الصراع العربي - الإسرائيلي... والأميركي - الإيراني أزمتان حادّتان تهددان الأمن والاستقرار ... إقليميا ودوليا


القاهرة

laquo;عندما قررت كتابة هذا الكتاب، أخذت على نفسي أن أكون موضوعيا في عرض الوقائع وفي تحليلها بعيدا عن العواطف والمؤثرات، وطرحت على نفسي مجموعة من الأسئلة ووضعت أجوبتها بعد التفكيرraquo;، هكذا يقول النائب السابق للرئيس السوري عبدالحليم خدام في الفصل الأول من كتابه laquo;التحالف السوري - الايراني والمنطقةraquo; الصادر قبل أيام، الذي يعد باكورة مذكراته السياسية.
ويعرض السياسي السوري laquo;المثير للجدلraquo;، بعضا من أحداث شاهدها أو شارك فيها أو عرف عنها، ويكشف كيف فتحت دمشق أراضيها أمام نشاط طهران وساعدتها على عقد تحالفاتها الاقليمية في مناطق ملتهبة من باكستان وأفغانستان حتى العراق ولبنان وفلسطين.
وقبل أن يعود الى تفاصيل العلاقات السورية الايرانية، يشير خدام الى تصاعد الاهتمام الأميركي بايران منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وبدء الحرب الباردة مع السوفيات، وتقديم أميركا مساعدات كثيرة لشاه ايران، باعتبار أن بلاده تشكل الخط الأول في وجه التمدد السوفياتي.
ثم يعرض كيف تستخدم واشنطن الملف النووي الايراني غطاء لقضايا كبرى تثير قلق وخوف الغرب، وأهمها طبيعة النظام الاسلامي.
ويرى خدام ان الخلاف بين واشنطن وطهران لم يبدأ بسبب احتجاز الرهائن الأميركيين في سفارتها في ايران، وانما بدأ في اللحظة التي انهار فيها نظام الشاه ووصل الخميني الى طهران، ووصف أميركا بأنها laquo;الشيطان الأكبرraquo;.
وفي رأي خدام، تشكل الولايات المتحدة واسرائيل عقبتين أمام تحقيق ايران أهدافها الاقليمية، لكنه يشير الى صعوبة الرهان الأميركي على تفجير الأوضاع الداخلية في ايران، باعتبار أن التوترات الخارجية ستضعف قدرة المعارضة الداخلية.
وفي مرتكزات العلاقات السورية ـ الايرانية، يتتبع عبدالحليم خدام البدايات الأولى للعلاقات بين دمشق وقادة الثورة، وكيف كان لرئيس المجلس الشيعي الأعلى في لبنان السيد موسى الصدر، الدور الرئيسي فيها، وكيف بدأت علاقة صاحب المذكرات بايران حتى الاستقرار السوري على توقيع معاهدة صداقة مع الاتحاد السوفياتي، واقامة تحالف مع الجمهورية الاسلامية.
وكشف أهداف سورية من التحالف مع ايران، التي كان أبرزها اسقاط النظام العراقي الذي وضع دمشق في حال حرب معه في الوقت الذي كان يحارب ايران.
وقال خدام: laquo;رغم التناقض العقائدي بين النظام العلماني في سورية والاسلامي في ايران، فان ذلك لم يؤد الا الى ترسيخ التحالف باعتبار أن القضايا الرئيسة لم يكن هناك خلاف حولهاraquo;.
ويعترف بأن laquo;طبيعة النظام في دمشق لم تكن تسمح بأن تكون لسورية استراتيجية بعيدة المدى، وانما أنتجت ساحة يستطيع فيها النظام المناورة، وهو ما أدى الى تفكير سورية في خوض حرب لتحرير الجولان بسبب العجز في بناء الدولة وبناء مؤسساتهاraquo;.
