لندن
قالت الكاتبة البريطانية روس وين جونز إن الاستفتاء على انفصال جنوب السودان عن شماله من شأنه أن يقود البلاد إلى الفوضى، وأضافت في مقال لها بصحيفة الغارديان أن حالة عدم وجود رابح ضمن الأطراف السودانية بشكل عام من شأنها تعريض البلاد للفوضى والاقتتال والحرب الأهلية.
وفيما بدأ ملايين السودانيين تسجيل أسمائهم من أجل الاقتراع في استفتاء انفصال الجنوب المزمع إجراؤه في التاسع من يناير 2011، فإن لديهم مخاوف كبيرة من أن يؤدي الانفصال إلى إشعال حرب أهلية جديدة في البلاد تستمر لعقود قادمة.
وقد بدأت المنظمات غير الحكومية والجمعيات الخيرية العاملة في البلاد تتوقع أن لا يؤدي الاستفتاء إلى نتيجة واضحة في السودان، وبالتالي أن تعيش البلاد حالة من الفوضى لا منتصر فيها، مما ينذر باندلاع العنف والعودة بالبلاد إلى الاقتتال الداخلي.
وإذا لم يؤد الاستفتاء بموجب قانون الاستفتاء إلى نتيجة واضحة فإن ثمة مخاوف من أن يقوم قادة جنوب السودان بخطوة أحادية الجانب تتمثل في إعلانهم استقلال جنوب السودان.
وإذا أعلن قادة جنوب السودان عن الاستقلال من جانب واحد فإنهم يعرضون البلاد وكل شيء للخطر، بما فيه حرمان دولتهم الجديدة من قروض البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، مما يصب في مصلحة laquo;أعداءraquo; جنوب السودان وينذر باندلاع حرب أهلية في البلاد.
وقد عاش السودان والسودانيون قرابة ست سنوات في حالة من السلام الهش، ولا بد أن السودانيين يعرفون جيدا الآن ما معنى معاناة الحرب، خاصة وأن البلاد شهدت حروبا أهلية طاحنة وقاسية على مدار سنوات.
فالاقتتال في السودان كان قاسيا حيث شهدت الحرب تجنيد الأطفال واغتصاب النساء والاستعباد وشهدت البلاد مجاعة من صنع الإنسان، حتى ان رئيس البلاد عمر البشير واجه تهما بجرائم الحرب والإبادة الجماعية وصدرت بحقه مذكرة جلب صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.
كما أن السودان يعاني جراء الصراعات التي تشهدها الدول المجاورة والتي تحيط به من كل جانب، وخاصة في أوغندا، مما يهدد بزعزعة أمن واستقرار المنطقة برمتها.
وهناك ضرورة لبدء التخطيط لعمليات الإغاثة الإنسانية في السودان على الفور في ظل الهجرة الجماعية المحتملة لأهالي المنطقة إلى خارج السودان، وهجرة الملايين المحتملة في أنحاء مختلفة داخل البلاد نفسها.
وقد واجهت منظمات الإغاثة والمنظمات غير الحكومية قيودا وحظرا في الفترة الماضية مما أدى إلى نتائج كارثية في البلاد، وعلى كل الأطراف ان تتحمل مسؤولياتها لمواجهة الأخطار الكبيرة والمآسي الإنسانية المحتملة.
كما ينبغي على جميع الأطراف السودانية بمن فيهم القوات العسكرية والجنجويد - الذين تسببوا في مذابح في دارفور - احترام حقوق الإنسان في البلاد.
إن الحرب الأهلية في السودان شأن لا يمكن تجنبه، وإن السودانيين متشائمون بشكل كبير، وقد زرت مناطق تمركز فيها سابقا القائد البريطاني الجنرال تشالز غوردون أو ما يدعونه laquo;غوردون الخرطومraquo; إبان الاحتلال البريطاني لجنوبي السودان في القرن التاسع عشر الميلادي، والدليل السوداني الذي رافقني وقف يقول laquo;أعداؤنا يحضرون ويذهبون، وأما نحن فباقونraquo;.
التعليقات