي أثارها وتؤكد أنه يستعذب صناعة الأزمات.

صناعة الفتن

وتبقى حالة الاحتقان الطائفي رهن ظروف وضغوط, تدفعها إلى الاشتعال.. وهو ما يجسد حقيقة الواقع في قصة صناعة الفتن على أرض مصر, وخلق حالة الاحتكاك بين دينين متجاورين.. ويقول الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل: عندما أقبل الإسلام فإن جيش عمرو بن العاص لم يكن قويا بسلاحه (أربعة آلاف جندي بالسيوف والحراب) وإنما كانت قوته الحقيقية هي الشريعة التي سبقت السيف, وكانت قوة الشريعة مع عوامل أخرى فعلت فعلها هي التي شدت الجماعة الأكبر من سكان مصر, في حين أن جماعة أخرى (لها وزنها) آثرت أن تظل حيث كانت على عقيدتها المسيحية, وهكذا تجاور دينان على أرض الوطن الواحد, وبالتجربة الحية أدرك أتباع الديانتين من الشعب الواحد على أرض الوطن الواحد أن الحياة المشتركة فرض ومكتوب, وذلك تحقق على التاريخ رغم اختلاف الدين, ومع أن هذا الاختلاف في الدين ظل حقيقة اجتماعية وسياسية, مقبولة بالفكر ومعيشة بالواقع, فإن هذا الاختلاف شأنه شأن أي اختلاف كان قابلا للاستغلال, وذلك الاستغلال وقع فعلا في فترات من التاريخ تعرضت مصر فيها لحملات الغزو, ولمحاولات الاختراق, والشاهد أنه في الأزمنة الحديثة فإن صناعة الفتن إلى جانب عوامل الفتن تحولت إلى هندسة بمعنى الكلمة!! وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر كانت مصر موضوع سباق إمبراطوري هائل: اقتصادي, عسكري, سياسي, وثقافي أيضا, لأن الثقافي, وفيه العقائد قابل لأن يتحول بالمعالجة وإعادة التشكيل إلى مصالح لها مكاسبها ومغانمها ! وفي المجال الإمبراطوري (اقتصادي عسكري سياسي) كان السباق بين قوتين: بريطانيا وفرنسا, وبطبيعة شبكة العلاقات بين القوتين, فإن ما هو ثقافي في المجال الإمبراطوري كان محركا إلى الاهتمام أو ادعاء الاهتمام بالإسلام والمسلمين, وذلك بحكم نفوذ بريطانيا شرق وغرب الهند حتى أودية الفرات والنيل, وبحكم نفوذ فرنسا عبر الشواطئ إلى شمال أفريقيا وسواحل الشام, وهذا السباق بين أمبراطوريتين ترك الباب مفتوحا لقوى أخرى ولعله أغراها, بأن تحاول التدخل أو التسلل إلى الميدان الثقافي, ولكن عن غير طريق الإسلام والمسلمين, بتحديد أكثر عن طريق المسيحية والمسيحيين من كل المذاهب, بمن فيهم الأقباط الأرثوذكس في مصر, وكان هناك ثلاثة وافدين جدد, رأوا الباب المفتوح وتقدموا يجربون حظوظهم, الوافد الأول هو الولايات المتحدة الأمريكية, الإمبراطورية الجديدة.. والثاني هو الكنيسة الأرثوذكسية الكبرى للإمبراطورية الروسية.. وأخيرا الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان.. وجرب الثلاثة في مصر المسيحية, ولم يصلوا جميعا إلى نتيجة تذكر.. جربت الولايات المتحدة عن طريق بعثات التبشير, وكانت خطوتها الرسولية أو الإرسالية وفق التسمية التي جرى إعتمادها تواضعا هي العمل على تحويل أقباط مصر من الأرثوذكسية إلى البروتستانتية.. وتصورت الإمبراطورية الروسية أن تدخل من الباب بإذن رسمي, فذهب قنصل روسيا العام في مصر إلى مقابلة البطرك كيرلس الخامس يهمس في أذنه بأنه إزاء كل هذا الطمع في مصر فإن الأقباط الأرثوذكس فيها لا ملجأ لهم غير قيصر روسيا وهو حامي العقيدة الصحيحة, ورد البطرك المصري بذكاء الفطرة فسأل القنصل الروسي: ومن يحمي القيصر ? وجاء الرد: يحميه الله وكان البطرك جاهزا فقال: وهو أيضا يحمينا ثم أضاف عبارته المشهورة: القيصر يموت وأنا أيضا.. ولا يحتاج ميت إلى حماية ميت, وإنما يحتاج الكل إلى حماية من لا يموت .. وأما الفاتيكان في روما فقد كانت محاولته قصيرة العمر, فما إن جاءت الرسالة الأولى من البابا الكاثوليكي إلى البطرك المصري حتى كان الرد عليها: منذ متى تهتم الكنيسة الرومانية في الغرب بأحوال المسيحيين في الشرق,وهي التي كانت تعتبرهم طول العمر هراطقة مرتدين !