وفي مناطق مهمة من المذكرات، يحكي خدام عن طبيعة علاقة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد مع الساسة اللبنانيين ومدى ثقته فيهم، ولماذا كان لا يأمن للسياسيين المسيحيين والمسلمين السنة في أغلبهم؟
كما يشير الى قصة الدخول الايراني الأوسع والفاعل الى لبنان خلال الاجتياح الاسرائيلي لأراضيه العام 1982، ويسرد كيفية صعود ونمو النفوذ الايراني في لبنان وطبيعة المهام التي يقوم بها الحرس الثوري الايراني في أراضيه.
ويروي كيف كان الرئيس حافظ الأسد غير قلق من النفوذ الايراني، ولم يكن في ذهنه طموحات ايران التوسعية، كما يحكي عن الدعم السوري المستمر لـ laquo;حزب اللهraquo; باعتبارها السند القوي الداعم له منذ تأسيسه.
ويكشف تفاصيل الخلاف بين دمشق والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وكيف زادته ايران اشتعالا. ويسرد خدام نص محادثة بينه وبين السفير الايراني في بلاده ضمت عتابا من دمشق الى طهران وصل الى حد التساؤل: هل من المعقول أن يكون وزن laquo;حزب اللهraquo; لدى ايران أكبر من وزن سورية؟
وفي فصل مهم من المذكرات، يحكي خدام عن محاولات حافظ الأسد وقف الحرب الايرانية ـ العراقية في أيامها الأولى بسبب تعنت صدام حسين، وتوقع البعض في الخليج تحقيق العراق لنصر سريع، وهو ما أدى مع أحداث أخرى الى حدوث خلل في العلاقات السورية - الخليجية وصل في بعض الفترات الى مرحلة التوتر.
ويكشف عن الدور الذي لعبه شخصيا في تقديم تطمينات لدول الخليج في شأن النوايا الايرانية تجاهها، ومضمون زيارته لقادتها، وكيف كانت الأجواء في المنطقة وطبيعة العلاقات بين دولها، وكيف كانت المصالحة العراقية - الايرانية أسهل بكثير من المصالحة بين دمشق وبغداد.
laquo;الرايraquo; تنشر في laquo;4raquo; حلقات فصولا من كتاب خدام، وفي ما يلي الجزء الثاني:

القاهرة ـ laquo;الرايraquo;

في الفصل الثاني من مذكرات النائب السابق للرئيس السوري عبدالحليم خدام laquo;التحالف السوري - الإيراني والمنطقةraquo;، والذي جاء بعنوان laquo;إيران وأزمات المنطقةraquo;، يشير إلى أن منطقة الشرق الأوسط تواجه أزمتين حادتين وقابلتين للانفجار تهددان الأمن والاستقرار في المنطقة، وكذلك الأمن والاستقرار الدوليين، مؤكدا أن الأزمتين اللتين تُقلقان شعوب المنطقة ومعظم شعوب العالم، هما أزمة الصراع العربي ـ الإسرائيلي وأزمة الصراع بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية في إيران.
bull; الصراع العربي - الإسرائيلي
كتب خدام: laquo;مضت أكثر من ستة عقود على نشوء أزمة الصراع العربي ـ الإسرائيلي، والتي كان من أول ضحايها الشعب الفلسطيني الذي تشرد أكثر من نصفه خارج دياره ليعيش في أسوأ الظروف وأشد المعاناة في مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وسورية ولبنان، إضافة إلى لجوء عشرات الآلاف إلى دول عربية وأجنبية، ويعيش النصف الآخر تحت الاحتلال الإسرائيلي بجميع ممارساته الوحشية تحت سمع ونظر وبصر المجتمع الدوليraquo;.
