سعيد اللاوندي

بعد ثورة 25 يناير لم يعد في مصر تابوهات, لذلك نناقش اليوم منصب شيخ الأزهر ودور هذه المؤسسة العريقة التي وقف أحد الأئمة في الثورات الماضية, خصوصا ثورة 1919, وأعلن أن الهلال مع الصليب في مواجهة الاحتلال الإنجليزي الذي كان يدأب علي الإيقاع بين عنصري الأمة, كذلك تحفظ ذاكرتنا صورة الرئيس جمال عبدالناصر عندما كان يقف خطيبا علي منبر الأزهر مخاطبا الأمة المصرية دون تفريق.. الشيء الآخر الذي مازال شاخصا في الأذهان ما رواه الشيخ الباقوري ذات مرة عندما رفعه أناس من مسلمي الملايو علي الأعناق لمجرد أنه جاء من الأزهر الشريف وأخذوا يقبلون عمامته وحذاءه!!
أقول لقد غيب الأزهر كما غيبت باقي مؤسسات الدولة طوال السنوات الماضية, وحسنا فعل شيخ الأزهر الحالي الشيخ د. أحمد الطيب الذي اقترح أن يكون منصب الإمامة بالانتخاب وليس بالتعيين مدي الحياة, إذ أنه مند عهد الأسرات الفرعونية لم يوجد منصب في الدنيا مدي الحياة, فكيف يستقيم ذلك علي منصب شيخ الأزهر, لكن ما أعلنه شيخ الأزهر الحالي حول الانتخاب لم يتحقق.. وإلا أين هيئة كبار العلماء؟ وإذا كان الرجل قد أعفي نفسه من راتبه الشهري كما قيل ـ فما معني أن يختار لنفسه نحو خمسة عشر مستشارا يتقاضي كل منهم عشرات الآلاف من الجنيهات.. ويخصص وزير الأوقاف لكل منهم شقة من مساكن الأوقاف القريبة من وزارة التربية والتعليم علي أن يختار كل منهم سيارة خاصة لرحلاته وتنقلاته؟!
ما هذا ياشيخ الأزهر.. لقد أعلنت في إحدي الصحف إن هؤلاء المستشارين لا يتقاضون رواتبهم من مشيخة الأزهر.. إذن ليس إلا صناديق النذور المخصصة لتطوير المعاهد الدينية.. وإذا حدث ـ كما يعلم الجميع ـ أنكم رفضتم أن يتقاضي مستشاروك أجورهم من هذه الصناديق التي لا يملك سواك توقيعا لشيكاتها أقول إذا حدث ذلك.. فمعناه أن مستشاريك يعملون كحالك مجانا.. نريد أن نعرف قبل فوات الأوان كي لا نخون صراحة وجرأة شهداء 25 يناير.