ويواصل الأستاذ هيكل سرد فصول القصة على أرض مصر,حين طرح سؤال هوية تاريخي في بدايات القرن العشرين خلال سنوات الاحتلال البريطاني,وكان المطروح على مصر ثلاثة خيارات: مقاومة الاحتلال لطلب الاستقلال وإقامة دولة ذات سيادة, أو مقاومة الاحتلال البريطاني بقصد العودة إلى الخلافة العثمانية, أم مقاومة الاحتلال والإصغاء جيدا إلى دعوة قومية جديدة تعطي للعرب خصوصية الأمة الواحدة..وسؤال الهوية كان أشد صعوبة بالنسبة للأقباط في مصر, أكثر مما كان بالنسبة للمسلمين, ولعلهم كانوا أقرب إلى الخيار الأول وهو خيار الاستقلال لكن الهواجس ساورتهم من واقع أنهم كانوا منذ دخول الإسلام في ذمة الوالي أو الأمير أو الخليفة, ثم بقى سؤال الهوية في مصر معلقا وحائرا حتى جاءت ثورة سنة 1919 فأخذت بخيار الدولة الوطنية المستقلة, وكان نجاحها الأعظم هو تبنيها لمبدأ المواطنة من واقع أنه وطن واحد يتعايش على أرضه دينان, ومن الإنصاف أن يقال إن نقطة التحول في هذا التوجه جاءت من قيادات قبطية (مكرم عبيد) والحقيقة أن مكرم عبيد أخذ أقل مما يستحق في الاعتراف بدوره في تمتين رابطة الوطنية المصرية (وفي صميمها فكرة المواطنة ) من حيث إنه المسيحي القبطي المتمثل لروح الحضارة العربية (وهي إسلامية) الذي استطاع لسنوات طويلة من أواخر العشرينيات وطوال الثلاثينيات وحتى بداية الأربعينيات أن يجعل من نفسه ومن دوره رمزا بالغ الأهمية في الحياة السياسية المصرية..

ثورة يوليو

وعندما قامت ثورة 23 يوليو/ تموز 1952 كانت هناك بالتحديد ثلاثة أسباب جاءت أو توافقت مع قيامها: أولها: أن مجلس قيادة الثورة لم يظهر في قائمة أعضائه قبطي ومع أن هناك فارقا بين التنظيمات السياسية العلنية وبين تشكيلات العمل السياسي السري,فإن ما آلت إليه الأحوال قبل الثورة جعل من عدم وجود ضابط قبطي في مجلس القيادة الجديدة مسألة أكبر من حجمها.. وثانيها: أنه بدا في أول الثورة وكأن نظامها الجديد وثيق الصلة بتنظيم الإخوان المسلمين.. وثالثها: أنه في تلك اللحظة لم تكن الكنيسة القبطية في أحسن أحوالها لأن بطريكها الأنبا يوساب كان يواجه أزمة داخل كنيسته نشأت من صراع بين التقليد والتجديد.. وبشكل ما فإن جمال عبد الناصر كان يشعر على نحو غير محدد أن هناك وضعا ما يقتضي حلا ما, وكان إحساسه التلقائي أن الدائرة القبطية تحتاج إلى نائب جديد أو مرشح مقبول يعوض الدور الخلاق الذي قام به مكرم عبيد في العشرينيات والثلاثينيات في الحياة السياسية المصرية, وكان أن وقع اختياره على الدكتور كمال رمز استينو وبالفعل فإن استينو أقبل على دوره بإخلاص.

وفي كل الأحوال فإنه بعد مرحلة حافلة بالتطورات وجد جمال عبد الناصر أمامه بطركا قبطيا قادما من عمق الريف المصري البابا كيرلس السادس مستوعبا بالحس لحقائق مصر الاجتماعية وضروراتها, وهكذا فإنه في أول مرة التقاه بعد أن جرى انتخابه وترسيمه, إتفق معه على خط اتصال مباشر يعطي للبطرك كما لشيخ الأزهر وقتها أن يطرق باب رئيس الدولة في أي وقت يشاء, وكان جمال عبد الناصر قد أدرك بالتجربة العملية أن تجاور دينين (إلى جانب نهر واحد يعيش على ضفافه,واعتمادا على مياهه أصحاب وطن واحد) هو مسؤولية رئاسة الدولة, لأن ترك الأمر لجهاز الدولة العادي قد لا يكون كافيا في ظروف غير عادية.. وكذلك قامت علاقة من نوع خاص بين جمال عبد الناصر وبين كيرلس السادس وكانت علاقة مباشرة لا يدخلها وسطاء ولا تداخلها حساسيات, وكان جمال عبد الناصر قد أعفى البطركية من تصريح وزارة الداخلية وذلك في حدود بناء 25 كنيسة كل سنة, والبطرك هو الذي يملك سلطة التصريح بها, وحين كانت أحلام البطرك كيرلس السادس بناء كاتدرائية, واجهته مشكلة التمويل, فبناء الكاتدرائية سوف يحتاج إلى مبالغ كبيرة, والكنيسة تواجه أزمة, وكان تقدير جمال عبد الناصر أنه قد يكون من الصعب لأن يقرر مجلس الوزراء إنشاء كاتدرائية قبطية من ميزانية الدولة, فهذه سابقة قد تجر وراءها بالنسبة للمسلمين والأقباط ما لا داعي له من التماس, وكان الحل أن جمال عبد الناصر دعا رئيس مؤسسة البناء والتشييد وطلب إليه وعزز طلبه بتوجيه رئاسي مكتوب أن تتولى شركات المقاولات التابعة لمؤسسته, كل في اختصاصها الفني, بناء وتجهيز الكاتدرائية, ثم أن تضيف التكاليف إلى حساب عمليات أخرى يقوم بها القطاع العام, وحضر جمال عبد الناصر احتفال بناء الكاتدرائية.