واضاف: laquo;بعد تولي الرئيس الأميركي باراك أوباما رئاسة الولايات المتحدة، أعلن التزامه بحل أزمة الشرق الأوسط وجوهر المشروع إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، لكن الرئيس الأميركي لم يحدد الأسس التي سيقوم عليها الحل ولا المرجعية، كما لم يحدد الحدود الجغرافية للدولة الفلسطينية، وهل ستكون الدولة في الضفة الغربية وغزة بعد إزالة المستوطنات أم مع إبقائها؟ هل سيقوم الحل على أساس الانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل العام 1967 بما فيها القدس الشرقية؟
كما أن الرئيس الأميركي لم يتحدث بصورة واضحة عن مشكلة اللاجئين الفلسطينيينraquo;.
ثم يطرح خدام، أسئلة عدة منها: laquo;كيف سيحقق الرئيس أوباما مشروع السلام في المنطقة؟ هل عبر الوساطة الأميركية بين الإسرائيليين والفلسطينيين والدول العربية الأخرى؟ هل سيكون دوره دور ناقل بريد، أم أن له رؤية واضحة يعمل على تحقيقها؟ وهل سيستطيع إقناع الإسرائيليين بتفكيك المستوطنات والانسحاب من الضفة الغربية والقدس؟ وكيف سيعالج مشكلة اللاجئين وهي إحدى القضايا الرئيسية في الملف الفلسطيني؟
وهل سيتخذ قرارات يلزم بها إسرائيل في حالة عنادها؟ وهل ستقبل السلطة الفلسطينية حلا لمشكلة اللاجئين عبر الإقرار بأن إسرائيل دولة يهودية، وبالتالي إجراء تبادل سكاني بين العرب المقيمين في إسرائيل وبين الإسرائيليين المقيمين في مستوطنات الضفة الغربية. وهل ستقبل السلطة الفلسطينية حلولا أقل مما ورد في المبادرة العربية، وهل ستقبل الحكومات العربية بمثل هذه الحلول؟ وأخيرا هل ستقبل إسرائيل دولة فلسطينية ذات سيادة في الضفة الغربية وغزة، وحل مشكلة اللاجئين على أساس القرار 194raquo;؟
ويعتبر laquo;أن هذه الأسئلة تحدد مصير الحلول السياسية في ملف الصراع العربي ـ الإسرائيلي وفي المنطقة، وليس في الأفق ما يشير إلى إمكان تحقيق السلام بسبب التعنت الإسرائيليraquo;.
bull; الصراع الإيراني - الأميركي
خدام أشار في هذا الاتجاه إلى laquo;رسالة الاتحاد التي وجهها الرئيس الأميركي السابق (هاري) ترومان إلى الكونغرس في العام 1951 والتي عرض فيها الواقع الدولي وسياسات الولايات المتحدة الكونية، وردت فيها فقرة عن الشرق الأوسط، ونصها: إن بلدان الشرق الأوسط في الغالب أقل تقدما في الصناعة من البلدان الأوروبية، على أن الشرق الأوسط له أهمية كبرى بالنسبة لسلام العالم الحر بأجمعه، وأن هذه المنطقة هي مركز حيوي للاتصالات البرية والبحرية والجوية بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، وفي الشرق الأوسط يوجد نصف احتياطي العالم من الزيت، ومنطقة الشرق الأوسط أكثر تعرضا للضغط السوفياتي. وبهذا، حدد الرئيس الأميركي بهذه العبارات موقع الشرق الأوسط باستراتيجية الولايات المتحدة كإحدى المناطق الأكثر أهمية لأمن وسلامة الغرب وضمان مصالحه. وفي إطار هذه الرؤية، فقد كان لإيران موقع مهم لدى العالم الغربي، فهي دولة نفطية كبيرة وتقع على حدود دول النفط العربي وتمتد حدودها من باكستان إلى أفغانستان إلى الاتحاد السوفياتي وتركيا والعراق، وتطل على الخليجraquo;.
