إسحاق الشيخ يعقوب

هذا الصدود العربي تجاه ما يحدث على الساحة اليمنية حدث ولا حرج.. وان كان يثير وجع الحسرة على ايقاع التحين في الختل والاغتيال.. كأن موت الشقيق .. لا يعني الشقيق.. ولا يثير فيه نخوة الانتماء!!
كأن العرب تفاحلت خطوبهم في السودان والصومال وافغانستان وغزة ولبنان.. واضحى اليمن طي النسيان!!
ان لفتة كريمة عادلة من الجامعة العربية دون محاباة او تمييز طرف على طرف.. تتطلب السرعة تجاه اليمن الشقيق الذي يتمزق اشلاء تحت قصف المدافع والاقتتال وتواصل موجات الاغتيال!!
وقد اغتيل مسؤول امني في محافظة أبين ونجا محافظها من محاولة اغتيال وقتل واصيب عدد من مرافقيه في الوقت الذي تشهد فيه الكثير من المحافظات الجنوبية مظاهرات ومهرجانات خطابية بمناسبة ذكرى ثورة اكتوبر التي صادفت 16/10/2010 اكتوبر.
laquo;وقد نجا محافظ أبين - احمد المسيري ومدير أمن المحافظة العميد عبدالرزاق المروني من محاولة اغتيال في كمين نصبه لهما مسلحون بالقرب من مدينة مودية التي كانا متوجهين إليها لمتابعة تداعيات اغتيال مدير أمنها.. وقتل في الهجوم اثنان من مرافقي المحافظ احدهما شقيقه واصيب 4 آخرون واغتال مجهولون العقيد عبدالله البهام مدير أمن مودية وذلك عند اشرافه على رأس حملة أمنية حاولت منع مظاهرة لقوى الحراك الجنوبي في المديرية، حيث اصيب برصاص مجهول المصدر أثناء اطلاق قوات الأمن للنار في الهواء لتفريق المتظاهرين وهو الأمر الذي أدى على وفاته على الفورraquo;.
وقد توجه زعيم الحراك الجنوبي علي سالم البيض في خطاب من منفاه في النمسا إلى المواطنين في جنوب اليمن وإلى المجتمع الدولي بمناسبة ذكرى ثورة اكتوبر من laquo;اجل نيل الحرية وحق السيادةraquo; وقال في بيان نشرته جريدة الشرق الأوسط laquo;ان هدفنا الوطني المقدس المتمثل في حق تقرير المصير والاستقلال والتمكن من استعادة سيطرتنا وسيادتنا على كل ترابنا الوطني هو الهدف الوحيد الذي يقدم في سبيله شعبنا الوطني كل تلك التضحيات الجسيمة في مختلف مناطق الجنوب، وطالب البيض الاشقاء والاصدقاء بتفهم قضية الجنوب.. وقال ان لعبة وجود تنظيم القاعدة في الجنوب مسرحية هزيلة مكشوفة ولم تعد تنطلي على احد منكم على حد تعبيرهraquo;.
ان الخلط المتعمد بين ارهاب القاعدة وحراك الجنوبيين واقع ديماجوجي يشكل خدمة ما بعدها خدمة للقاعدة وارهاب القاعدة.. ويدفع باليمن إلى متاهات مخاطر غير محسوبة الابعاد والتوقعات!!
ان القضاء على قاعدة الارهاب في اليمن واقع يأخذ ابعاد مخاطره خارج اليمن.. وان كانت السعودية من اكثر المعانين ضرراً لتأخم الحدود وامتداد نسب الارهاب في شخص الشيخ اسامة بن لادن!!
وانه من الخطأ استجداء المساعدات المالية واللوجستية من الولايات المتحدة الامريكية وخلافها بحجة استفحال ارهاب القاعدة.. فالحل في القضاء على قاعدة الارهاب يكمن في اليمن وليس خارجها في وضع الحلول لقضيتي الجنوبيين والحوثيين.. وعزل قاعدة بن لادن وحدها ومن ثم الاجهاز عليها!!
وتأتي ذكرى 14 اكتوبر المجيدة لعام 1963 واقامت النظام الجمهوري واقع ذكرى عزيزة وغالية تموج بجماهير غفيرة ترفرف على رؤوسها اعلام ملونة بحمر المواضع وبيض الصنائع وسود الوقائع وخضر المرابع يشع من بين مروجها نجمة حمراء رمزاً للاشتراكية.. كأن التاريخ يستعيد ذكرى التاريخ.. وكأن الانسان ينهض بالانسان من اجل مجد الانسان في صورة جملة تتصدر احدى صفحات جريدة الشرق الأوسط اللندنية.. كتب تحتها laquo;مؤيدون للحراك الجنوبي في اليمن يرفعون اعلام اليمن الجنوبي السابق مع اشارات النصر.. أثناء مسيرة في مدينة ردفان جنوب محافظة لحجraquo;.
قلنا ان للجنوبيين قضية.. وان للحوثيين قضية.. وان ابقاء هاتين القضيتين دون حل.. يعني انعاش قاعدة التطرف والارهاب من واقع ان القاعدة التي ليس لها قضية وطنية تتفيأ فيء قضية الحوثيين وقضية الجنوبيين.. وتشكل حوافز مغرية في القيام بذات الأعمال الارهابية من عناصر وافراد قد يكونون من الحوثيين أو الجنوبيين.
ان الخلـــط بيـــن ارهـــاب القاعــدة وحراك الجنوبييــن السلمـــي واقع لا يمكن ان يصمــد امـــام تاريخ الجنوب الناصع بالتنويــر وضــد ظــلام الجهــل والتخلف والإرهاب!!