عصر السادات

وفي بداية عهد الرئيس السادات ترك قضية تجاور دينين في وطن واحد لجهاز الدولة العادي, وبالذات وزارة الداخلية, وقد شغلها ممدوح سالم , وكان أكبر المحبذين لانتخاب الأنبا شنودة (البابا الجديد) ولكن ما لبث أن غير رأيه,لأن البابا شنودة كانت له نظرة في إدارة شؤون كنيسته يصعب أن تتحكم فيها كلها قيود أمن.. والحقيقة أن البابا الجديد كان أكثر الناس ملاءمة لمكانه وزمانه, ولعل دوره على نحو ما إستعاد دور مكرم عبيد رغم اختلاف خلفيته وشخصيته وموقعه.

كان مكرم عبيد قد وصل إلى روح الحضارة العربية (للعرب المسلمين والمسيحيين) عن طريق دراسة الدين وحفظ القرآن, وكان الراهب شنودة قد وصل إلى نفس النتيجة من باب الأدب, وكانت اللغة مدخل عقله إلى قناعته, كما أن الشعر كان المدخل إلى قلبه.. وكانت بداية المتاعب بين الرئيس السادات والبابا شنودة, هي السياسة الجديدة التي فكر فيها وأشرف على تنفيذها المهندس عثمان أحمد عثمان , باستعمال شباب الجماعات الإسلامية في التصدي لجمهور الشباب القومي (وفيه الناصري) في الجامعات, وكان أن ظهرت العصى والجنازير وسكاكين قرون الغزال, وبالطبع فإن نزعة العنف لم تقتصر على الجامعة وإنما تسربت وسالت إلى المجتمع الواسع خارجها, وكانت وزارة الداخلية قد إتخذت موقفا أكثر تشددا في عملية ترميم وإنشاء الكنائس متزمتة أكثر من اللازم, والهدف بالطبع مجاراة الجماعات الإسلامية أو مداراتها مع اعتبارها في ذلك الوقت ضمن احتياطي النظام ضد مناوئيه !! وتوترت الأحوال في مدينة الخانكة حين حدث ما أعتبر عدوانا بالحريق والهدم على كنيسة في أبو زعبل ثم قرر البابا شنودة أن يقود موكب أساقفة سيرا على الأقدام إلى الكنيسة المعتدى عليها,وإقامة الصلوات فيها, وأحس وزير الداخلية أن البابا صديقه القديم يتحرش بوزارته ويتحداها !! ومن سوء الحظ أن الأمور لم تلبث أن تعقدت, وفي خطاب عام قال الرئيس السادات أنه ينوي اتخاذ إجراءات ضد البابا شنودة..

وكان السادات قد تلقى فتوى من بعض أساطين الكنيسة من أصدقائه,بأنه يكفيه أن يسحب المرسوم الرئاسي الذي إعتمد نتيجة إنتخاب البطرك بواسطة المجمع المقدس, لكي يصبح وضع البابا غير قانوني !!وكان بعد ذلك في أيلول 1981 أنني سمعت في سجن مزرعة طرة مع مئات غيري من المعتقلين أن إجراءات ثورة ايلول (!!) التي أعلنها الرئيس السادات على معارضيه جميعا مرة واحدة,طالت ضمن من طالت البابا شنودة وأن حاله كحالنا الآن,نحن في سجن طرة وهوفي سجنه في دير وادي النطرون !!

ومن تلك الأيام تدفقت مياه كثيرة في النهر الواحد الذي يعيش على ضفافه ويتجاور دينان,لكن مياه النهر حملت بعد ذلك بقع دم, وفي قرية الكشح في صعيد مصر سنة 1999 كان الدم بقعة كبيرة على سطح الماء, وهذه علامة الخطورة,وهي قرينة تشير إلى خطأ ما في مكان ما, وأن في حالة من الفوضى تشارك فيها الأقلام والحجارة والسيوف, وتفتي فيها صفحات الجرائد وشاشات التلفزيون وأجهزة الراديو, ومنابر المساجد وأجراس أبراج الكنائس فإن الأمور في النهاية تحتاج إلى صوت يقول مهلا !! ثم يكون على الجميع أن يخفضوا أصواتهم ولو مؤقتا,ويتذكروا أن سلطة الدولة العليا هي المكلفة بالمسؤولية قبل غيرها!!.