وتابع خدام: laquo;ركزت الولايات المتحدة اهتماما خاصا على إيران بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وبدء الحرب الباردة مع السوفيات، وقدمت مساعدات كبيرة لشاه إيران، معتبرة أن هذه الدولة تشكل الخط الأول في وجه التمدد السوفياتي في مناطق النفط في الخليج والعراقraquo;، مؤكدا أن laquo;قلق الغرب لم يكن بسبب سقوط الشاه فقد سقطت أنظمة عدة موالية للغرب، لكنها لم تترك صدى عميقا لدى الولايات المتحدة ولدى حلفائها، لكن الوضع في إيران مختلف عن أي دولة أخرى، فهي دولة نفطية كبيرة وتطل على الخليج والتي تشكل منطقة حمراء بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائهاraquo;.
وينتقل خدام إلى محور جديد حول الملف النووي الإيراني، فيسأل: laquo;هل فعلا هو محور الأزمة الحادة بين الولايات المتحدة وإيران؟ وهل إذا وافقت إيران على متطلبات وكالة الطاقات النووية تنتهي الأزمة وتصبح العلاقات بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية علاقات طبيعية؟ قبل أن يشير إلى أن الهند وباكستان وإسرائيل تملك أسلحة نووية فلماذا التركيز على إيران وليس على هذه الدول الثلاثraquo;؟
ويجيب: laquo;الملف النووي على أهميته هو غطاء للقضايا الكبرى التي تثير قلق وخوف الغرب وفي المقدمة الولايات المتحدة، وأهم هذه القضايا ـ حسب الكتاب ـ هي طبيعة النظام الإسلامي القائم في إيران الدولة النفطية الكبرى والواقعة على حدود الاحتياطي الأكبر للنفط في العالمraquo;.
ويرى أن الخلاف بين الولايات المتحدة وإيران laquo;لم يبدأ بسبب احتجاز الرهائن الأميركيين في السفارة الأميركية بعد نجاح الثورة الإسلامية، وإنما بدأ في اللحظة التي انهار فيها نظام الشاه ووصل آية الله الخميني إلى طهران وأطلق حملة قاسية ضد الولايات المتحدة ووصفها بالشيطان الأكبرraquo;.
bull; أهداف أميركية
ويحدد خدام، الأهداف الأميركية تجاه إيران بأن أولها laquo;إسقاط الجمهورية الإسلامية وقيام نظام علماني صديق للولايات المتحدة يشكل ضمانا لمصالحها الاقتصادية والأمنية والسياسية في المنطقة، وإذا تعذر إسقاط النظام القائم في إيران فالعمل بكل وسائل الضغط لتغيير طبيعة النظام عبر تغيير سلوكه بصورة تصبح فيها الجمهورية الإسلامية دولة راكدة مشغولة بمشاكلها الداخليةraquo;، وهي الاستراتيجية التي قال خدام أنها تتطلب الضغط على إيران، للقبول بـ:
- laquo;الانكفاء إلى ما وراء حدودها الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وبالتالي التراجع عن طموحاتها في أن تكون دولة كبرى قائدة في المنطقة.
- laquo;قطع صلاتها مع حلفائها الإقليميين في العراق وسورية ولبنان وفلسطين ودول الخليج، وكذلك وقف النشاطات في الدول الأخرى، فضلا عن وقف الحملات ضد إسرائيل والتعايش معها كما فعلت بعض الدول العربية كمقدمة لإقامة السلام معها.
- laquo;وقف تنمية قواتها المسلحة والتخلي عن أسلحة الدمار الشامل.
- laquo;وضع برنامجها النووي تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة النووية.
- توسيع دائرة الحريات العامة والفردية بما في ذلك تطوير النظام السياسي بصورة تلغي دور الولي الفقيه والمرجعيات الدينية وإلزامها الاعتراف بحقوق الأقليات التي تتكون منها الأمة الإيرانيةraquo;.
ولقاء هذه المطالب - حسب laquo;خدامraquo; - من المتوقع أن تقدم الولايات المتحدة وحلفاؤها سلة من الحوافز منها: laquo;مساعدات اقتصادية لمعالجة الوضع الاقتصادي في إيران وتشكيل منظومة إقليمية للأمن والتعاون الاقتصادي تكون إيران أحد أعضائها إلى جانب الدول العربية وتركيا وإسرائيل، وإنهاء ملف الأموال الإيرانية المجمدة في الولايات المتحدةraquo;.
bull; الأهداف الإيرانية:
في رأي خدام، تشكل الولايات المتحدة وإسرائيل laquo;عقبتين أمام تحقيق إيران أهدافها الإقليميةraquo;، موضحا أن مرتكزات السياسة الإيرانية في المنطقة وفي أي حوار مع الغرب ومع الولايات المتحدة تدور حول ثلاث نقاط، هي:
- إنهاء الوجود العسكري الأميركي في المنطقة وفي أفغانستان.
عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
الاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، بما في ذلك الحق في بناء دولته وعودة اللاجئين.
تشكيل منظومة أمنية من إيران وتركيا والدول العربية في المنطقة لضمان أمن المنطقة واستقرارها.
الاعتراف بإيران كدولة قائدة في المنطقة ومشاركتها في جميع القضايا المتعلقة بالأمن الدولي وبقضايا الاقتصاد العالمي.
الاعتراف بحق إيران في أن تكون دولة نووية، مع تعهد بعدم صنع السلاح النووي في إطار حل لمشكلة أسلحة الدمار الشامل في العالم ومنها السلاح النوويraquo;.
ويؤكد أنه في ظل الأوضاع الراهنة، لم تصل الأطراف إلى حلول ليس فقط في مسألة الملف النووي الإيراني وإنما في مجمل القضايا ذات الصلة باستراتيجية إيران الإقليمية.
ويتساءل: laquo;مع تراجع مسألة العمل العسكري هل تراهن الولايات المتحدة على الأوضاع الداخلية في إيران لاسيما بعد تكشف ثغرات في تلك الأوضاع إثر الانتخابات الرئاسية الإيرانية؟
وهل ستلجأ الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى سلسلة من القرارات والإجراءات الاقتصادية والأمنية والسياسية لحصار إيران أملا في إسقاطها من الداخل؟
وهل في هذه الحالة ستلجأ إيران إلى كسر الحصار عبر تفجير الأوضاع في الخليج وفي العراق ولبنان وفلسطين؟ وهل سيتطور ذلك إلى حرب أو سلسلة حروب في المنطقةraquo;؟
ويجيب laquo;إن الرهان على الوضع الداخلي في إيران رهان صعب التحقيق، ذلك أن التوترات الخارجية ستضعف قدرة المعارضة الداخلية وستؤدي إلى مزيد من تشدد وتصلب القيادة الإيرانيةraquo;.
والسؤال الكبير ـ كما يصفه النائب السابق للرئيس السوري ـ laquo;هل ستكون الحرب هي الحل لأزمة الصراع بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة وبين إيران من جهة ثانية؟ وهل سيؤدي ذلك إلى تغييرات كبرى إقليمية ودولية؟ وهل ستبقى الولايات المتحدة الدولة الأعظم المهيمنةraquo;؟
ويكتب خدام: laquo;من الواضح أن في ضوء المعطيات الراهنة ستبقى المنطقة تحت ضغط الصراع العربي ـ الإسرائيلي من جهة والصراع بين الولايات المتحدة وحلفائها وبين إيران، وفي جميع الأحوال ستبقى منطقة الشرق الأوسط منطقة القلق والخوف واختلال الأمن، ولن تستعيد توازنها في غياب نظام عربي يضمن مصالح العرب وسيادتهم وحقوقهم، ويشكل هذا النظام عامل التوازن بين القوى الدولية والقوى الإقليميةraquo;.
وينهي هذا الفصل بقوله: laquo;الأمر الخطير في مجمل هذه الأوضاع، غياب العرب الذين يدور الصراع على أرضهم وعلى حساب أمنهم واستقرارهم ومستقبلهمraquo;.